من الإدمان إلى العطاء: المركز الوطني لعلاج وتأهيل المدمنين يختتم برامج تدريبية تؤهل النزلاء لسوق العمل
الأصيفر لـ "الناس": ما حققناه بالتعاون مع المركز الليبي الكوري تجربة نفتخر بها ونواصل البناء عليها هدفنا ليس فقط العلاج من الإدمان بل بناء شخصية متكاملة قادرة على العطاء برامجنا التدريبية وُضعت وفق احتياجات سوق العمل ورغبات النزلاء

الناس – عبد العزيز عيسى-
قال مدير إدارة تدريب وتأهيل النزلاء في المركز الوطني لعلاج وتأهيل المدمنين، المهندس “معاذ عمر الأصيفر”، إن الهدف الأول لإدارته يتمثل في تحويل النزيل من شخص متأثر بالإدمان إلى فرد قادر على الإنتاج والعطاء، مشدداً على أن المركز يسعى إلى بناء شخصية متكاملة عبر تدريب النزلاء، وتنمية مهاراتهم، وتأهيلهم للانخراط في سوق العمل.
وأوضح الأصيفر أن اختيار التخصصات التدريبية لم يكن عشوائياً، بل جرى وفق احتياجات سوق العمل، مع مراعاة ميول النزلاء ورغباتهم، مشيراً إلى أن أول البرامج انطلق بثلاثة تخصصات مهمة، هي: التبريد والتكييف، السمكرة الصحية (السباكة)، وصيانة الهاتف المحمول.
وأضاف أن المرحلة الأولى التي أنجزت استناداً إلى مذكرة التفاهم الموقعة بين المركز ووزارة العمل والتأهيل كانت ناجحة، وحظيت بإقبال لافت من النزلاء.
وكشف “الأصيفر” أنه خلال زيارته الأخيرة إلى المركز الليبي الكوري في طرابلس، التقى أربعة من الشباب الذين تلقوا تدريبات في المركز الوطني، وكانوا بصدد التسجيل في برامج إضافية تحت إشراف وزارة العمل والتأهيل، من أجل صقل مهاراتهم، وهو ما اعتبره “مصدراً للفخر والاعتزاز”.
وأكد أن إدارة التدريب تعتمد على تقييم قَبْلي وبعدي، لقياس مستوى الاستفادة الفعلية، والتأكد من اكتساب النزلاء للمهارات المطلوبة.
وأضاف: “نحن نؤمن أن التحديات جزء من مسار التعافي، ولذلك أعد المركز منظومة شاملة تضمن متابعة حالة النزلاء خلال فترة التدريبات، من خلال اختصاصيي الصحة الاجتماعية والنفسية”.
وبحسب “الأصيفر”، فإن النجاح الذي حققته البرامج الأولى دفع المركز إلى المضي قدماً في شراكة مع المركز الكوري الليبي، لافتاً إلى أن البرامج أثارت إعجاب جميع المتابعين، كما عززت إقبال النزلاء الذين أكدوا استفادتهم وحاجتهم المستمرة لمثل هذه الدورات.
وفي 31 أغسطس الماضي، نظمت إدارة تدريب وتأهيل النزلاء بالمركز الوطني حفلاً لاختتام البرنامج التدريبي لعدد من النزلاء، تنفيذاً لمذكرة التفاهم الموقعة مع وزارة العمل والتأهيل.
وقد جرى تنفيذ المرحلة الأولى من هذه الدورات خلال الفترة من 20 إلى 28 أغسطس، بإشراف نخبة من المدربين المتخصصين، واستهدفت النزلاء في مجالات مهنية متعددة تمكّنهم من دخول سوق العمل وخدمة المجتمع.
وذكر أن هذه المرحلة استهدفت 88 نزيلاً من المركز، عبر ورش متنقلة، حيث بلغ عدد المتدربين في كل مجال نحو 30 نزيلاً.
وأوضح أن إقامة هذه البرامج تهدف إلى رفع الكفاءة المهنية للنزلاء، وتمكينهم من الاندماج الإيجابي في سوق العمل عقب إتمام فترة العلاج والتأهيل.
وخلال حفل الاختتام، تحدث عدد من المتدربين عن تجاربهم، من بينهم النزيل سالم مفتاح (38 عاماً)، الذي اختار تخصص السمكرة الصحية (السباكة) لقربه من مهنته الأساسية في مجال الطلاء. وقال مفتاح: “المدربون كانوا على قدر كبير من الكفاءة، وقد أوصلوا المعلومة بطريقة مبسطة وسهلة”.
وأضاف: “كنا نتعاطى المخدرات الهدّامة، وأصبحنا نتلقى تدريبات تعيد الحياة إلينا”، مؤكداً أن استفادته من الدورة كانت كبيرة، موجهاً شكره للقائمين على البرامج التدريبية.
يُشار إلى أن مذكرة التفاهم بين المركز الوطني لعلاج وتأهيل المدمنين وكل من المركز الليبي الكوري ومركز التدريب ورفع الكفاءة المهنية طمينة قد جرى توقيعها في فبراير الماضي، بهدف الاستفادة من الخدمات التي تقدمها هذه المراكز في مجال التدريب المهني للشباب المتعافين من الإدمان، ضمن رؤية شاملة لإعادة دمجهم في المجتمع.