اخبارالرئيسيةثقافة

مشاهير العالم على متن “أسطول الصمود” المتجه إلى غزة

مع غياب لافت لمشاهير العرب!

الناس–

انطلقت في يوليو الماضي الرحلة البحرية لـ “أسطول الصمود”، في خطوة دولية تحمل أبعادًا إنسانية وسياسية على حد سواء، تهدف إلى كسر الحصار الصهيوني المفروض على قطاع غزة منذ عام 2007.

يتألف الأسطول من أربع منظمات دولية هي: الحركة العالمية نحو غزة، وتحالف أسطول الحرية، وأسطول الصمود المغاربي، إضافة إلى مبادرة “صمود نوسانتارا” من شرق آسيا، وقد انطلقت سفنه من عدة موانئ مطلة على البحر الأبيض المتوسط، حاملة شحنات من المساعدات الإنسانية الأساسية لسكان غزة، بما في ذلك الغذاء والأدوية والمستلزمات الطبية.

يعتبر الأسطول بمثابة رسالة عالمية لتسليط الضوء على المعاناة الإنسانية في غزة، ورفع الصوت الدولي للمطالبة بإنهاء الحصار وفتح الممرات الإنسانية، إذ يشير القائمون عليه إلى أن الرحلة ليست مجرد عملية إغاثية، بل حركة رمزية لإظهار التضامن الدولي مع السكان المحاصرين منذ أكثر من 18 عامًا.

يشارك في هذه المبادرة عدد من الشخصيات العالمية البارزة، بينهم السويدية “غريتا ثونبيرغ”، الناشطة البيئية المعروفة عالميًا، والممثلة الأميركية الحائزة على الأوسكار “سوزان ساراندون”، والممثل السويدي “غوستاف سكارسغارد”، والممثل الأيرلندي “ليام كانينغهام”، إضافة إلى الأستاذ الجامعي الفرنسي “فرانكو رومانو”، أستاذ القانون الدولي بجامعة السوربون، و”هانا كلير سميث”، المؤثرة الأميركية المسؤولة عن الشؤون الإعلامية للأسطول.

مشاركة هذه الأسماء العالمية توفّر للأسطول تغطية إعلامية واسعة على المستوى الدولي، كما تمنحه حضورًا قوياً على منصات الإعلام الاجتماعي، ما يعزز من قدرة المبادرة على لفت الانتباه العالمي إلى الأزمة الإنسانية في غزة، ويزيد من الضغط على المجتمع الدولي لممارسة الدور المطلوب في إنهاء الحصار.

[نحن عبارة عن تحالف من الناس العاديين – المنظمين، والعاملين في المجال الإنساني، والأطباء، والفنانين، ورجال الدين، والمحامين، والبحارة – الذين يؤمنون بالكرامة الإنسانية وقوة العمل اللاعنفي. في يونيو، أطلقنا حملةً عالميةً منسقةً برًا وبحرًا وجوًا. وفي الصيف، نعود باستراتيجيةٍ موحدة: هدفٌ واحدٌ وتنسيقٌ عالميٌّ لم يسبق له مثيل. جهودنا مبنية على عقود من المقاومة الفلسطينية والتضامن الدولي. ورغم اختلاف انتماءاتنا وانتماءاتنا السياسية والدينية، إلا أننا متحدون بحقيقة واحدة: يجب إنهاء الحصار والإبادة الجماعية. نحن منظمة مستقلة، دولية، وغير تابعة لأي حكومة أو حزب سياسي. ولاءنا للعدالة والحرية وحرمة الحياة]

لكن اللافت في هذا الأسطول هو غياب الشخصيات العربية والإسلامية، على الرغم من الصلة المفترضة للقضية الفلسطينية بالعالم العربي والإسلامي. هذا الغياب يثير تساؤلات حول مستوى التمثيل العربي في المبادرات الدولية، ويطرح نقاشًا حول المشاركة الرمزية مقابل الفعل الفعلي، خاصة أن صوت العرب والمسلمين يمثل شريحة واسعة من المتعاطفين مع غزة والمناصرين لحقوق الفلسطينيين.

ففي الوقت الذي تعد هذه المبادرة الدولية عامل جذب لمشاهير عالميين من مجالات متنوعة، تعيق القيود السياسية أو الخشية من التداعيات في بعض الدول العربية والإسلامية مشاركة الشخصيات البارزة فيها. لتكشف هذه المبادرة وجهًا آخر من الضعف العربي ممثلا في “نخبته” ومن يدّعون “شهرة” في مجالات الثقافة والفن والإعلام والمجتمع.

ومن المتوقع أن تثير رحلة اسطول الصمود التي تمتد على مدار أسابيع، اهتمامًا متزايدًا لدى وسائل الإعلام الدولية، بما يتيح فرصة لإبراز حجم المعاناة ومناقشة دور المجتمع الدولي في تقديم المساعدات الإنسانية.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى