عربي 21-
طرحت الجولة التي يقوم بها المبعوث الأممي لدى ليبيا، عبدالله باتيلي والتي تشمل السودان وتشاد والنيجر من أجل إخراج المرتزقة من ليبيا بعض الأسئلة عن مدى نجاح الخطوة وعلاقتها بمبادرة المبعثو الأممي الأخيرة والانتخابات.
ويقوم باتيلي بجولة إفريقية بدأها بالخرطوم التقى خلالها رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان، ناقشا فيها “إعادة الاستقرار إلى ليبيا من خلال عودة المقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية والمرتزقة بالتنسيق مع بلدانهم الأصلية”.
“دعم اللجنة العسكرية”
والتقى باتيلي بالرئيس التشادي محمد ديبي الذي أكد دعم بلاده الكامل لعملية السلام التي تسهلها الأمم المتحدة في ليبيا، مؤكدا أن تحقيق السلام والاستقرار في ليبيا يصب في مصلحة تشاد.
في حين أعرب باتيلي عن تقديره لدعم تشاد للجنة العسكرية المشتركة 5+5 في مساعيها لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وانسحاب المقاتلين الأجانب والمرتزقة من ليبيا.
فهل ينجح “باتيلي” في حسم ملف المرتزقة الأفارقة؟ وهل جولته تحمل ضغوطا دولية وإحراجا لهذه الدول؟
“خلق واقع جديد”
من جهتها، قالت عضوة تأسيسية الدستور الليبي، نادية عمران إنه “يبدو بوضوح وجود رغبة من الدول المتنفذة في البعثة في خلق واقع جديد في ليبيا عبر محاولة فرض نوع من الاستقرار وتوحيد الحكومة والذهاب نحو الانتخابات”.
وأضافت لـ”عربي21″: “ولكي تضمن رضا الأطراف بذلك وعدم وجود لاعبين آخرين يديرون المشهد الليبي تسعى البعثة لإبعاد أي قوات خارجية تابعة لدول الجوار، وفي ذات الوقت تحاول إحكام الدائرة حول القوات الروسية لمنع روسيا من التمدد في إفريقيا ولتشكل عامل ضغط عليها للتخفيف في الجبهة الأوكرانية”، بحسب رأيها.
“دول ضعيفة”
في حين قال أستاذ العلوم السياسية والباحث في شؤون إفريقيا، خيري عمر إن “عمل باتيلي مع دول الجوار الإفريقي غير مجدية لأن هذه الدول لا تسيطر فعليا على المسلحين التابعين لها في ليبيا، إضافة إلى أن أغلب هذه الدول منشغلة بترتيب أوضاعها الداخلية”.
وأكد في تصريحات لـ”عربي21″ أن “توجهات المبعوث الأممي في هذا الملف لا تسير في الاتجاه الصحيح، وكان عليه أن يركز على الدول المركزية مثل تركيا ومصر وبعض القوى الدولية لإنهاء ملف المرتزقة من أجل إنجاح مبادرته كون الدول الإفريقية عاجزة عن الحل أو السيطرة على هؤلاء المسلحين”، وفق قوله.
وأضاف: “وهل للمبعوث الأممي صلاحية للضغط على رؤساء هذه الدول حتى يجبرهم على إخراج قواتهم؟ لا أظن ذلك ومهمته فقط رفع تقرير لمجلس الأمن، لكن بهذه الجولة يحاول باتيلي فقط إثبات أن البعثة لها دور ونشاط خارجي”.
وحول حسم ملف المرتزقة قال الأكاديمي المصري: “الملف له أبعاد دولية وموضوع المرتزقة يحتاج إلى مساومات سياسية بين الدول والفاعليين الدوليين، لكن إذا تم إنجاز ملف الجيش والشرطة في ليبيا ودمج المسلحين الليبيين فسيكون هذا نهاية نصف مشوار إخراج المرتزقة”، وفق تقديراته.
“ضغط دولي واضح”
ورأى الصحفي الليبي، محمد الصريط أن “هذه الجولة تأتي ضمن الخطط التي تستهدف مسألة المرتزقة بالرغم من أن هذا الملف لن يكون بخطوة منفردة.. يجب أن تسبقها العديد من الخطوات لكن باتيلي يفترض أنه يدرك ذلك وهذه الزيارات تصب في هذا المنحى” .
وأشار في تصريحه لـ”عربي21″ إلى أن “العلاقة واضحة بين هذا الملف ومبادرة باتيلي، فاستقرار ليبيا يبدأ بالتوافق بين أطراف الصراع وأيضا بإخراج القوى الأجنبية التي تستقوي بها الأطراف المحلية، وبالتالي فإن جانبا من عدم الاستقرار يفترض أن يتم حسمه بهذه الخطوة التي تحمل الكثير من التفسيرات والضغوطات على المتورطين من القوى الإقليمية في الملف الليبي”.
وتابع: “ملف المرتزقة ملف ساخن ومعقد لكن في العموم يجب لحل الأزمة الليبية بشكل كامل تفكيكها وحل كل وحدة من الوحدات المكونة للأزمة، وأعتقد أن ملف المرتزقة هو بداية هذا الأمر”.