
* كتب/ محمد اللديد،
تخيل أن تكون صحتك تحت المراقبة دائمًا، دون الحاجة للانتظار في المستشفى أو العيادات. هذا هو الواقع الجديد الذي تقدمه الأجهزة القابلة للارتداء، التي أصبحت جزءًا من حياتنا اليومية.
هذه التقنيات لا تكتفي بقياس نبضات القلب والضغط ودرجة الحرارة، بل تتابع معدل التنفس، مستوى الأكسجين، وحتى جودة النوم، لتمنحك رعاية شخصية دقيقة ومستدامة.
الأجهزة القابلة للارتداء ليست مجرد أدوات، بل ثورة في الرعاية الصحية. فهي تمكّنك من اكتشاف المخاطر مبكرًا، التدخل السريع عند الحاجة، وتحسين النتائج الصحية بتكلفة أقل. كما أنها تسهم في الوقاية من الأمراض المزمنة، التي تمثل تحديًا كبيرًا في ليبيا، حيث تصل نسبة الوفيات الناتجة عنها إلى نحو 58%.
هذه الأجهزة الذكية لا تكتفي بالمراقبة، بل تحفّزك على تبني عادات صحية يومية. إشعارات تذكّرك بالمشي، التمارين، التغذية السليمة، وتحسين النوم تجعلها شريكًا فعّالًا في رحلتك نحو صحة أفضل. مع الوقت، يمكن لهذه العادات أن تقلل من الأمراض المزمنة مثل السمنة والسكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، محققة نوعية حياة أفضل للجميع.
لكل شيء سلبيات وإيجابيات ولا تخلو هذه التقنيات من بعض السلبيات التي من المتوقع التغلب عليها في المستقبل، أولا، الخصوصية، حيث تجمع هذه الأجهزة بعض المعلومات الشخصية والصحية. ولكن مع وجود تطبيقات تؤمن الحفاظ على سرية البيانات وعدم افشائها إلا للأفراد المصرح لهم وإلزام وجود سياسة خصوصية محكمة يمكن حل هذه المشكلة. ثانيا، دقة تنبيهات هذه الأجهزة، مع وجود إثباتات علمية على مدى فعالية ودقة هذه الأجهزة إلا أنه هناك دائما احتمالية وجود بعض الأخطاء. وهذا حساس بالنسبة للتشخيصات والتنبيهات الخارجة من الجهاز لأنها ممكن أن تعطي علاجات خاطئة وتؤدي إلى نتائج غير مرغوب بها.
الصحة الجيدة ليست مصادفة، بل نتيجة نمط حياة صحي مدعوم بالتكنولوجيا. مع الأجهزة القابلة للارتداء، تصبح الرعاية الصحية بلا جدران، معك دائمًا، في كل لحظة، لتعيش حياة مليئة بالصحة والعافية.