
* كتب/ يوسف أبوراوي،
تتعدد أنواع النخيل والتمر في مصراتة، ويشاركها كذلك معظم المناطق الساحلية في تاورغا وزليتن والساحل والخمس وصولا إلى تاجوراء، إلا أن أشهر الأنواع التقليدية في مصراتة هي العامي والبكراري، بالإضافة إلى الطابوني والبرلسي والنجمة وأم رواني وأم احناش وغيرها.
عادة النخلة التي تغرس كفسيلة من أمها تكون كأمها تماما، بينما التي تخرج من النواة تعرف عندنا بـ(الرهاطة)، وهي تتراوح في جودتها بين الممتاز والرديء.
الأجواء الساحلية لا تسمح للرطب بأن ينضج ويجف في النخلة ليتحول إلى تمر كما هو الحال في الأجواء الحارة في الواحات والجنوب، بل إنه إذا ترك وخاصة في شهري 8،9 وأجوائها الرطبة يفسد و(يعفط).
لهذه الاسباب لابد من إنزال الرطب وتشقيقه يدويا وإخراج النوى منه، ثم نشره في الشمس ليجف ويتم عجنه وسبكه بعد ذلك ليكون صالحا للتخزين والاستهلاك في أيام الشتاء الباردة.
تجفيف التمر ونشره كان يتم على حصران أو بود تصنع من الديس، ومؤخرا استعيض عنها بالنشر على الصفر المعدنية (مع أن الخبراء يؤكدون أن الطريقة الأولى أفضل حتى لا يجف التمر أكثر من اللازم بسب سخونة المعدن).
أما التخزين فيتم تقليديا في براسيم أو براسيل كبيرة الحجم أو لطائم صغيرة، كلها تصنع من سعف النخيل، ويتم ظفرها لتناسب تخزين عجين العامي أو بد البكراري، أما الآن فيتم التخزين أيضا إما في اللطائم السعفية أو أي إناء مناسب للتخزين، كما يفضل البعض تخزينه في الفريزرات والثلاجات ليؤكل رطبا طوال العام.
ذكرني ذلك بكلمات كان والدي رحمه الله يرددها في مثل هذا الموسم، لا أدري من القائل، ويمكن أن تكون من الكلمات المتوارثة مجهولة القائل، ولكن محتواها وصف وإشادة بالنخلة وثمارها التي كانت محورا أساسيا لغذاء الليبيين عبر تاريخهم، يوم كان من لا يزرع لا يأكل وكان للعمل قدسيته الخاصة، تقول الكلمات:
فيه الجبار…
اللي مخلط من كل اجنوس.
اللي يبان اسطار..
مهلب كي صوف البركوس .
تملا منه ركن الدار …
ما بين البد ومرصوص.
ايجوك التجار…
تبيع منه بصندوق فلوس.
الجبار —-> النخل.
البركوس—-> الخروف.
البد—–> التمر المشقق والمجفف ولم يعجن أو يرص جيدا وغالبا ما يكون (بكراري).
المرصوص —-> التمر المعجون (العجين) وغالبا يكون عامي أو طابوني.
ملاحظة: أهل مصراته يختلفون في تسميه أنواع النخل… فمن يسميه البعض عامي يسميه البعض الآخر البيضا والعامي عند هؤلاء هو ما نبت من النوى وهو ما يعرف عند الأولين بالرهاط.