نوفا-
نقل بضع عشرات من المرتزقة الروس من مجموعة فاغنر إلى أوكرانيا من ليبيا، حيث سيبقى ما لا يقل عن 1500-2000 من رجال الميليشيات، حسبما أفادت وكالة نوفا الإيطالية للأنباء.
وأكدت ثلاث مصادر ليبية مختلفة مقربة من الملف، في تصريحات لوكالة نوفا، أنّ ما لا يقل عن 1500 لألفي من مرتزقة فاغنر لازالوا متواجدين في ليبيا.
ودخل مرتزقة روس إلى ليبيا خلال صراع 2019-2020 مع قوات الجنرال خليفة حفتر، الذي حاول وقتها احتلال طرابلس “بالقوة”، لكن دون جدوى.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد صرّح، في حوار صحفي مؤخرًا، صراحةً أن “مجموعة فاغنر تمت دعوتها إلى ليبيا من قبل البرلمان الشرعي ومقره طبرق على أساس تجاري”، أي مقابل رسوم.
ووفقًا لآخر تقرير صادر عن فريق خبراء الأمم المتحدة، بقي حوالي 2000 مقاتل في ليبيا مع أنظمة الدفاع المضادة للطائرات Pantsir S-1 ومقاتلات MiG-29 والقاذفات التكتيكية Su-24.
وأشار مصدر ليبي في تونس، لـ”نوفا”، إلى “5000 روسي وسوري” عدد عناصر فاغنر الموجودين في ليبيا، فيما تحدث مصدران آخران في طرابلس عن “1500-2000″ و”أكثر من 2000” على التوالي، أما الأكيد فهو أن مجموعة فاغنر تواصل إبقاء رجالها في ليبيا، حيث تم تصوير حارس شخصي روسي يحمي حفتر خلال حمام جماهيري بمناسبة عيد الفطر، في بنغازي، بعد أيام قليلة.
وقال جلال حرشاوي، الباحث المتخصص في الشأن الليبي، لـ”نوفا”، “سيطرت روسيا على أربع قواعد عسكرية رئيسية في ليبيا قبل 24 فبراير 2022 (تاريخ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا). اليوم، لا تزال روسيا تسيطر على نفس القواعد العسكرية الأربع الرئيسية في ليبيا.”
والقواعد التي يديرها الروس هي براك الشاطئ جنوب غربي ليبيا، الجفرة (وسط – جنوب)، القردابية (وسط – شمال)، الخادم (شمال شرق).
وتابع حرشاوي “بعبارة أخرى، لم يكن هناك انسحاب كبير للأفراد الروس من ليبيا في أعقاب الحرب في أوكرانيا، ولكن فقط تعديلات متواضعة”.
يجب إدراج الوجود الروسي في الدولة الواقعة في شمال إفريقيا اليوم في سياق صراع عنيف بين تحالفين متنافسين، من جهة، حكومة الوحدة الوطنية لرئيس الوزراء المؤقت عبد الحميد الدبيبة ومقرها طرابلس، المعترف بها دوليًا، لكن البرلمان يثبط عزيمتها، ومن جهة أخرى، حكومة الاستقرار الوطني (GSN) المعينة من قبل مجلس نواب طبرق برئاسة فتحي باشاغا.
ويسيطر الدبيبة المنتهية ولايته على العاصمة طرابلس والعديد من مناطق طرابلس، وهي المنطقة الأكثر كثافة سكانية في البلاد التي تتعرض بشكل متزايد للاشتباكات المسلحة والخلافات بين الجماعات المسلحة المتناحرة، فيما تسيطر حكومة باشاغا، المدعوم من برلمان الشرق والجنرال حفتر، على آبار النفط الموجودة في برقة وفزان، وكذلك المباني الحكومية في بنغازي (شرق)، سرت (وسط الشمال) وسبها (جنوب غرب).
لعدة أيام، انخفض إنتاج النفط في الدولة العضو في منظمة أوبك إلى النصف بسبب حصار المتظاهرين المناهضين للدبيبة، وسط مخاوف من أن يكون المرتزقة الروس وراء حصار الآبار.
وقال عماد الدين بادي، محلل ليبي في المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية، وهي منظمة دولية غير حكومية مقرها في جنيف، “لا أعتقد أن فاغنر متورط صراحة في عمليات الإغلاق، حتى لو كانت تخدم المصالح الروسية، في كل من ليبيا وأماكن أخرى.”
وبحسب حرشاوي، يخسر الروس حوالي 350 رجلاً يوميًا في أوكرانيا، ويبدو أن نقل عناصر فاغنر من ليبيا إلى أوكرانيا خطوة حمقاء.
وقال الخبير “إن نقل الروس الآن من ليبيا إلى أوكرانيا سيمنح موسكو ميزة يمكن القضاء عليها بعد ستة أيام. إن فقدان كل النفوذ في منطقة ذات قيمة استراتيجية مثل ليبيا لكسب ستة أيام في أوكرانيا أمر لا معنى له. لهذا السبب لم يكن هناك انسحاب روسي كبير من ليبيا”، مضيفا أنّ “الشيء نفسه ينطبق على جمهورية أفريقيا الوسطى؛ السودان؛ مالي. وفي سوريا. كل هذه المهمات مستمرة. الرجال الذين يجب أن يموتوا في الخطوط الأمامية في أوكرانيا سيتم العثور عليهم في مكان آخر”.