
الفيتوري: لدينا اثنا عشر مليونا وسبعمائة ألف شجرة زيتون مغروسة على مساحة (215) ألف هكتار في ليبيا
الصغير: ينصح بتجنب نقل الثمار في الأكياس البلاستيكية. أو حفظ الزيت في الجالون البلاستيكي
الحاج المدني المسلاتي: “الناس تقول إن أجود الزيتون في ليبيا في مسلاتة وغريان. وهذه أكذوبة!”
الناس-
بحلول النصف الثاني من شهر أكتوبر دخل رسميا موسم جني ثمار الزيتون في ليبيا، والذي يستمر حتى نهاية نوفمبر، مع هوامش لما قبل وبعد، خاصة مع دخول السلالات الجديدة.
جمعية أصدقاء الشجرة بمصراتة نظمت ورشة عمل في الحديقة المركزية بمصراتة حضرها مهتمون، وشارك فيها مهندسون زراعيون وفلاحون من أصحاب الخبرة، وقدموا الإضافة النظرية والعملية للحاضرين.
صحيفة الناس تابعت جزءا من فعاليات هذه الورشة التي افتتحها المهندس “مصطفى الفيتوري” باستعراضه لأرقام من واقع إنتاج ليبيا، وذكر في ورقته بأن اثني عشر مليونا وسبعمائة ألف شجرة زيتون مغروسة على مساحة (215) ألف هكتار في ليبيا،
وحسب أرقامه: “تنتج هذه الأشجار ما يتراوح بين (7620- 16,510) طنا من الزيت في السنة، وهو أقل بكثير من الاستهلاك الليبي الذي يبلغ قرابة (55) ألف طن سنويا.
بعد هذه البسطة تحدث “الفيتوري” عن العوامل المؤثر على نضج ثمار الزيتون، موضحا أن العامل الوراثي أساسي في هذا الموضوع، وأيضا: الحالة الفسيولوجية، والمناخ، والتسميد، وتوفير الاحتياجات المائية، والحالة الصحية للشجرة والثمار.
وأراد المهندس الزراعي تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة المتداولة بين المزارعين، منها أن عصر الزيتون مبكرا ينتج مادة الكلوروفيل السامة، وهذا أمر خاطئ قطعا، وساذج، فمنذ متى كانت مادة الكلوروفيل سامة؟- يتساءل.
وأضاف أن كمية الإنتاجية تتوقف على صنف الزيتون، وأن أنسب وقت لجني أفضل منتوج هو (150) يوما من إزهار الشجرة.
المهندس الزراعي “عبدالرحمن الصغير” استلم الكلمة للإرشاد حول التعامل مع الشجرة منذ ما قبل بدء الإزهار وحتى استخراج الزيت للاستهلاك من المعصرة، بدءا بالتسميد في نوفمبر عقب جني الثمار، ثم التقليم في نهاية فترة السكون وبداية النشاط للموسم الجديد، بين يناير وفبراير.
وعن طريقة جني الثمار، ينصح “الصغير” بنقل المحصول للمعصرة في نفس يوم الجني وأن لا يزيد عن 24 ساعة بحال.
وينصح بتجنب نقل الثمار في الأكياس البلاستيكية، مفضلا استخدام أوعية ذات تهوية جيدة من كل جوانبها.
وعقب استخراج الزيت، يحذر من حفظ الزيت في الجالون البلاستيكي، بل يستخدم وعاء معتم غير بلاستيكي.
الحاج “الهادي المدني” وهو أحد الفلاحين المعروفين في إنتاج الزيت بمسلاتة، تحول ليتحدث من خلال تجربته العملية عن معاصر الزيت، محذرا من أن أغلب المعاصر ليست نظيفة، مؤكدا “لا توجد مغسلة في أي معصرة نظيفة، رغم سهولة تغيير المياه”.
داخل المعصرة أوضح “المدني” بأن الدرجة المثالية لعصر الزيت تتراوح بين (28- 30)ْم، لكن البعض يرفع درجة الحراة لزيادة الإنتاج. دون أن يلتفت إلى أن ذلك يقلل جودة الزيت، والحقيقة أن زيادة الإنتاج تتعلق بأمور أخرى، منها نضج الحبة والسلالة وغيرها.
كما أوضح أن درجة الحموضة في الزيت الليبي جيدة جدا، وفق معامل التحليل الموجودة، وعلامة الجودة العالية أن يكون الزيت “حارا ومرا”، لكن أسعاره متدنية لأن الناس لا يفضلونه.
الحاج “المدني” الذي قدم من مدينة مسلاتة للمشاركة في ورشة العمل، فاجأ الحاضرين بمعلومة، قال: “الناس تقول إن أجود الزيتون في ليبيا في مسلاتة وغريان. وهذه أكذوبة!”.
وأضاف: “الناس يسألونني عندما أعرض الزيت، وأجيبهم بأن هذه المعلومة غير صحيحة رغم أنها تفيدني في تسويق إنتاجي. والصحيح أن جودة الزيت تعتمد على التعامل الصحيح مع الشجرة ومع ثمارها لاحقا”- وفق ما ورد أعلاه.