الرئيسيةالراي

هل آن أوان النهوض بالصناعة السينمائية؟

* كتب/ عمران اشتيوي،

تُعد السينما نافذة الشعوب على ذاتها وعلى العالم، فهي ليست مجرد وسيلة ترفيهية، بل تُشكّل مرآةً تعكس الواقع الاجتماعي والثقافي والسياسي. في ليبيا عانت الصناعة السينمائية من غياب شبه تام لعقود طويلة، فلم تشهد البلاد نهضة حقيقية في هذا المجال مقارنة بدول عربية أخرى،  لكن في السنوات الأخيرة، بدأت بوادر الحراك السينمائي تلوح في الأفق، مما يطرح تساؤلًا ملحًّا: هل آن أوان النهوض بالسينما الليبية؟

طوال الوقت، ظلت السينما الليبية محدودة الإنتاج وضعيفة البنية التحتية. كانت الأفلام المنتجة في معظمها وثائقية أو أعمالًا درامية بجهود فردية، وغابت عن المشهد أي محاولة لإنشاء صناعة سينمائية حقيقية. في العقود الأخيرة من القرن العشرين، تعرضت السينما الليبية للتهميش بفعل السياسات الثقافية التي لم تعرها الاهتمام اللازم، مما أدى إلى غياب الإنتاج السينمائي المحلي، مع استثناءات نادرة لأفلام لم تُتح لها فرص كبيرة للعرض والتوزيع.

مع تغير المشهد السياسي والاجتماعي في ليبيا، برزت محاولات لإحياء السينما الليبية عبر إنتاج أفلام قصيرة ومستقلة، كان بعضها مشاركًا في مهرجانات دولية. هذه المحاولات قادها شباب طموحون تحدّوا غياب الدعم الحكومي وضعف البنية التحتية، واعتمدوا على إمكانيات محدودة لإنتاج أفلام تعكس الواقع الليبي بقصصه وتعقيداته.

رغم هذه المحاولات، لا تزال الصناعة السينمائية في ليبيا تواجه العديد من التحديات كعدم وجود استوديوهات تصوير متكاملة، كما أن قاعات العرض السينمائي تكاد تكون معدومة بعد إغلاق معظمها، إضافة إلى غياب الدعم الحكومي أو القطاع الخاص، مما يدفع صناع الأفلام للجوء إلى التمويل الشخصي أو الدعم الخارجي.، كما أن القوانين المتعلقة بالإنتاج السينمائي والتوزيع غير واضحة أو مشجعة، مما يجعل من الصعب على أي مشروع سينمائي أن يرى النور بسهولة.، والأهم وكنتيجة لسنوات من التهميش، هناك قلة في المخرجين والممثلين والمصورين المحترفين، ما يجعل الاعتماد على فرق عمل خارجية أمرًا مكلفًا وصعبًا.

السينما الليبية لا تزال في طور الولادة، لكن هذه الولادة قد تتحول إلى صناعة مزدهرة إذا ما تم تذليل العقبات التي تواجهها. الأمل معقود على الشباب الطموح والمواهب الصاعدة التي أثبتت قدرتها على تقديم أعمال سينمائية رغم كل التحديات.

والسؤال الأهم الآن: هل سنشهد قريبًا أفلامًا ليبية تنافس على الساحة العربية والدولية؟ الأيام القادمة وحدها ستجيب عن ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى