العربي الجديد-
نفت السلطات الروسية الأنباء المتداولة في تقارير صحافية أوروبية بشأن تنامي وجود مرتزقة فاغنر داخل ليبيا وعدد من الدول المجاورة لها، ووجود طائرات جنوبي تونس. وقالت سفارة روسيا في ليبيا، في بيان لها، أمس الثلاثاء: “لا يسعنا إلا أن نحسدهم على هذا الخيال”.
واعتبرت روسيا في بيان نشر على صفحة سفارتها في ليبيا عبر موقع فيسبوك، أن “الدول الغربية تسوّق عبر إعلامها لأفكار غير حقيقية، الغرض منها بث الذعر ومحاولة التأثير على الأوساط الاجتماعية، عبر الترويج لأخبار مزيفة”. ونفى البيان وجود أي طائرات حربية تابعة إلى قوات فاغنر داخل جزيرة جربة التونسية، المجاورة لليبيا، كما تزعم الدول الغربية، في إشارة لتقرير صحيفة لاريبوبليكا “La Repubblica” الإيطالية، التي قالت إنه تم رصد طائرات عسكرية روسية وهي تهبط في مطار جربة خلال الأيام الماضية.
وقال بيان السفارة الروسية في ليبيا: “في الآونة الأخيرة بدأت وسائل الإعلام في أميركا الشمالية وأوروبا في نشر مقتطفات عن قوات فاغنر مستخدمة مصطلحاً ورد في تقرير لآخر منشورات أجهزة المخابرات الغربية (مشروع All eyes on Wagner) يكون منشئوها على نفس نمط تجربة المشاريع السابقة مثل مشروع “Bellingcat” سيئ السمعة، المبني أساسا على تلفيق مزيج سميك من أنصاف الحقائق والأكاذيب تحت ستار تحقيق مستقل”.
وأضاف البيان: “الآن بعد أن قررت صحيفة لاريبوبليكا الإيطالية، بوضوح مواكبة مهمة إنشاء وتكرار قصص رعب عن قوات فاغنر لتخويف القارئ عديم الخبرة بفكرة وجود طائرات مقاتلة روسية في مطار جزيرة جربة في تونس المجاورة لليبيا. لا يسع المرء إلا أن يحسدهم على مثل هذا الخيال”. وتابع: “لكن كردة فعل علينا أن نقول إن هذا كذب وتزييف، وعدم احترام كامل للقارئ سواء كان في إيطاليا أو خارجها”.
وبحسب موقع روسيا اليوم، كان السفير الروسي في طرابلس، حيدر آغانين، قد نفى مؤخرا صحة التقارير الإعلامية الغربية بشأن نية موسكو إنشاء قواعد عسكرية في ليبيا. وكانت صحيفة “لاريبوبليكا” الإيطالية قد أشارت إلى “المخاوف الرئيسية للحكومة الإيطالية، ألا وهي وجود اختراق عسكري روسي لتونس”.
وتابعت أنّ “ذلك يضاف إلى التحركات الجيوسياسية التي يقوم بها الكرملين بالفعل في ليبيا والجزائر ومنطقة الساحل، مما يكمل المناورة المعقدة من أجل تعزيز النفوذ في المنطقة”. وقالت الصحيفة نقلا عن مصادرها إن “طائرات شوهدت خلال الأيام الأخيرة تهبط في مطار جربة (جنوب شرق) وهي جزيرة تونسية قريبة من الحدود مع ليبيا. ولم تتضح طبيعة النشاط بعد، بحسب الصحيفة.
الخبير العسكري المتقاعد من الجيش التونسي، مصطفى صاحب الطابع، قال في تصريح لـ”العربي الجديد”، إنّ “الهدف من هذه الأخبار يعود إلى الصراع الروسي الأميركي الدولي على أفريقيا الشمالية خصوصاً بعد مغادرة فرنسا لعدة بلدان أفريقية مثل مالي وتشاد، ولأن ليبيا هدف اقتصادي وجغرافي مهم لروسيا وللجميع، وبالتالي كل طرف يريد الهيمنة على المنطقة وهناك عدة محاولات لوضع اليد على أفريقيا الشمالية، ولكن من المستحيل لأي طرف وضع قواعد عسكرية في جنوب تونس، أو في أي مكان من تونس”.
ولفت الخبير العسكري إلى أنّ “القرار الذي تتمسك به تونس دائما هو رفض وجود أي قواعد على أراضيها، أمّا تقسيم العالم، فالمتحكم فيه هو القوى الأجنبية كأميركا وأوروبا وروسيا، والعالم مثل لعبة الشطرنج”، موضحاً أن “تونس تحاول البقاء دوما على الحياد”.
وربط مراقبون في تونس بين هذه التطورات ولقاء وزير الخارجية التونسي، نبيل عمار، بسفير الولايات المتّحدة الأميركية في تونس، جوي هود، أمس الثلاثاء، وتوقعت أنه اجتماع تطمين. ولكن بيان الخارجية التونسية قال إن “اللقاء كان مناسبة لاستعراض واقع العلاقات الثنائية وبرامج التعاون القائمة وآفاق تطويرها في مختلف المجالات، ولا سيّما الاقتصادية منها، بما في ذلك تسهيل نفاذ المنتوجات التونسية إلى السوق الأميركية ودعم المؤسسات الصغرى والمتوسطة”.