وفاة السناتور الجمهوري الأمريكي جون مكين عن 81 عاما
بعد صراع مع سرطان المخ
وفاة السناتور الجمهوري الأمريكي جون مكين عن 81 عاما
(وكالات)-
توفي السناتور الجمهوري الأمريكي جون مكين السبت عن عمر 81 عاما. المرشح الرئاسي للانتخابات الأمريكية 2008، بعد صراع طويل مع المرض.
وعانى مكين نوعا من سرطان المخ، اكتشف منذ يوليو 2017، وأجريت له عملية جراحية في أبريل 2018 بسبب التهاب في الأمعاء.
وشارك السيناتور الأمريكي في حرب بلاده على فيتنام، حيث وقع في الأسر وقضى خمس سنوات من عمره في الأسر، ثم أمضى أكثر من ثلاثة عقود في مجلس الشيوخ الأمريكي ممثلا عن ولاية أريزونا، وعرف عنه بأنه جمهوري متمرد على الحزب.
من هو جون مكين؟
ونشرت عنه حقائق بعد وفاته منذ كان طالبا في البحرية من ذلك ما أوردته وكالة رويترز للأنباء:
كان طالبا جامحا بل ومولعا بالتشاجر في المدرسة الداخلية التي التحق بها في منطقة واشنطن. واقتفى مكين خطوات أبيه وجده وهما من كبار ضباط البحرية الأمريكية ذوي الأربعة نجوم حيث واصل التمرد على اللوائح وتخرج ضمن أواخر الدفعة.
أسقطت النيران المعادية طائرة مكين خلال مهمة قتالية فوق فيتنام في عام 1967. وأمضى خمسة أعوام ونصف العام في الأسر منها عامان في الحبس الانفرادي، وتعرض مرارا للضرب والتعذيب مما ألحق به عاهة مستديمة. وفي مجلس الشيوخ الأمريكي كان منتقدا لأساليب الاستجواب القاسية مثل أسلوب محاكاة الغرق للمشتبه بهم في أعمال إرهابية.
من بين الأوسمة التي تقلدها مكين ثلاثا من ميداليات النجمة البرونزية ونال وسام القلب الأرجواني مرتين ووسام الاستحقاق مرتين ووسام النجمة الفضية وصليب الطيران المتميز.
كان مكين يعمل لحساب موزع للبيرة في أريزونا هو والد زوجته الثانية سيندي عندما انخرط في العمل السياسي. في عام 1982 فاز في انتخابات مجلس النواب الأمريكي وفي 1986 فاز بمقعد في مجلس الشيوخ ظل محتفظا به ست دورات.
في حملته للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية في عام 2000 تصدر السباق على منافسه جورج دبليو بوش في الجولة الأولى. لكنه لم يحقق نتائج طيبة في التصفيات اللاحقة وفي نهاية المطاف سلم بالهزيمة أمام بوش بعد حملة مريرة.
بعد الفوز بترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة في 2008 خسر مكين أمام المرشح الديمقراطي باراك أوباما الذي حصل علي 53 بالمئة من الأصوات مقابل 46 بالمئة لمنافسه.
في الكونجرس كان مكين محافظا مؤيدا لمجتمع الأعمال ومن دعاة سياسات السوق الحرة ومعارضي الإجهاض لكنه صوت ضد الأغلبية الجمهورية في عدة مشروعات قوانين كان لها صدى واسع. وبعد تبرئة ساحته في فضيحة تبرعات انتخابية في الثمانينات سعى لإصلاح قواعد تمويل الحملات الانتخابية.
في 2017 وأثناء جراحة في أريزونا لإزالة تكتل دموي خلف العين اليسرى لمكين اكتشف الأطباء إصابته بنوع شرس من سرطان المخ. بعد أقل من اسبوعين عاد مكين إلى واشنطن وخالف رغبة حزبه بالتصويت في اقتراع قضى على جهود الحزب الجمهوري لرفض خطة الرعاية الصحية التي طرحها أوباما. وأمضى مكين معظم وقته لاحقا في أريزونا حيث خضع للعلاج والرعاية.
كان مكين منتقدا بارزا للرئيس دونالد ترامب. وبعد أن انتقد الخطاب العنيف لترامب تجاه الهجرة غير الشرعية، أبدى ترامب استخفافه بالتاريخ العسكري لمكين قائلا إنه يفضل ”الأشخاص الذين لم يقعوا في الأسر“.
ومن منطلق الولاء للحزب أيد مكين ترامب لاحقا عندما فاز بترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة. لكن مكين سحب تأييده في اكتوبر 2016 بعد الكشف عن تسجيل يتباهى فيه ترامب بالتحرش بالنساء. وظل مكين منذ ذلك الحين من منتقدي رئاسة ترامب.
