عربي 21-
تسيطر مجريات الانتخابات في تركيا على المشهد الإقليمي، وسط تساؤلات عن تأثير نتائجها على المشهد الليبي.
ويدعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حكومة عبد الحميد الدبيبة منذ توليها السلطة حتى الآن، واستقبله رئيسها ووزراء من حكومته عدة مرات، رغم ابتعاد بعض الدول عنه بعد انتهاء المدة القانونية لحكومته، وعدم نجاحها في إجراء انتخابات في ليبيا.
“لا تغيير وحكومة جديدة“
واستبعد عضو المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، أحمد همومة، أن “يؤثر أي تغيير في سدة الحكم في تركيا على المشهد السياسي والعسكري الليبي، كون الأتراك وضعوا أقدامهم بثبات على سلم الديمقراطية التي أساسها أن رؤية وأهداف الدولة يرسمها الحزب الحاكم والمعارضة على السواء”.
ورأى في تصريحات لـ”عربي21″، أن “الذي سيأتي بعد أردوغان إذا خسر الانتخابات، لن يغير من سياسة تركيا الخارجية المبنية أساسا على إعلاء مصالح تركيا”.
وأكد أنه، حكومة الدبيبة، وإن استمرت بقية هذا العام فلن تبقى أكثر لأن أطراف الصراع السياسي وبعثة الأمم المتحدة والأطراف الدولية الفاعلة في ليبيا تجزم بأن الانتخابات لن تجرى، وبالتالي سيتم الإعلان عن حكومة تبسط سيرتها على كامل ليبيا وباتفاق جميع الأطراف.
وتابع: “الملف الليبي مهم جدا لتركيا لكنها لن تستطيع لعب دور حاسم لوجود دول عظمى ترتبط مصالحها مع تركيا، وهذا من شأنه أن يضعف الدور التركي في ليبيا” وفق قوله.
“استبدال الحليف الداخلي“
من جهته قال الأكاديمي الليبي وأستاذ علم الاجتماع السياسي، رمضان بن طاهر، إنه “ربما يتغير الحليف الداخلي لتركيا، ويستبدل بآخر حسب أيديولوجيا السلطة الجديدة في أنقرة، لكن خروج تركيا من ليبيا غير مرتبط بتغير السلطة الحاكمة بل بالمصالح وحجم الاستثمارات، وكذلك بالمتغيرات الدولية والإقليمية”.
وأشار في حديثه لـ”عربي21″ إلى أنه “رغم ارتباط التواجد التركي في ليبيا بالسلطة الحالية الممثلة في أردوغان، إلا أنه يمثل فرصة واستثمارا إقليميا ودوليا لن تتخلى عنه تركيا مهما كان شكل السلطة الحاكمة، وهذا غاية ما تطمح إليه أي سلطة سياسية تحكم تركيا” وفق قوله.
“تأثير متفاوت“
الباحث السوداني والمهتم بالشأن الليبي، عباس محمد صالح رأى من جانبه أن “السياسة التركية كانت ذات تأثير حقيقي في معادلات القوة بين الفريقين المتصارعين في ليبيا شرقا وغربا، وبينهما الأطراف الإقليمية أيضا التي ستعيد النظر في مواقفها وسياستها تجاه ليبيا في ضوء نتائج الانتخابات التركية”.
وأضاف: “أتوقع أن يكون التأثير متفاوتا بالنسبة للفرقاء الليبيين لاسيما في ضوء نجاح تركيا في مد جسور التواصل أبعد من فريق الدبيبة والحلفاء التقليديين، وبالتالي فسوف يستمر النفوذ في حال فاز أردوغان وحزبه ولكن قد يختلف الحال في حال فاز خصومه الذين إما سينكفئون على قضايا داخلية أو سيركزون على ملفات إقليمية أخرى”، بحسب توقعاته لـ”عربي21”.
“علاقة مركبة ومعقدة“
لكن الباحث التونسي في العلاقات الدولية والمهتم بشؤون ليبيا، البشير الجويني قال إن “العلاقة بين تركيا وليبيا معقدة وأعمق من كونها مرتهنة بصعود أو خروج أردوغان من الحكم، والملف الليبي في بعده المتعلق بالأمن القومي عموما يقع فوق التجاذبات وسواء تعلق الأمر بمواصلة أردوغان أو وصول رئيس جديد لسدة الحكم فلا يرجح أن يكون هناك تغييرات جذرية في السياسة الخارجية التركية”.
وأوضح في حديثه لـ”عربي21″ أن “وجود تركيا ميداني في الغرب وتجاري مع الشرق وتاريخي في أنحاء واسعة من ساحل ليبيا بما يعني أن الأمر معقد ومركب، لذا فالعلاقة في ثنائية دعم وتحشيد مقابل معارضة وتبخيس أمر قاصر في فهم الأركان الهامة في علاقة ليبيا بتركيا وهي اقتصادية وفيها جوانب تحقق الرؤية الأمريكية، دون أن ننفي وجود نزعات هيمنة تبدو لعديد المتابعين طبيعية في ظل الطبيعة التي تأبى الفراغ”، وفق تعبيره.