اخبارالاولىالرئيسية

وفاة ثلاث شقيقات قصّر كن على متن قارب هجرة انطلق من ليبيا ومنظمة دولية تتهم خفر السواحل الليبي بعرقلة جهود الإنقاذ

الناس-

موقف أقرب للطرفة لمهاجرين على متن قارب خشبي، انطلقوا من السواحل الليبية والوجهة هي لامبيدوزا الإيطالية. لكن لانعدام الخبرة في توجيه القارب فقد وجدوا أنفسهم داخل أحد المصائف في العاصمة طرابلس.

الموقف الأليم أن أمثال هؤلاء يدفعون مبالغ في حدود ألف دولار للمهربين، مع عدم ضمان الوصول، وربما مآلهم كان أفضل من رحلة سبقتهم بخمسة أيام، توفيت فيها ثلاث شقيقيات قاصرات وفق ما أعلنت منصة مهاجر نيوز المتخصصة في ملف الهجرة.

فقد أعلنت المنصة في الرابع والعشرين من أغسطس عن ثلاث وفيات، وفقدان شخص، مشيدة بإنقاذ نحو (65) مهجرا غمرت المياه قاربهم في ظل سوء الأحوال الجوية أثناء محاولتهم عبور البحر المتوسط إلى إيطاليا انطلاقا من ليبيا.

وذكرت المنصة أن منظمة “أوشن فايكينغ” أنقدت في اليوم نفسه حوالي (50) مهاجرا قبالة السواحل الليبية.

وأفادت منظمة “ريسكشب” الألمانية التي انتشلت القاصرات من عرض البحر أن أعمارهن على التوالي:  9، 11، 17 عاما. وقد غمرت المياه قاربهم المطاطي المكتظ وسط سوء الأحوال الجوية. وكان من بين الناجين والدة الفتيات الثلاث وشقيقهن.

وانطلق القارب من سواحل زوارة غرب ليبيا.

وقالت إحدى المنقذات واسمها “باربرا ساتوري” لوكالة “أسوشييتد برس” إن القارب كان مكتظا للغاية، فيما بلغ ارتفاع الأمواج (1.5 مترا)، وقد حاول الركاب الاتصال من شبكة هاتف الإنذار “آلارم فون” حيث التقط فريق الإنقاذ الإشارة.

“وبعد أن أجلى فريق الإنقاذ من كانوا على متن القارب –تقول ساتوري- ظهرت الجثث طافية في بركة من الماء والوقود في قاع القارب”. وأضافت: “سمعت امرأة تصرخ ورجلا يشير إلى الماء.. الظلام والظروف الجوية جعلت عملية الإنقاذ بالغة الخطورة، حيث “حاول الفريق الطبي إنعاشهما، لكنهما كانا تحت الماء لفترة طويلة”.

وأضافت ساتوري أن الأم ظلت في حالة صدمة، وجلست بجانب رفات بناتها على متن سفينة الإنقاذ. وطلب الأقارب من الطاقم أقمشة بيضاء ولفّوا الجثث بها.

وأوضح فريق الإنقاذ أن من بين الركاب وجدت نساء حوامل وعديد الأطفال، احتاج بعضهم إلى إجلاء طبي عاجل، ونقلوا إلى سفينة تابعة لخفر السواحل الإيطالي مع أفراد عائلاتهم. وأضاف أن الناجين جاؤوا من السودان، بالإضافة إلى مالي وساحل العاج وإثيوبيا وإريتريا.

جهاز مكافحة الهجرة الليبي يستمر في ترحيل المهاجرين إلى بلدانهم ولا يعبأ بالاتهامات

وفي حادث منفصل أعلنت سفينة “أوشن فايكنغ” أنها تعرضت لإطلاق نار، متهمة خفر السواحل الليبي بتعريضها للخطر، وذكر في بيان لها الأسبوع الماضي أن “كانت المأساة على وشك أن تقع، ففي عصر يوم الأحد (24 أغسطس) استهدفت قوات خفر السواحل الليبي السفينة الإنسانية “أوشن فايكنغ” بإطلاق النار باتجاهها”.

