الناس-
دعت المبعوثة الأممية بالإنابة في ليبيا إلى أن يكون ملتقى الحوار السياسي الليبي الذي انطلق اليوم بالعاصمة التونسية تتويجا لسنوات ثلاث من العمل الدؤوب بدأها غسان سلامة من تونس.
وقالت في الجلسة الأولى للملتقى الاثنين (09 نوفمبر 2020م) إن البعثة قضت منذ ذلك الوقت آلاف الساعات في محاورة الليبيين والفاعلين الإقليميين والدوليين لمنع العنف والبحث عن سبل التهدئة.
وتقدمت “وليامز” بالشكر للدول التي وضعت خلافاتها جانبا ودعمت الجهود الأممية المبذولة في سبيل إرساء السلام وإحلال الاستقرار في ليبيا، مشيرة إلى مؤتمر برلين ومخرجاته التي تبناها مجلس الأمن الدولي في قراره 2510 لسنة 2020م.
وقالت إن الليبيين “سئموا القتال والتدمير والتشريد، وضاقوا ذرعا بتدهور ظروف معيشتهم وانقطاع الكهرباء والانتظار في طوابير طويلة للحصول على الوقود، كلّنا يعلم أنّ الليبيّين قد ضاق ذرعهم بويلات الانقسام التي شتت شمل العائلات وفرقت الأصدقاء. يريد الليبيّون العيش بكرامة وطمأنينة في بلدهم دون الاضطرار للسّفر للخارج لتطعيم أطفالهم، يريد المهجرون والنازحون العودة إلى وطنهم وبيوتهم، يريد الأطفال العودة إلى مدارسهم، ويريد أولئك الذين اضطرّوا ودفعوا لحمل السّلاح لتركه إلى الأبد والعودة لحياتهم الاعتياديّة”.
وحول مطالب الليبيين من هذا الملتقى أوضحت ستيفاني أنها استخلصت من خلال مشاوراتها الطويلة مع أطياف المجتمع الليبي أن الليبيين يريدون أن يضعوا حدا لحالة الاقتتال، ويريدون توحيد المؤسسات السيادية وإنهاء حالة انقسامها، وأن تلعب هذه المؤسسات دور الضامن لسلامتهم وتوفر لهم الخدمات الأساسية والمرافق الحيوية ومقومات العيش الكريم.
وأضافت: “يريد الليبيون انتخابات حرّة وديمقراطية تمكن الليبيات والليبيين في كل ربوع ليبيا من أن يختاروا بكل حرية ومستقبل أطفالهم، يتشارك الليبيون في رؤية وطنية للخروج ببلادهم من الأزمة الحالية. وتمثل هذه الرؤية أساس البرنامج السياسي الوطني”.
وقالت المبعوثة الأممية إن الهدف الأساسي للبرنامج السياسي الوطني يتمثل في تجديد الشرعية السياسية عبر إجراء انتخابات وطنية شفافة ونزيهة وفق إطار زمني واضح متفق عليه، ولتحقيق هذا الهدف -تقول ستيفاني- يجب إعادة هيكلة السلطة التنفيذية التي ستتحمل مسؤولية إدارة البلاد بغية تهيئة الظروف الملائمة لإجراء الانتخابات.
وسيكون مطلوبا من الحكومة الجديدة وفق كلامها “تهيئة المناخ المناسب لعقد الانتخابات ولإطلاق مسار المصالحة الوطنية ومكافحة الفساد والنّهوض بالخدمات العامّة التي تُقدّمها الحكومة لليبيّين”.
وركزت وليامز على اتخاذ خطوات “حازمة لا رجعة فيها” نحو انتخابات شفافة ونزيهة توحد البلاد في غضون الأشهر القادمة. وخاطبت الحاضرين قائلة: “لقد وضع المجتمع الدولي، والأهم من ذلك أن الليبيين وضعوا ثقتهم بكم. دعونا إذن لا نخيب آمالهم”.