عربي 21-
طرحت التصريحات الجزائرية بأن الأزمة الليبية ستكون من أهم أولويات القمة العربية التي ستعقد في الجزائر بعض الأسئلة حول قدرة القمة على فرض حلول بعينها للأزمة الليبية وما إذا كانت مصر ستضغط من أجل رفع الدعم العربي عن حكومة الدبيبة.
وأكد مندوب الجزائر الدائم لدى الجامعة العربية، عبد الحميد شبيرة، أن “الملف الليبي سيكون من أهم البنود المدرجة في الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية بالجزائر يومي 1 و2 نوفمبر المقبل، مؤكدا أن بلاده تبذل جهودا كبيرة في سبيل تسوية الوضع في ليبيا وتنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية دون تدخل أجنبي”.
“موقف عربي موحد”
وأكد رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي خلال زيارته للجزائر منذ أيام قليلة أن “دور الجزائر مهم خاصة في القمة العربية في خروج موقف عربي موحد بشأن ليبيا خلال القمة المرتقبة والتي سيشارك فيها المنفي ممثلا للدولة الليبية”.
في حين، عبر الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون خلال لقاء المنفي عن الأمل في أن “يكون العام 2023 هو عام نهاية المأساة لليبيين، وأن تنعقد الانتخابات دون تدخل خارجي”.
والسؤال: هل القمة العربية قادرة على صياغة موقف موحد من الأزمة الليبية؟ وما الحلول التي يمكن أن تقدمها القمة لليبيا؟
“دور الوصاية”
من جهتها قالت عضو البرلمان الليبي، ربيعة بوراص إن “القمة العربية مجرد تنافس على أدوار وهمية لن تقدم شيئا لشعوب المنطقة بشكل عام ولليبيا بشكل خاص خاصة بعدما أسفر الانهيار السياسي والاقتصادي والأمني في كافة أرجاء العالم عن حقيقة ضعف الأنظمة القومية التي تغذي شعوبها بالفكر وتحرمهم من الحياة وتفتح لهم أبواب الهجرة والتجارة غير المشروعة والتجنيد”.
وأوضحت خلال تصريحات لـ”عربي21″ أن “ادعاء الدول الإقليمية بأنها تقوم على مساعدة الليبيين حجة تآكلت مع حقيقة الصراع الاقتصادي المعني بالغاز والنفط والحدود البحرية، فالكل يبحث عن دور له في المستقبل ليمارس دور الوصاية على مصالح الدولة الليبية في ظل تعطش القادة الليبيين للبقاء على سدة الحكم”، وفق قولها
واستدركت: “ومع هذا نتمنى أن يحدث هذا اللقاء تأثيرا إيجابيا بعيدا عن التحجج بليبيا لشعوب المنطقة على مستوى التجارة وحرية التنقل والتعلم وضبط الحدود ومنع تدفق المتطرفين والجرائم العابرة للحدود وتجارة المخدرات والسلاح والإرهاب”، كما رأت.
“فيتو سعودي-مصري”
في حين أكد عضو مجلس الدولة في ليبيا، بلقاسم قزيط أنه “من غير المنتظر أن تخرج قرارات أو مواقف أو حتى حلول بعيدة عن المزاج السياسي للمملكة العربية السعودية وكذلك دور مصر كونهما أكبر دولتين متحكمتين ومؤثرتين في قرارات الجامعة العربية وكذا القمم العربية المنعقدة تاريخيا”.
وأشار في تصريحه لـ”عربي21″ إلى أن “الجزائر ستحاول الميل بقرارات القمة إلى دعم حكومة الدبيبة لكنها لن تنجح كونها ستقابل “فيتو سعودي-مصري” يرفض ذلك، لكن ذلك لا يعني أن القمة ستميل أيضا إلى كفة دعم حكومة باشاغا المنبثقة عن مجلس النواب، لذا لن تكون قرارات القمة العربية حاسمة أو موحدة”، بحسب تقديره.
“رؤى متناقضة”
عضو هيئة الدستور الليبي، نادية عمران قالت إن “القمة العربية في الجزائر لن تخرج بأي قرارات أو حلول ملزمة بل مجرد توصيات كالاجتماعات واللقاءات السابقة المتعلقة بالشأن الليبي، لأن مصالح ورؤى الدول بخصوص الشأن الليبي متناقضة ومختلفة”.
وأضافت: “أما فيما يتعلق بحكومة الوحدة الوطنية فالبعثة وبعض الدول تقود تيار الذهاب نحو حكومة موحدة وقد تكون هجينا بين الحكومتين الحاليتين، لكن لن يكون هناك قرارات بعينها ضد حكومة الدبيبة لأنها طرف أساسي في المشهد ولها داعمون”، وفق رأيها
وتابعت: “لن تأتي هذه القمة بجديد بل ستؤكد على ما صدر من مجلس الأمن من ضرورة التوافق على أساس دستوري وتعزيز المصالحة الوطنية عبر حوار شامل بين الأطراف السيادية، وغيرها في تكرار متكرر لنتائج الاجتماعات السابقة”، كما صرحت لـ”عربي21”