ما الذي قيل عن مكين؟
وتوالت على الفور ردود فعل الطبقة السياسية الأميركية، تكريما لذكرى ماكين الذي كان من ركائز الحزب الجمهوري، والذي لم يتورع عن إغضاب الكثيرين، بما في ذلك من داخل دائرته السياسية، لكنه لم يخسر يوما تقدير الأميركيين لإخلاصه الوطني.
وقال الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما الذي هزم ماكين في الانتخابات الرئاسية في 2008 “جون وأنا كنا ننتمي الى جيلين مختلفين، كانت لدينا أصول مختلفة تماما، وتواجهنا على أعلى مستوى في السياسة، لكننا تشاركنا، على الرغم من اختلافاتنا، ولاءه لما هو أسمى، للمثل التي ناضلت وضحت من أجلها أجيال كاملة من الأميركيين والمهاجرين”.
ودعا زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر الى إطلاق اسم جون ماكين على مبنى في الكونغرس حيث كان مكتبه.
أما الرئيس دونالد ترامب، فقدم تعازيه في تغريدة، وقال “أقدم تعازي وأصدق احترامي لعائلة السيناتور جون ماكين. قلوبنا وصلواتنا معكم”.
بالمقابل، أصدر غالبية أفراد الطبقة السياسية، الحاليين والسابقين، بعد دقائق من إعلان وفاة ماكين، بيانات عددوا فيها بعضاً من مآثره، فأشاد الرئيس السابق الجمهوري جورج بوش الابن خصوصا بـ”رجل ذي قناعة عميقة ووطني لأعلى درجة”.
ونوه الرئيس الديمقراطي السابق بيل كلينتون بأن ماكين “غالبا ما وضع الانتماء الحزبي جانباً” من أجل خدمة البلاد.
كما قدمت المرشحة الرئاسية السابقة هيلاري كيلنتون تعازيها.
كذلك قال آل غور، نائب الرئيس في عهد كلينتون “لطالما قدرت واحترمت جون” لأنه كان دوما يعمل “في سبيل إيجاد أرضية تفاهم مهما كان ذلك صعبا”.
أما السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام فقال إن “أميركا والحرية خسرا واحدا من أعظم أبطالهما”.
وكتبت ابنة السناتور الراحل ميغان ماكين في حسابها على تويتر أنها بقيت بحانب والدها حتى النهاية “مثلما كان بجانبي في بداياتي”.
وكان ماكين يتلقى العلاج في ولايته أريزونا، حيث كان يزوره أصدقاؤه وزملاؤه بشكل متواصل منذ شهور، مدركين أن النهاية باتت قريبة.
وليلة وفاته، أعلنت عائلته أنه قرر التوقف عن العلاج.
وفي مذكراته التي نشرت في مايو تحت عنوان “الموجة التي لا تهدأ”، أكد أنه يرغب بأن بتم دفنه في ولاية مريلاند قرب صديقه القديم من البحرية تشاك لارسون.
ولدى ماكين سبعة أطفال، أربعة منهم من زوجته سيندي وثلاثة من زواج سابق.
وسيلقي الرئيسيان السابقان باراك أوباما وجورج بوش كلمة خلال مراسم جنازة السناتور جون ماكين، وذلك بناء على طلب الأخير،
وطلب ماكين أن يتم دفنه في الأكاديمية البحرية الأميركية في أنابوليس عاصمة ولاية ميريلاند القريبة من واشنطن، بالقرب من قبر صديق قديم له.
وتحدث ماكين عن طلبه هذا خلال لقاء مع برنامج “60 Minutes” في سبتمبر 2017.
وقال حينها “أريد عندما أرحل أن تقام المراسم في الأكاديمية البحرية. وأن يكون هناك فقط شخصان يقفان للقول ‘هذا الرجل خدم وطنه'”.
وستقام مراسم الدفن الأحد الثاني من سبتمبر.
مكين وليبيا
يشار إلى أن السيناتور الأمريكي زار ليبيا في أكثر من مناسبة، كان أولها في أبريل 2011 أثناء اندلاع المواجهات إبان ثورة السابع عشر من فبراير، حيث نزل في بنغازي لإجراء محادثات وقتها مع أعضاء المجلس الوطني الانتقالي. وبعض القادة العسكريين.
وكان من الداعين إلى تسليح الثوار لمعركتهم ضد نظام معمر القذافي، وأيد بقوة التدخل العسكري في ليبيا وقتها.
ووصف الثوار وقتها بقوله “هؤلاء هم أبطالي” لكنه عاد وهاجم بشراسة الأسلوب الذي تعاملت به إدارة أوباما مع الهجوم الذي تعرضت له الممثلية الأمريكية في بنغازي والذي ادى الى مقتل السفير الأمريكي هناك, ووصف تعامل الادارة مع الهجوم بأنه ” أسوأ من فضيحة ووترغيت.
كما زار ماكين ليبيا في 2013 والتقى رئيس المؤتمر الوطني نوري أبوسهمين ورئيس الحكومة علي زيدان.