مقابلة- خطيبة خاشقجي تنتقد رد فعل ترامب وتحذر من تأثير “النقود”
(رويترز) – انتقدت خديجة جنكيز خطيبة الصحفي السعودي جمال خاشقجي يوم الاثنين رد فعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مقتل خطيبها وطلبت منه أن ينحي جانبا المصالح التجارية الأمريكية ويسعى لكشف الحقيقة كما طالبت الرياض بكشف المزيد من التفاصيل لتقديم من أمروا بقتل خاشقجي للعدالة.
وأثار قتل خاشقجي غضبا عالميا وأوقع السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم في أزمة. وكان خاشقجي يكتب بصحيفة واشنطن بوست ومنتقدا لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة.
وكان ترامب متحفظا في انتقاداته للقادة السعوديين بشأن خاشقجي وأصر على أنه لا يريد أن يعرض للخطر ”طلبية كبيرة“ لشراء أسلحة بقيمة 110 مليارات دولار يقول إنها ستدعم 500 ألف وظيفة أمريكية، وهي أرقام يقول خبراء إنها مبالغ فيها بشدة.
وقالت خديجة أمام جمهور خلال زيارة للندن إنها تشعر بخيبة أمل من نهج ترامب.
وقالت ”أشعر بخيبة أمل بسبب تصرفات القيادة في الكثير من الدول ولا سيما الولايات المتحدة“.
وأضافت ”على الرئيس ترامب أن يساعد في كشف الحقيقة وضمان أن تأخذ العدالة مجراها. ينبغي ألا يمهد الطريق للتستر على جريمة قتل خطيبي. دعونا لا نجعل النقود تلوث ضمائرنا وتعرض قيمنا للخطر“.
وعندما سألت رويترز خديجة عن المسؤول عن هذه الجريمة في نهاية الأمر قالت بالتركية ”لقد ارتكبت داخل بعثة دبلوماسية سعودية… في هذه الأحوال تكون السلطات السعودية مسؤولة عن ذلك“.
وقال ترامب إن الأمير محمد، الذي أحكم قبضته على وكالات الأمن والمخابرات في السعودية خلال الأعوام الثلاثة الماضية، يتحمل المسؤولية النهائية عن العملية التي أفضت إلى مقتل خاشقجي.
وذكرت خديجة أن الغرب يعتبر منبرا لحقوق الإنسان والديمقراطية ومن ثم فإن عليه أن يتصدى لقتلة الرجل الذي كان سيصبح زوجها.
ودخل خاشقجي (59 عاما) القنصلية السعودية في اسطنبول في الثاني من أكتوبر للحصول على أوراق لازمة لزواجه المرتقب من خديجة، وهي مواطنة تركية. ولم يخرج من القنصلية. وكانت خديجة أول من لفتت الانتباه لاختفائه.
ونفت السعودية في بادئ الأمر ضلوعها في اختفاء خاشقجي لكن مسؤولا سعوديا عزا في آخر الأمر وفاته إلى محاولة فاشلة لإعادته إلى المملكة.
وقالت الرياض لاحقا إن القتل كان متعمدا، وتعهد الأمير محمد بمحاكمة القتلة.
واعتقلت السعودية 18 شخصا وعزلت خمسة مسؤولين حكوميين رفيعي المستوى في إطار التحقيق في مقتل خاشقجي. وتقول مصادر أمنية تركية أن بعضهم كان ضمن فريق الاغتيال الذي ضم 15 شخصا كثير منهم ضباط مخابرات، توجهوا إلى اسطنبول قبل ساعات من مقتل خاشقجي.
* جريمة قتل في اسطنبول
قالت خديجة عبر مترجم ”هذا الحادث، هذا الاغتيال وقع في القنصلية السعودية.. ومن ثم فمن المرجح أن السلطات السعودية تعرف كيف حدثت هذه الجريمة“.
وكانت خديجة متحفظة خلال المقابلة وبدت عليها الكآبة وكانت على وشك البكاء مرات عديدة.
وتابعت قائلة ”يتعين عليهم تفسير ما حدث“.
وفي ردها على سؤال بشأن ما ستقول لولي العهد السعودي إذا أتيحت لها فرصة التحدث إليه قالت ”أعتقد أن ذلك لن يحدث على الإطلاق“.
وحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي أشادت به خديجة، الرياض على الكشف عمن أمر بالقتل، وأعد النائب العام طلبا للسعودية لتسليم المشتبه بهم الثمانية عشر.
وقالت خديجة ”التفسيرات التي قدمتها السعودية حتى الآن ليست كافية… أريد أعرف التفاصيل عن المسؤول“.
وسألتها رويترز إن كانت تحمل ولي العهد الأمير محمد أو الأسرة السعودية الحاكمة المسؤولية فقالت ”أنا وحكومتي نود تقديم جميع المسؤولين للعدالة من الشخص الذي أعطى هذا الأمر إلى من نفذوه وأن يعاقبوا بموجب القانون الدولي“.
وأفادت خديجة بأنها لم تتلق أي اتصال من الأمير محمد أو الأسرة السعودية الحاكمة أو يقدموا لها التعازي.
والتقت خديجة بخاشقجي في مايو خلال مؤتمر في اسطنبول وتطورت علاقتهما، لكن قرار الزواج في اسطنبول، التي ذكرت مساجدها خاشقجي بمسقط رأسه في المدينة، بدأ سلسلة من الإجراءات الورقية التي أفضت في نهاية الأمر إلى مقتله.
وبموجب القانون التركي كان يتعين على خاشقجي، الذي كان مطلقا، أن يقدم دليلا على أنه ليس متزوجا ومن ثم كان عليه أن يذهب إلى القنصلية. وقالت خديجة إنها لم تر أي تسجيلات لما حدث داخل القنصلية وإنها حصلت على معظم معلوماتها من وسائل الإعلام.
وقالت ”مثل الجميع، أنا ما زلت انتظر النتائج … على العالم أن يعرف من حرض ومن كان متورطا ومن ارتكب هذه الجريمة“.