وجاء في البيان أن منظمة “إس أو إس ميديتيرانيه” غير الحكومية التي تستأجر السفينة بالشراكة مع الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، تسلسل الأحداث. وكتبت المنظمة “وقت الهجوم، كانت سفينة ‘أوشن فايكينغ’ في المياه الدولية، على بُعد حوالي 40 ميلا بحريا شمال الساحل الليبي. وكان على متنها 87 شخصا، تم إنقاذهم في عمليتي إنقاذ منفصلتين […]، وكانت سفينتنا تبحث بنشاط عن قارب آخر في خطر”، مضيفة أنها حصلت على إذن من مركز التنسيق الإيطالي لإجراء البحث.

في هذه المرحلة، وقع الهجوم. وأفادت منظمة “إس أو إس ميديتيرانيه” أن “سفينة لخفر السواحل الليبي، وهي زورق دورية من طراز كوروبيا، اقتربت من سفينة أوشن فايكينغ، وأمرتنا -بشكل غير قانوني- بمغادرة المنطقة والتوجه شمالا”. زاعمة أن إطلاق النار الذي أعقب ذلك ألحق أضرارا بالسفينة.

واتهمت المنظمة خفر السواحل الليبي بالتجاهل التام للقانون البحري الدولي. ساردة عنه حوادث أخرى حصلت من قبل، أولها في مارس 2024 “أطلق خفر السواحل الليبي النار بالقرب من سفينة الإنقاذ “إس أو إس هيومانيتي”، مما أثار حالة من الذعر بين المهاجرين الذين كان يتم إنقاذهم. وقفز العديد منهم في الماء، وغرق رجل واحد.

والحالة الثانية –على ذمتها- في يوليو 2023 عندما أطلق زورق ليبي عدة طلقات نارية بينما كانت سفينة “إس أو إس ميديتيرانيه أوشن فايكينغ” تُجري عملية إنقاذ في المياه الدولية. وقع الحادث بعد وقت قصير من إنقاذ قارب على متنه 46 شخصا. وكان زورق الإنقاذ يُجري عملية إنقاذ ثانية لقارب صغير على متنه 11 شخصا قبالة سواحل ليبيا.

والثالثة في فبراير 2022، أردى خفر السواحل الليبي بالرصاص مهاجرا وسط البحر أثناء محاولته عبور المتوسط على متن قارب برفقة حوالي 80 شخصا آخرين، بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى إصابة ثلاثة آخرين- يقول المصدر.

وطالبت المنظمة بالتحقيق في هذه الاتهامات، وطالبت المديرة التنفيذية لها “صوفي بو” بالوقف الفوري لجميع أشكال التعاون الأوروبي مع ليبيا.

ولم يعلق جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية الليبية على هذه الاتهامات، ولا أي جهة حكومية أخرى، غير أنه واقتصرت منشوراته الأخيرة في أغسطس على نشاط مكتب الترحيل، مسلطا الأضواء على برنامج العودة الطوعية للمهاجرين، وأعلن في 17 أغسطس (آخر منشور له) أنه رحل مهاجرين من مصر وتشاد عبر المنافذ البرية بحضور ممثلين عن سفاراتهم لدى طرابلس.

بالأرقام: قتل أكثر من (700) مهاجر في العام 2025 في البحر المتوسط ووصل إلى إيطاليا قرابة (40) ألفا

وتبرز ظاهرة الهجرة غير النظامية عبر المتوسط كواحدة من أبرز القضايا الإنسانية المعقدة، حيث ينطلق المهاجرون من الشمال الإفريقي لعبور البحر باتجاه شواطئ أوروبا بحثا عن حياة أفضل، الأمر الذي ينجم عنه مائات الضحايا سنويا.

وحسب أرقام المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فقد قتل أكثر من (700) مهاجر في العام (2025) وسط البحر الأبيض المتوسط، فيما تجاوز عدد الضحايا أكثر من (30) ألف مهاجر منذ العام 2014م.

بالمقابل تفيد أرقام وزارة الداخلية الإيطالية أن (39.771) مهاجرا وصلوا إلى إيطاليا هذا العام حتى العشرين من أغسطس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى