من هو نعيم قاسم الأمين العام الجديد لحزب الله؟
العربي الجديد-
أعلن حزب الله اليوم الثلاثاء انتخاب نعيم قاسم أميناً عاماً له خلفاً لحسن نصر الله الذي استشهد في 27 سبتمبر الماضي جراء غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت.
وقال في بيان إنه “تمسّكاً بمبادئ حزب الله وأهدافه، وعملاً بالآلية المعتمدة لانتخاب الأمين العام، توافقت شورى حزب الله على انتخاب سماحة الشيخ نعيم قاسم أميناً عاماً لحزب الله”. وتعهد حزب الله “العمل معًا لتحقيق مبادئ حزب الله وأهداف مسيرته، وإبقاء شعلة المقاومة وضَّاءة ورايتها مرفوعة حتى تحقيق الانتصار”.
وتولى نعيم قاسم منذ عام 1991 منصب نائب الأمين العام، ويعدّ من نواة المساهمين في تأسيس حزب الله، ولعب دوراً كبيراً، وخصوصاً في الملف السياسي، والبرلماني والوزاري، علماً أن اسمه لم يكن مطروحاً بدايةً لخلافة نصر الله، بيد أن اغتيال إسرائيل للقيادي هاشم صفي الدين قبل أكثر من ثلاثة أسابيع، أعاد اسمه إلى الواجهة. وتولّى قاسم منصب رئيس مجلس العمل النيابي في حزب الله، ويتابع كتلة “الوفاء للمقاومة” وعمل النواب التشريعي وحركتهم السياسية، وهو رئيس هيئة العمل الحكومي المعنية بمتابعة الوزارات المختلفة ودراسة هيكلياتها وقراراتها. كذلك يعمل على متابعة وزراء حزب الله، وهو المنسق العام للانتخابات النيابية في حزب الله منذ أول انتخابات نيابية عام 1992 حتى الآن.
واستمرّت علاقته المباشرة بنصر الله لأكثر من 35 سنة، من خلال الموقع العملي المشترك في شورى حزب الله، واللقاءات الدائمة، والتشاور، ومواكبة التطورات. وخبر قاسم أكثر من مواجهة مع إسرائيل من موقع مسؤوليته ودوره في الشورى، وذلك في حرب يوليو 1993، وحرب إبريل 1996، والتحرير 2000، وعدوان يوليو 2006، وقد تعرّض أحد أولاده في حرب تموز 2006 لجراح خطرة.
وكانت أول إطلالة لقاسم بعد اغتيال نصر الله في 30 سبتمبر الماضي، حين حرص على تأكيد “مواصلة عمليات المقاومة الإسلامية، ومنظومة القيادة والسيطرة والمجاهدين، كما كان الأمين العام الشهيد يتابعها، بالدقة نفسها وبالخطوات التي رسمها”، الأمر الذي تُرجم في الميدان، حيث زادت الضربات كمّاً ونوعاً وعمقاً. وشدد نعيم قاسم على أنّ “العدو الإسرائيلي لن يحقق أهدافه وسنخرج منتصرين من هذه المعركة، وإسرائيل لن تتمكن من أن تطاول قدرات حزب الله العسكرية”.
ماذا نعرف عن نعيم قاسم؟
ولد نعيم قاسم في فبراير عام 1956، في منطقة البسطا التحتا – بيروت، وفي عام 1971 انتسب إلى الجامعة اللبنانية – كلية التربية (دار المعلمين والمعلمات) في منطقة الأونيسكو في بيروت لدراسة الكيمياء باللغة الفرنسية، بعد أن نجح في امتحان الدخول إليها. تابع دراسته الدينية الحوزوية عند عدد من العلماء، منهم الشيخ أسعد فنيش، والشيخ محسن عطوي، والشيخ مصطفى خشيش، والسيد عباس علي الموسوي، والشيخ حسن طراد، والسيد علي الأمين، ثم درس على يد محمد حسين فضل الله بحث الخارج في الفقه والأصول.
تخرج من الجامعة عام 1977، وحصل على شهادة الماستر في الكيمياء، ثم درَّس في الصفوف الثانوية الرسمية، وذلك لست سنوات، فهو خرِّيج دار المعلمين التابعة لوزارة التربية، وتابع دراسته الحوزوية مع تدريسه العصري ونشاطه الديني بالتلازم. ساهم قاسم في تأسيس “الاتحاد اللبناني للطلبة المسلمين” مع مجموعة من الشباب وهو في صفوف الجامعة بهدف العمل الطلابي والتبليغ بالأفكار الإسلامية داخل الجامعات وفي المدارس، وذلك في أوائل السبعينيات
شارك في حركة المحرومين، أفواج المقاومة اللبنانية (أمل) عند تأسيسها على يد الإمام موسى الصدر عام 1974، وقد حضر الاجتماعات الأولى التي عقدها الإمام مع الشخصيات واللجان الإسلامية في مناطق لبنان لإطلاق الحركة، وتسلَّم في حركة أمل مهمة نائب المسؤول الثقافي المركزي، وبعدها أصبح مسؤول العقيدة والثقافة، حيث كان أحد الأمناء في مجلس قيادة الحركة بعد إخفاء الإمام الصدر في ليبيا عند تسلّم رئاسة الحركة من قبل حسين الحسيني عام 1978.
وبحسب نبذة نشرها عنه الموقع الإلكتروني الرسمي، فإنه “لم يمضِ عام تخلَّله انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية على يد الإمام الخميني في 11 شباط 1979، فاستقال من الحركة، متابعًا دراسته الحوزوية ونشاطه الإسلامي التبليغي في إعطاء الدروس والمحاضرات في عدد من المساجد والحسينيات في بيروت والضاحية الجنوبية”.
ساهم قاسم في تأسيس جمعية التعليم الديني الإسلامي عام 1977، التي تهتم بتعليم الدِّين الإسلامي في المدارس الرَّسمية والخاصة، وقد استمر في مسؤولية إدارتها العامة حتى عام 1990. وبحسب النبذة، “تطلَّع قاسم إلى قيادة الإمام الخميني مع انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية، وشارك في اللجان الإسلامية المساندة للثورة الإسلامية في إيران التي ضمت كل الجهات الإسلامية العاملة على الساحة، وهي التي قامت بأنشطة إعلامية ومسيرات ومحاضرات حول الثورة. وبعد لقاءات بين اللجان الإسلامية، ومن خلفها حزب الدعوة الإسلامية، فرع لبنان، مع علماء البقاع، وحركة أمل الإسلامية في عام 1982، تأسس حزب الله، وكان الشيخ من نواة هذه اللقاءات التي ساهمت في تأسيس حزب الله”.
وكان قاسم عضواً في شورى حزب الله لثلاث دورات، فتسلَّم بداية مسؤولية الأنشطة التَّربوية والكشفية في بيروت، ثم أصبح نائباً لرئيس المجلس التنفيذي، ثم رئيساً للمجلس التنفيذي، قبل أن يتسلّم منصب نائب الأمين العام عام 1991، وبقي في هذا المنصب حتى إعلان تعيينه اليوم أميناً عاماً لحزب الله. يتصدى قاسم من موقعه لقيادة حزب الله للعمل السياسي، وله إطلالات إعلامية وصحافية ومقابلات واحتفالات ومحاضرات كثيرة في هذا الشأن.
وألَّف كتاب “حزب الله” الذي يعرض لأهداف الحزب وتاريخه ورؤيته السياسية في مختلف الأمور، بالإضافة إلى كتاب “الإمام الخميني بين الأصالة والتجديد”، حول مؤسس الجمهورية الإيراني، آية الله الخميني، وكتاب عن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بعنوان: “الوليّ المجدِّد”. وشارك في مؤتمرات عديدة في إيران، مع المجمع العالمي لأهل البيت، ومجمع التقريب بين المذاهب، ومؤتمرات الوحدة الإسلامية، ومؤتمرات يوم القدس العالمي، وغيرها.