القدس العربي-
كشف موقع “ميدل إيست آي” الإخباري البريطاني أن نحو ألف من أفراد قوات الدعم السريع السودانية التي يقودها الفريق أول محمد حمدان حميدتي نائب رئيس المجلس العسكري، وصلوا بالفعل قبل أيام إلى شرق ليبيا للقتال إلى جانب قوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر ضد حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا.
وقال موقع “ميدل إيست آي” إن –العلمية التي تتم بأوامر إماراتية– ستصل فيها أعداد مقاتلي الدعم السريع قد ترتفع إلى أربعة آلاف فرد في الأشهر القليلة المقبلة.
وتأتي تأكيدات الموقع البريطاني عقب أسابيع من انتشار أخبار محلية جرى تداولها بشرق السودان، تتعلق بمباشرة قوات الدعم السريع لحملة تجنيد واسعة بالمنطقة.
وتقف خلف مشاركة قوات حميدتي إلى جانب حفتر، شركة “ديكنز آند مادسون” التي يديرها العميل الاستخباراتي الإسرائيلي السابق آري بن مناشي، حيث نشرت في الولايات المتحدة مؤخرا مجموعة من الوثائق ممهورة بتوقيع حميدتي نيابة عن المجلس العسكري في مايو الماضي، وتشير تلك الوثائق إلى “نقل قوات تابعة لحميدتي لدعم قوات حفتر”، وأن العملية التي يبدو أنها قطعت شوطا في التنفيذ كانت ضمن صفقة بقيمة ستة ملايين دولار أمريكي بين المجلس العسكري السوداني .
وكانت صحيفة “ذا غلوب أند ميل” الكندية قد كشفت مؤخرا أن النظام العسكري في السودان وقع عقدا مع شركة “ديكنز آند مادسن (كندا) إنك” لمساعدته للحصول على التمويل الخارجي والاعتراف الدبلوماسي به.
واقترحت الشركة تحالفا بين النظام السوداني وأمير الحرب الليبي خليفة حفتر، حيث يقدم هذا الدعم العسكري للمجلس مقابل حصوله على تمويل من السودان.
وقالت الصحيفة إن وثائق أمريكية كشفت عن وعد شركة “ديكنز أند مادسن إنك” ومقرها مدينة مونتريال القيام بتلميع صورة المجلس العسكري الانتقالي،
كما تضمن العقد مع الشركة، أن تسعى الأخيرة للحصول على تمويل للمجلس العسكري الانتقالي في السودان من “القيادة العسكرية لشرق ليبيا”، نظير تقديمه المساعدة العسكرية لقوات حفتر.
وذكر موقع “ميدل إيست” أن بن مناشي أبلغه في اتصال أجراه معه هذا الأسبوع أن مسألة التمويل في مقابل المساعدة العسكرية الواردة في الصفقة لم تحدث بعد، لكنه أضاف أنها ممكنة فقط عندما يتولى السلطة في السودان رئيس وزراء مدني.
وأظهرت وثائق أخرى منشورة على الموقع الإلكتروني لمكتب قانون تسجيل الوكلاء الأجانب الأمريكي، أن مؤسسة بن مناشي قدمت خدمات علاقات عامة وترويجية للعديد من الجماعات الليبية، بما فيها قوات حفتر، وذلك منذ الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي في 2011.
وكان موقع “الجزيرة نت” قد نشر مجموعة من الوثائق والمعلومات الخاصة كشفت عن استخدام الإمارات للأجواء السودانية في نقل مائات المرتزقة -الذين جندهم محمد حمدان دقلو (حميدتي) نائب رئيس المجلس العسكري بالسودان من القبائل العربية بدارفور وبعض الدول الإفريقية المجاورة، إلى ليبيا واليمن عبر إريتريا.
وتكشف إحدى الوثائق -الموجهة من سفارة الإمارات إلى السلطات السودانية المعنية عبر الخارجية- عن أن أبو ظبي طلبت الحصول على تصريح دبلوماسي لطائرتين من نوع (C130+G17) تابعتين للقوات المسلحة الإماراتية للعبور والهبوط بمطار الجنينة غربي السودان.
وذكرت الرسالة ذاتها أن مهمة الطائرتين ستكون نقل “ركاب” وصفتهم الرسالة بالقوة السودانية، وطلبت شهرا لإنجاز المهمة يبدأ من تاريخ 1 يونيو الماضي إلى 30 من الشهر ذاته.
وفي رسالة أخرى طلبت تلك السفارة من السلطات المعنية الحصول على تصريح دبلوماسي لطائرتين من نوع (C17) تابعتين للقوات المسلحة الإماراتية للعبور والهبوط بمطار الخرطوم، خلال عبورها لنقل “ركاب وحمولات متفرقة” من الخرطوم إلى خروبة في ليبيا.
وطلبت السفارة مهلة 24 ساعة لإنجاز هذه المهمة خلال فترة زمنية تبدأ من 25 مايو الماضي إلى 26 من الشهر ذاته.