الرئيسيةفي الذاكرة

نهاية الدولة القرمانلية في ليبيا بعد حكم دام 125 عاما

الناس-

تكاثرت الخطوب على الأسرة القرمانلية، فبعد أن أغرقها يوسف باشا في الديون وغادر المسرح، تولى ابنه علي باشا وسط ثورة مشبوبة.

وقع “علي باشا” بين سندان ثوار الداخل الذين تحالفوا مع بعض أفراد أسرته للإطاحة به، وبين مطرقة الباب العالي الذي صار يتحين الفرصة لرد ليبيا إلى سلطانه المباشر، كانت المهمة مستحيلة.. فهل يرمي المنديل؟

في 26 مايو 1835 رسا الأسطول العثماني المكون من (22) سفينة في ميناء طرابلس، وعلى رأسه الفريق مصطفى نجيب.  لقد وصلت النجدة التي انتظرها باشا طرابلس، ترقبَ يومين.. لكن الأسطول لم ينزل طرابلس ومضي يحكم الحصار على المرافئ القريبة!

في الثامن والعشرين من مايو دعا الفريق نجيب الباشا للصعود إليه على متن سفينته، فقد كان البروتوكول أن يصعد المستضيف إلى ضيفه لاستقباله في احتفال رسمي.

وما إن صعد الباشا على ظهر السفينة حتى أبلغه “مصطفى نجيب” أنه معزول، واعتقله.

أبلغ الباشا بأنه سيتجه به إلى اسطنبول رفقة أسرته ومن يريد اصطحابهم، لقد انتهت المهمة، وسجل بذلك آخر مشهد لحكم الدولة القرمانلية في إقليم طرابلس، والتي استمرت منذ 1711م.

 

كان علي باشا الثاني بن يوسف باشا القرمانلي هو سادس حكام الأسرة القرمانللية بعد كل من أحمد باشا الأول، محمد باشا، علي باشا الأول، أحمد باشا الثاني، ووالده يوسف باشا..

لكنه تولى في ظروف صعبة بعد تنازل أبوه عجزا في أغسطس 1832م، وسط انتفاضة شارف فيها الثوار على أبواب طرابلس، فانتشروا في منطقة الساحل والمنشية وشارع الشط، وحول العينة والشعاب، وانضم إليهم عثمان آغا رئيس كوروغلية مصراتة، وغومة المحمودي.

كما كان الصراع محتدما بين قناصل الدول الأوروبية من أجل السيطرة على طرابلس فحاول الباشا الاستفادة من هذا الصراع فراسلهم يكسب ودهم، وبادر القنصل الفرنسي “شويبيل” بالإعلان عن وقوفه إلى جانب الأسرة القرمانلية، كما أبدى الضباط الفرنسيون رغبتهم في الدفاع عنها. في حين أعلن القنصل البريطاني “وارنجتون” عن انحيازه للثوار.

 

عاد الباشا للمناورة، فأصدر عفوا عاما عن الثوار، ودعاهم للصلح، غير أنهم أعلنوا عن عدم اعترافهم بالباشاوية إلا لابن عمه محمد بيك. وبهذا احتدم الصراع، داخل الأسرة القرمانلية، وبين أطياف الليبيين، وبين الدول المتغلغلة في طرابلس،

وكتبت هذه الظروف مجتمعة نهاية دولة دامت في الحكم 125 عاما، وأعادتها إلى حظيرة الخلافة العثمانية، فيما عرف بالعهد العثماني الثاني. الذي استمر حتى الغزو الإيطالي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى