اخبارالرئيسيةليبيا

ملاك شارع بنغازي بمصراتة يعترضون على إنشاء جسر التقنية الطبية

*كتبه: عبدالعزيز عيسى تصوير: عبدالحميد بن غربية

الناس-

رفض عدد من سكان وأصحاب الأملاك ومستأجري المحال التجارية بشارع بنغازي (وسط مصراتة) إنشاء “جسر التقنية الطبية” إلى حد إيقاف الشركة المصرية المنفذة لمشروع الجسر عن أعمالها، بعد استلامها للموقع ووضع آلياتها، وهو ما صرّح به عضو المجلس البلدي مصراتة “إسماعيل الجرو” خلال حوار العدد السابق، بقوله أن إنشاء الجسر يواجه عقبات وعراقيل، دون أن يأتي على ذكرها.

“الناس” وبحثاً عن الأسباب والمطالب، تابعت الوقفة الاحتجاجية الثانية لتجمع ملاك ومستأجري شارع بنغازي (الدائري الرابع بمدينة مصراتة) و التقت عددا من المحتجين، الذين رفضوا حتى الحل البديل الذي وضعته وزارة المواصلات لمعالجة الأمر، حسب حديثهم!

 

أول الرفض بيان

أعرب تجمع ملاك ومستأجري شارع بنغازي (تقاطع الدائري الرابع بمدينة مصراتة) عن رفضهم القاطع لإنشاء الجسر، مؤكدين وجود حلول اخرى لتسهيل حركة المرور وانهاء الاختناق المروري وقت ظهور طلبة كلية التقنية الطبية مصراتة التي يمر الجسر أمامها.

وناشد الأهالي في وقفة احتجاجية لهم رئيس حكومة الوحدة الوطنية للتدخل بقولهم إن تجمعهم يضم ملاكا ومستأجرين لديهم مجموعة عقارات بموجب أحكام قانونية وشرعية تثبت ملكيتهم لهذه العقارات.

وقالوا إنهم أبلغوا وزير المواصلات بمطالبهم، وعقدوا اتفاقاً بعرض المشروع على مكتب هندسي للبحث عن حلول بديلة، موضحين أن المقترح الجديد الذي تم تعديله، سيلحق ضرراً بالغا بممتلكاتهم ومنازلهم، وطالبوا بإلغاء المشروع أو الرجوع إلى المخطط السابق والعمل عليه بالصورة الصحيحة، وبما يتلاءم مع التخطيط الصحيح.

 

حل المختنق بمختنق!

وقال “عطية الضلعة” -أحد المعتصمين وهو أستاذ جامعي في الهندسة المدنية- إن الوقفة الاحتجاجية هي لمطالبة وزارة المواصلات والمجلس البلدي مصراتة والقائمين على تنفيذ الجسر (جسر التقنية الطبية مصراتة) الالتزام بتنفيذ المخطط العمراني، لثلاثة أسباب!

أول الأسباب– بحسب “الضلعة” أن الجسر مخالف للمخطط العمراني، وأنه وفقاً للمخطط العمراني لا يوجد جسر في هذا المكان، وثانيها أن أصحاب المباني والمحلات الملاك والمستأجرين لديهم شهادات عقارية وتراخيص بناء، وفقاً لحدود البناء دون أي تجاوز، أما ثالثها فهو أن الملاّك ملتزمون بالقانون، وإن إنشاء الجسر في هذا المكان مخالف، وإن سبب إنشاء الجسر وجود مختنق مروري محدود خلال فترة معينة  من النهار.

وأشار إلى أن تخصصه في مجال البنية التحتية دعاه إلى إجراء تحليل مروري لهذه النقطة “في إشارة إلى جزيرة التقنية الطبية مكان إنشاء الجسر” موضحاً أنه توصل إلى أن سبب المختنق المروري دخول وخروج طلبة كلية التقنية الطبية مصراتة، واستخدام سائقي الشاحنات الكبيرة لمدخل مصراتة الشرقي عند جزيرة التقنية الطبية بدلاً من طريق النقل الثقيل.

الأهالي لـ الناس: الجسر سيلحق ضرراً بالغ بممتلكاتنا ومنازلنا والحكومة عالجت المختنقين بمختنق

وتابع بنبرة استغراب أن الحكومة عالجت المختنقين بمختنق ثالث وهو إنشاء جسر، مضيفاً أن الحل هو استكمال المركب الجامعي على البحر، مناشداً رئيس الحكومة ووزير المواصلات والمجلس البلدي بإشراك أهل الاختصاص في حل المختنقات المرورية، بدلاً من خسارة 160 مليون في إنشاء جسر، وذهب إلى إمكانية الاستفادة من هذا المبلغ في اكمال المركّب الجامعي.

ويرى “الضلعة” أن الحل يكمن في ضرورة إلزام سائقي الشاحنات باستخدام طريق النقل الثقيل، وقال أن العلم الحديث وإدارة المواصلات توصلا إلى أهمية إشراك المجتمع المحلي، بقوله إن “السكان لا بد من أن يتم إشراكهم في الحلول، مبدياً استغرابه من التزام السكان بالمخطط العمراني ومخالفة الحكومة له”.

 

مشروع ظالم

وناشد “زكريا الشيباني”- أحد ملاك العقارات في شارع بنغازي والمتضررين من إنشاء الجسر حسب تقديره، (ناشد) رئيس الحكومة للتدخل والنظر في مطالبهم، للفصل في هذا المشروع “الظالم” لسكان المنطقة وملاك العقارات والمستأجرين ولأهالي المدينة أيضاً.

وقال أن إنشاء الجسر سيلحق الضرر بكيلومتر كامل من أحد أقدم وأعرق شوارع المدينة، وما يضمه من محلات وعقارات وشركات، ناهيك عن الأضرار الناتجة عن إنشاء الجسور الأخرى بالنسبة للسكان، على حد قوله.

وأشار “الشيباني” إلى أنهم بدأوا في التواصل مع الجهات المختصة لإبلاغها بمطالبهم منذ قدوم الشركة المصرية المكلفة بإنشاء الجسر، مبدياً امتعاضه من ضعف الاستجابة لمطالبهم  الشرعية و الواضحة، حسب قوله.

 

اخترع حديثاً

قال “عبدالحكيم محمد معيتيق”- أحد أصحاب المحلات المستأجرة في شارع بنغازي منذ ثلاثة عقود إن إنشاء الجسر مخالف من الناحية القانونية، والمدنية ومن جميع النواحي.

وأضاف أن الجسر الذي “اخترع حديثاً” أضر بالسكان والمستأجرين وملاك العقارات، وأبدى استغرابه من موافقة رئيس حكومة الوحدة الوطنية على إنشاء الجسر في الوقت الذي أعلن فيه عن رفع الظلم عن المواطنين، وأنه لن يتخذ قرارا يلحق الضرر بالمواطن.

وتابع بالقول إن استغلال الشركة المنفذة لموقع الحديقة العامة أمام كلية التقنية الطبية كموقع لوضع آلياتها هو مخالف أيضاً، ومبني على المخالفات، مطالباً رئيس الحكومة والمسؤولين بإلغاء إنشاء الجسر الذي سيلحق الضرر بالسكان والملاك والمستأجرين، محذراً من فتن لا تحمد عقباها، على حد وصفه.

واختتم “معيتيق” حديثه بحسرة..  “قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق”!

 

نتفهم مطالبهم

قال مصدر بالمجلس البلدي مصراتة إن المجلس يتفهم مطالب المواطنين، وشكواهم من الضرر الذي سيلحق بهم بسبب إنشاء الجسر الذي تم التعاقد على إنشائه من قبل جهاز تنفيذ مشروعات المواصلات، باعتبارها من أعدت تصميم الجسر، وليس المجلس البلدي مصراتة.

وأضاف أن المجلس استمع لمطالب المعتصمين بحضور اللجنة المشكلة منهم مع وزير المواصلات والجهات ذات العلاقة، موضحاً أن رئيس مجلس الوزراء شكّل لجنة من الجهات ذات العلاقة لدراسة الأضرار، والتعويضات لمن لحقت بهم الأضرار.

وتابع المصدر -الذي فضّل عدم ذكر اسمه- أنه بالإمكان اجراء التعديلات على المخطط العمراني لما فيه المصلحة العامة، مضيفاً أن إنشاء الجسر سيسهم في حل المختنق لمدينة تشهد زيادة في عدد سكانها.

وجدّد المصدر تفهمه لما سيتسبب به الجسر من أضرار لأصحاب المحال التجارية، مضيفاً أن إنشاء الجسر بين أمرين أحلاهما مر، أما استمرار المختنق المروري لمدينة يزداد عدد سكانها، أو إلحاق الضرر بالمواطنين، مختتما قوله “العالم كله يشهد التطوير والتوسع، ولم نكن في مصراتة استثناء”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى