العربي الجديد-
مرّت عشر سنوات على اختفاء الصحافيين التونسيين نذير القطاري وسفيان الشورابي في ليبيا، أثناء عملهما على تحقيق في منطقة اجدابيا، وبقي صوت سنية القطاري، والدة نذير يتردّد في شوارع العاصمة التونسية: “ابني وزميله سفيان لم يقتلا، لقد أخفيا في مكان ما في الأراضي الليبية، وسيتم العثور عليهما يوماً ما”.
وكان نذير القطاري يصوّر، رفقة زميله سفيان الشورابي، تقريراً حول حرس المنشآت النفطية في منطقة أجدابيا الليبية لصالح قناة فيرست تي في التونسية الخاصة (أغلقت قبل ثماني سنوات)، حين فقد أثرهما في الثامن من سبتمبر 2014.
وبقي اختفاء الصحافيين لغزاً لم تستطع السلطات الليبية والتونسية فك طلاسمه، وبقي الوجع يسكن عائلتيهما وزملاءهما رغم مطالباتهم المتكررة ببذل مزيد من الجهود للتوصل إلى الحقيقة التي ظلت سراباً يطارده الجميع من دون الوصول إلى برد اليقين.
وحملت معها السنوات العشر لكثير من الأخبار المتضاربة، مثل احتجازهما في أحد السجون الليبية، أو قتلهما على يد فصائل مسلحة، منها تنظيم داعش في منطقة طبرق الليبية.
لكنّ السلطات التونسية والليبية تؤكد أنهما مختفيان، ولا وجود لأي أدلة على مقتلهما، وهو ما أكده رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد دبيبة قبل عام، وكذلك وزارة الشؤون الخارجية التونسية في أكثر من مناسبة. مع ذلك تشير المعطيات إلى أن سلطات البلدين لم تبذل جهوداً كافية لكشف حقيقة اختفاء الصحافيين.
وكان الرئيس التونسي الراحل الباجي قايد السبسي قد استقبل عائلتي الشورابي والقطاري خلال ولايته الرئاسية بين عامي 2015 و2019، وأكد أن قضية سفيان ونذير قضيته الشخصية من دون أن يحقق أي نتيجة عملية في القضية. بدورها، قدمت السلطات الليبية من ناحيتها تطمينات لعائلتي المفقودين من دون نتائج تذكر.
أما السلطة التونسية الحالية فهي لم تقترب من القضية، ولم تولِها العناية اللازمة وفقاً للنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين التي أصدرت بياناً بمناسبة الذكرى العاشرة لاختفاء سفيان الشورابي ونذير القطاري.
ودعت النقابة في بيانها السلطات التونسية إلى حماية الصحافيين وضرورة كشف مصير الصحافيين المختفيين، كما طالبت الرئيس التونسي قيس سعيد بتفعيل قرار اعتبار 8 سبتمبر من كل عام يوماً وطنياً لحماية الصحافيين. كما أكد بيان النقابة أنها ستوظف كل الآليات القانونية والدبلوماسية لكشف حقيقة اختفاء الشورابي والقطاري.