العربي الجديد-
وصل وفد أفريقي رفيع المستوى برئاسة الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني بصفته رئيس الاتحاد الأفريقي في دورته الحالية، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، محمد فكي، إلى طرابلس الجمعة (11 أكتوبر 2024م) لمناقشة ملف المصالحة الوطنية بليبيا الذي يشرف عليه الاتحاد الأفريقي.
وإثر استقبال رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي للرئيس الموريتاني والوفد الأفريقي المرافق له، عقد رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة، اجتماعاً مع الوفد في مقر رئاسة الحكومة.
وخلال كلمته أكد الدبيبة ترحيبه بالعمل مع الاتحاد الإفريقي لإحراز تقدم في ملف المصالحة الوطنية، معتبراً أنها استحقاق تعمل عليه حكومته منذ توليها لمهامها. واعتبر الدبيبة، في معرض كلمته، أنّ “ليبيا ليست في حالة انقسام عميق كما يظن البعض، فالانقسامات التي شهدتها البلاد تقتصر على النزاع السياسي وتقسيم الثروة”، مضيفاً أنّ حكومته سعت “منذ البداية إلى وضع حد للنزاع المسلح، وإعادة توجيه بوصلة النزاع نحو التنافس على تقديم الخدمات والتنمية، وقد حققنا في هذا نجاحاً كبيراً، فجميع أطراف النزاع اليوم تسعى لتقديم نفسها للشارع في صورة جديدة”، على حد تعبيره.
ولفت الدبيبة الى أن ما تحتاج إليه ليبيا “اليوم هو العمل على إزالة هذه الخلافات السياسية، من خلال دعم مسارات التسوية الوطنية، أملاً في أن نحقق المصالحة الكاملة”، مؤكداً أنّ حكومته “مستعدة لاستقبال أي طرف ليبي من أجل المشاركة فيما يتعلق بالمصالحة الوطنية، ومستعدون للتجاوب مع أي مبادرة للمصالحة محلية كانت أم دولية، فنحن مستمرون بقوة في هذا المسار خاصة إذا أثرت على أمننا القومي.
من جانبه أثنى الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، على جهود حكومة الوحدة الوطنية في الدفع بملف المصالحة الوطنية “أسرع مما كنا نظن”، معبراً عن أمله في أن يحقق الاتحاد الإفريقي المزيد من الدعم لإنجاز المصالحة. وقال الغزواني إنه والوفد الأفريقي المرافق له قرروا زيارة ليبيا “ضمن خطوات التحضير للاجتماع المقرر عقده قبل نهاية العام للجنة الأفريقية رفيعة المستوى المعنية بالملف الليبي بالاتحاد الأفريقي في أديس أبابا”، مؤكداً حرص الاتحاد الأفريقي على استقرار ليبيا “لما لها من مكانة استراتيجية رائدة في المكانة الأفريقية والعربية والإسلامية”.
موعد أول اجتماعات المصالحة الوطنية الليبية
بدوره، أكد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي حرص الاتحاد الأفريقي على المضي في الدفع بملف المصالحة الوطنية، والتزامه بواجبه الأفريقي حيال ليبيا “لدورها المحوري في دعم العديد من المشاريع الأفريقية”. وفي الوقت الذي اعتبر فيه فكي أنه “لا وجود لخلافات جوهرية بين الشعب الليبي باستثناء الخلافات السياسية”، شدد على أهمية “تجنيب ليبيا التدخلات الأجنبية، لما لها من خطورة على تغذية أي صراع”.
ومنذ أزيد من عامين اقترح الاتحاد الأفريقي مشروعاً للمصالحة الوطنية في ليبيا بوصفه مبادرة أفريقية لحل الأزمة الليبية، وشكل لذلك لجنة أفريقية تحت مسمى “اللجنة رفيعة المستوى من الوفد الأفريقي بشأن ليبيا” برئاسة دولة الكونغو برازفيل التي أجرى وزير خارجيتها جان كلود جاكوسو عدة زيارات إلى ليبيا، قبل أن يعلن، في أغسطس الماضي، عزم الاتحاد الأفريقي تنظيم اجتماع للاتحاد بمشاركة جميع الأطراف الليبية في مقر الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، منتصف نوفمبر المقبل، لتحديد موعد لمؤتمر المصالحة الوطنية الجامع في ليبيا.