الناس– خاص-
معاذ الأصفر، ممثل وكاتب برز اسمه في العديد من الأعمال الكوميدية، كما خاض تجربة الإخراج التلفزيوني، فضلا عن تأليفه وإخراجه لعدد من المسرحيات كان آخرها “قفة عيون”، التي حصدت جلّ الجوائز إخراجًا وتمثيلًا في مهرجان المسرح الكوميدي ببنغازي الشهر الفائت.
مسرحية “قفة عيون” عمل قدمه فريق من مدينة اجدابيا، هذه المدينة التي تربعت في السنوات الأخيرة على المشهد الكوميدي الليبي مسرحًا وتلفزيونًا، وعن سر ذلك قال “الأصفر” للناس:
“في اجدابيا تتوفر الحكاية المحلية ذات الطابع الساخر، وكل ما على الكاتب هو التقاطها من أفواه أهل اجدابيا وإعادة تقديمها في قالبها الحواري، مع المحافظة على هُويتها وعدم تغريبها عن بيئتها “مفردة، وأداءً، وتشخيصًا”. أضف إلى ذلك –وهو أمر شخصي– أني محاط بثلة من الأصدقاء يمتلكون فطرة ضحوكة، يفهمون “النكتة” إلقاءً واستماعًا وتفاعلًا، ولعلّ حالي كحال الكاتب والمخرج “فتحي القابسي”، فكلانا يمتلك حظًا مع الأصدقاء المرحين المحبين للانبساط” ثم ضاحكا “المتنمرين على أنفسهم”.
يبدو أن أصدقاء “الأصفر” كان لهم تأثيرهم في انتهاجه للكوميديا كتابة وإخراجًا، رغم ما يقال عن صعوبة هذا الحقل مقارنة بالتراجيديا، وهو ما يؤكده “الأصفر” بقوله:
“نعم الكوميديا أكثر صعوبة وتعقيدا من التراجيديا، في كتابة النص وإخراجه وتمثيله مسرحا أو تلفزيونا، ولعلّ مرد ذلك أن الضحك لحظة مؤقتة وعابرة تحتاج لاقتناص، فالحياة بطبعها أقرب لأن تكون تراجيدية، والإنسان في بحث دائم للخروج من هذه الحالة المأزومة، إن العالم اليوم يبدو مليئا بقصص المعاناة والألم، وإعادة انعكاسها فنيا أسهل -ولا شك- من قلبها لملهاة ساخرة، وإن كانت سوداء و(نودا)”.
وعن السبب وراء عدم نجاح الأعمال الكوميدية في تحقيق هدف إضحاك المشاهد يعتقد الأصفر بحذر:
“أن الضحك فعل لا إرادي، وبالتالي فهو عفوي تلقائي، فإن غابت هذه العفوية والتلقائية عن العمل الفني الكوميدي حلّ محلها التكلف والاصطناع، فيجيئ الفعل اللاإرادي معاكسا لهدف الضحك، وقد ينقلب اشمئزازا ونفورا، والخيط هنا رفيع جدا، فالمشاهد ينتظر أن تحكى قصته هو وإن كانت مبكية؛ ليضحك منها وعليها، وهنا نعود لجزئية الإجابة في السؤال الأول المتعلقة بالمحافظة على هوية الحكاية الساخرة وعدم تغريبها عن صاحبها/ مالكها/ بطلها، وهو في ذات الوقت متلقيها ومشاهدها” توقف الأصفر هنا معلقا “أشعر بالتكلف”.
أخيرا أكد “الأصفر” تلقيهم لدعوات لعرض مسرحيتهم “قفة عيون” في عدد من المدن الليبية، وبأنهم على استعداد لتلبية أية دعوة تأتيهم من أي مدينة ليبية، مجيبا بامتنان:
“شن ودك يا الأعمى!”