* كتب/ عطية صالح الأوجلي
كانا يحتسيان أكواب الشاي في مقهي شيّد حديثا على مقربة من الجامعة.. حين واصل الفيلسوف الهندي حديثه مع صديقه ….
– ” نعم … أهلنا طيبون وبسطاء بلا شك… ولكنهم عاطفيون ومتقلبو المزاج بشكل كبير .. ويتأثرون بالأحاديث والأقوال … كما أن لديهم هوس بالفخر بجماعاتهم وتحقير الجماعات الأخرى … ولديهم تصنيف جاهز لكل الناس … فالهندوكي بليد .. والمسلم غدار .. والمسيحي متسلط .. والبنجابي لص .. والباكستاني إرهابي ….. وهكذا … نحن يستيقظ وينام المواطن لدينا على نقد الآخرين”.
توقف قليلاً ….. ثم أردف …..
– ” كما أنهم يدعون قدرتهم على إيجاد الحلول لكل مشاكل العالم … خذ على سبيل المثال … هذا النادل بهذا المقهى … يستطيع أن يحدثك عن كل شيء .. فلديه الحلول لمشاكل زيدان مع ريال مدريد … ومشاكل كوريا الشمالية مع أمريكا … وسبل معالجة مشكلة السيولة في ليبيا …. ولكن المأساة ليست هنا ….
رد صديقه متسائلا …
أين هي إذن …. ؟؟….
أجابه الفيلسوف …
” المأساة هي أن هذا النادل الذي يمتلك كل هذه الحلول … لا يعرف كيف يصنع كوبا جيداً من الشاي …!! “.