عربي 21-
أثارت الزيارة المفاجئة التي قام بها رئيس البرلمان المصري إلى الشرق الليبي ولقاء نظيره عقيلة صالح في هذا التوقيت، بعض التساؤلات حول أهداف الخطوة ورسائلها، وعلاقتها بالضغط على حفتر الذي يريد تهميش عمل البرلمان الليبي.
وأكد رئيس مجلس النواب المصري، حنفي جبالي، خلال كلمة له تحت قبة البرلمان الليبي، أن حل الأزمة الليبية سيكون بإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المتزامنة في أقرب فرصة ممكنة، مؤكدا رفض مصر كافة أشكال التدخلات الخارجية بما لديها من مآرب تستهدف النيل من استقرار ووحدة ليبيا وثروات ومقدرات الشعب الليبي”.
“حكومة جديدة“
من جهته، قدم عقيلة صالح الشكر لدولة مصر ورئيسها، واصفا دورها بالمحوري في الملف الليبي، مشيرا إلى أن اللجنة المشتركة (6+6) وضعت القوانين، وسلمت نسخة رسمية للبرلمان، وأن المجلس يعمل الآن مع مجلس الدولة لتشكيل حكومة تتولى زمام الأمور حتى تحقيق الاستحقاق الانتخابي في أقرب الآجال.
وخلال الزيارة، تواجد رئيس الحكومة المكلفة من البرلمان، أسامة حماد، في مراسم استقبال رئيس البرلمان المصري، الذي اكتفى بلقاء عقيلة فقط، دون عقد أي اجتماعات مع حماد أو حفتر، للتأكيد أنها زيارة بين برلمانين ولا تحمل دلالة سياسية
وترددت أنباء عن محاولات لحفتر بتهميش دور البرلمان، وإضعاف عقيلة صالح، بل وإبعاده عن الانتخابات الرئاسية، وهو ما رفضته الدولة المصرية؛ كون عقيلة حليفها الاستراتيجي والأكثر مرونة وتفاهما من حفتر، لذا قامت بدور ما لتقريب وجهات النظر بين الطرفين وإثناء حفتر عن خطته”.
فهل جاءت زيارة “جبالي” للشرق الليبي ولقاء عقيلة بمثابة دعم الأخير ضد حملة حفتر ومحاولاته تهميش البرلمان؟..وهل تسبب الخطوة قطيعة بين القاهرة وحكومة الدبيبة؟
“دعم عقيلة والبرلمان”
من جهتها، قالت عضو مجلس النواب الليبي، ربيعة بوراص، إن “هذه الزيارة الودية خطوة مشكورة من البرلمان المصري، خاصة أنها أكدت أهمية الحوار والتوافق بين الليبيين، وصولا للاستقرار بعيدا عن التدخلات الأجنبية السامة، ونود من كل برلمانات دول الجوار والدول الصديقة زيارة البرلمان الليبي، ودعم مخرجات لجنة 6+6 التي تمهد لمرحلة جديدة تؤسس لكيان ديمقراطي مدني مستقر”.
وأشارت خلال تصريحات لـ”عربي21″ إلى أن “هذه الزيارة جاءت لدعم رئيس المجلس عقيلة صالح، وأيضا لدعم مجلس النواب والتوافقات التي نتجت عن طرفي مجلس النواب والدولة، أما حضور رئيس الحكومة المكلفة من البرلمان، فهو شيء طبيعي كونها الحكومة التي نتجت عن البرلمان/ والتي باركتها الحكومة المصرية في السابق”، وفق قولها.
“إفشال خطة باتيلي وحفتر”
في حين رأى الأكاديمي المصري المتخصص في الملف الليبي، خيري عمر، أن “الخطوة جاءت في وقت تنافس على تثبيت مقررات لجنة 6+6 التي تلقى قبولا ورفضا من البعض، فالزيارة تريد تأكيد دعم مصر لهذه المخرجات ودعمها لإجراء انتخابات”.
وأكد في تصريحه لـ”عربي21″، أن “القاهرة داعمة لسلطة البرلمان الليبي كسلطة تشريعية يمكنها إصدار التشريعات والقوانين والقرارات، لذا رفضت مصر خطة المبعوث الأممي “باتيلي” بتشكيل لجنة بديلة لمجلسي النواب والدولة، لذا فالزيارة تحاول إحباط هذه الخطة من قبل باتيلي”، وفق تقديراته.
وأضاف: كما أن هذه الزيارة جاءت لدعم البرلمان وتماسكه في مواجهة محاولات “حفتر” تهميش عقيلة ومجلس النواب، لذا جاءت خطوة زيارة البرلمان المصري لإفشال هذه المحاولات، ولا أعتقد أن الزيارة تسبب إشكالية بين الحكومة المصرية وحكومة الدبيبة؛ كونها زيارة بين برلمانين ولا علاقة لها بالسلطات التنفيذية”، كما قال.
“حراك تركي_إماراتي”
الأكاديمي الليبي، عماد الهصك، قال من جانبه إن “زيارة رئيس البرلمان المصري لمدينة بنغازي لا تأتي في إطار استعادة حالة التقاطب السياسي والوقوف إلى جانب طرف ضد طرف آخر، بل جاءت تمهيدا لجولة من اللقاءات تلعب من خلالها السلطات المصرية دورًا جديدا أكثر إيجابية في الملف الليبي”.
وتوقع أن “تكون هناك زيارة قريبة لمسؤولين مصريين رفيعي المستوى للغرب الليبي؛ لإقناع السلطات في طرابلس بقبول تشكيل حكومة جديدة بالمشاركة مع سلطات الشرق، هذا النشاط المصري يأتي بالتوازي والتنافس كذلك مع حراك إماراتي تركي يضغط هو الآخر في اتجاه تشكيل حكومة موحدة قبيل إجراء الانتخابات، وهذه المساعي الإقليمية جاءت بإيعاز من “باتيلي”، وفق قوله.
وتابع: “أما مشاركة رئيس الحكومة الليبية في الشرق أسامة حماد، فلا يعتد بها سياسيا، ولا تمثل أي اعتراف مصري ما دام رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح موجودّا على رأس المستقبلين”، كما صرح لـ”عربي21”.