* كتب/ محمد المهدي زعبية،
شهدت ليبيا في عهد الوالي محمود نديم باشا سنة 1866م أول مطبعة حكومية بليبيا, وصدرت عنها أول جريدة رسمية باسم “طرابلس الغرب”, وكانت تحرر باللغتين العربية والتركية.
وفي الفترة ما بين (1908-1911م) وصل عدد المطبوعات إلى ما يزيد عن 12 مطبوعة ما بين جريدة ومجلة. ومن أهمها صحيفة “الترقي” التي ظهرت سنة 1908م, وكانت تصدر ألف نسخه أسبوعيا, وظهرت في العام نفسه صحيفة “الكشاف” الناطقة باللغات العربية والتركية والفرنسية أيضا، لصاحبها محمد الانصاري, وصحيفة “العصر الجديد” في سنة 1910م لصاحبها محمد علي البارودي. وفي العام نفسه أصدر التونسي هاشم أبوقشة الذي هاجر إلى طرابلس صحيفة “أبو قشة”، والعديد من الصحف الأخرى كالمرصاد والاقتصادي والرقيب وغيرها.
وقد تأثرت الصحافة الليبية بالصحافة التركية والعربية، خاصة ما تعرض منها إلى نقد الأوضاع السياسية والاقتصادية, ومناقشة المشاكل الاجتماعية.
والمطلع على تلك الصحف والمجلات يدرك جليا أنها حملت في طياتها حب الحرية والتغيير والدفاع عن الحقوق، حتى في عهد الخلافة العثمانية, ومدى إسهامها الواضح في الكشف والتحليل لمخاطر الاستعمار الإيطالي مهما أبدى من مظاهر الإعمار. وكذا فضح المتآمرين من الداخل مع السياسة الإيطالية من موظفي السلطة المؤيدين للأنشطة والتوسعات والطموحات الاستعمارية الإيطالية، من أمثال الوالي حسن حسني باشا.
وبعد الغزو الإيطالي تعرضت الصحافة لمختلف أنواع الضغط والكبت والاضطهاد. وبعد الاستعمار عرفت صحف أجنبية أنفق عليها الاستعمار واستخدمها في إطار حملته للترويج للاحتلال وللثقافة الإيطالية، واستخدم فيها محررين أجانب ويهود، فكانت الكلمة الحرة معدومة، وموضوعية الصحافة غائبة، نظرا لشدة الرقابة على الصحف والصحفيين ومعاقبة كل صحفي وطني مخالف لتوجهات وقوانين الحكومة الإيطالية.
