مستشار أردوغان يرفض التفسير السعودي لقتل خاشقجي ويردد الشكوك الأوروبية
(رويترز)- رفض مستشار للرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الاثنين تأكيد السعودية بأن الصحفي جمال خاشقجي قُتل في شجار داخل القنصلية السعودية في اسطنبول مشيرا إلى أن ذلك التفسير ”يسخر“ من الرأي العام العالمي في حين تزايدت الشكوك الغربية بشأن الروايات السعودية المختلفة عن مقتل الصحفي.
واختفى خاشقجي، كاتب عمود في صحيفة واشنطن بوست ومن المنتقدين بشدة لولي العهد السعودي، قبل ثلاثة أسابيع بعد دخوله القنصلية السعودية للحصول على وثائق لزواجه المرتقب.
وأثار موقف الرياض، التي نفت في بادئ الأمر أي علم لها بمصير الصحفي قبل أن تعلن مقتله في شجار داخل القنصلية، الشكوك لدى العديد من الحكومات الغربية ووتر علاقاتها مع السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم.
ويوم الأحد قال عادل الجبير وزير الخارجية السعودي إن خاشقجي قُتل في ”عملية سارت على نحو خاطئ“. لكن بعض تصريحاته بدت متناقضة مع تصريحات سابقة صدرت عن الرياض فيما يشير إلى تغيير جديد في الرواية الرسمية.
وضغطت عدة دول منها ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وتركيا على الرياض لتقديم كل الحقائق، وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن برلين لن تصدر السلاح للسعودية إذا استمر الغموض في قضية خاشقجي.
وقال ياسين أقطاي أحد مستشاري أردوغان ”لا يسع المرء سوى التساؤل كيف يمكن أن تنشب ’مشاجرة بالأيدي‘ بين 15 شابا مقاتلا … وبين خاشقجي البالغ من العمر 60 عاما وهو بمفرده وأعزل“.
وكتب أقطاي وهو صديق مقرب كذلك من خاشقجي في عمود في صحيفة يني شفق التركية يقول ”إنها لا تفسر أيا من جوانب الواقعة وفقا لكل المعلومات التي تم التوصل إليها – بل على العكس تقود لمزيد من الأسئلة“.
وتابع ”الحديث عن مشاجرة بالأيدي فيما يتعلق بمقتل خاشقجي سيناريو تم إعداده على عجل لأنه بات واضحا أن كل تفاصيل الواقعة ستتكشف قريبا“.
وأضاف ”كلما فكرت في الأمر تشعر أن هناك من يهزأ بمخابراتنا“.
ويوم الأحد قال أردوغان إنه سيعلن معلومات عن التحقيق التركي في كلمته الأسبوعية يوم الثلاثاء أمام أعضاء حزبه العدالة والتنمية.
ويعتقد مسؤولون أتراك أن خاشقجي قُتل عمدا داخل القنصلية على يد فريق من العناصر السعودية وتم تقطيع جثته. وتقول مصادر تركية إن لدى السلطات تسجيلا صوتيا قيل إنه يوثق مقتل خاشقجي داخل القنصلية.
وبالنسبة لحلفاء السعودية، لا سيما في الغرب، سيكون السؤال هو ما إذا كانوا يصدقون أن الأمير محمد، الذي يصور نفسه على أنه إصلاحي، ليس له أي دور في الواقعة. وأسند العاهل السعودي (82 عاما) للأمير محمد مهمة إدارة الأمور اليومية في المملكة.
”عملية سارت على نحو خاطئ“
قال الجبير وزير الخارجية السعودي لقناة فوكس الأمريكية ”كانت هذه عملية سارت على نحو خاطئ. كانت عملية تجاوز فيها أفراد السلطات والمسؤوليات الموكلة إليهم“.
وأضاف ”ارتكبوا خطأ عندما قتلوا جمال خاشقجي داخل القنصلية ثم حاولوا التغطية على الأمر“.
وقدم الجبير تعازيه لأسرة الصحفي وقال في المقابلة ”هذا خطأ فظيع. هذه مأساة مروعة. نقدم تعازينا لهم. نشعر بألمهم… للأسف ارتكب خطأ كبير وجسيم وأؤكد لهم أن المسؤولين سيحاسبون على هذا“.
لكن في بعض النقاط المهمة يبدو تفسيره مختلفا عن التصريحات الرسمية السابقة.
فقد قال إن السعوديين ليسوا على علم بكيفية قتل خاشقجي. وهذا يتناقض مع تصريح النائب العام في اليوم السابق بأن خاشقجي توفي بعد ”مشاجرة بالأيدي“ مع أشخاص التقى بهم داخل القنصلية. كما يتناقض مع تصريحات اثنين من المسؤولين السعوديين قالا لرويترز إنه مات خنقا.
وقال الجبير إن السعوديين لا يعلمون أين جثة خاشقجي لكن واحدا من المسؤولين السعوديين اللذين تحدثا لرويترز قال إنها لُفت في سجادة ونقلت خارج القنصلية في عربة وسلمت إلى ”متعهد محلي“ للتخلص منها.
وقبل المقابلة مع الجبير عرض مسؤول سعودي بارز رواية تتعارض مع تفسيرات سابقة وتشمل تفاصيل عن كيف أرسلت السعودية 15 مواطنا لمواجهة خاشقجي وهددوه بتخديره وخطفه وقتلوه خنقا عندما قاوم.
وارتدى أحد أفراد الفريق ملابس خاشقجي ليبدو أنه خرج من القنصلية. وهذه الرواية تدعمها فيما يبدو لقطات بثتها شبكة سي.إن.إن الإخبارية تظهر رجلا يرتدي مثل خاشقجي يسير خارج القنصلية. وقالت القناة إن اللقطات صورها مسؤولو إنفاذ القانون.
* أعضاء بالكونجرس الأمريكي
صب أعضاء بارزون في مجلسي الشيوخ والنواب الأمريكيين جام غضبهم على ولي العهد السعودي إذ عبروا عن اعتقادهم بأنه أمر بقتل خاشقجي.
وقال السناتور بوب كوركر رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي في مقابلة مع شبكة (سي.إن.إن) الإخبارية ”هل أعتقد أنه فعلها؟ نعم أعتقد أنه فعل ذلك“.
وركز جمهوريون وديمقراطيون على دور الأمير محمد الذي أقام الرئيس الأمريكي دونالد وصهره ومستشاره جاريد كوشنر علاقات وثيقة معه.
ومنذ بداية الأزمة تراوحت تصريحات ترامب بين ما بدا أنه تهوين من شأن دور الرياض في الواقعة إلى التحذير من فرض عقوبات اقتصادية محتملة. وأكد مرارا على أهمية المملكة كحليف.
وقال في حديث مع صحيفة واشنطن بوست ”من الواضح أن هناك الكثير من الخداع والأكاذيب“.
قال وزير الطاقة السعودي يوم الاثنين إنه لا نية لدى السعودية لفرض حظر نفطي على المستهلكين الغربيين على غرار ما حدث في 1973 وإنها ستفصل النفط عن السياسة.
وأبلغ الوزير خالد الفالح وكالة تاس الروسية للأنباء عندما سئل إن كان من الممكن أن يتكرر حظر 1973 ”لا توجد نية“.
وذكر تلفزيون (إن.تي.في) التركي يوم الاثنين أن خمسة موظفين أتراك في القنصلية السعودية باسطنبول يدلون بشهاداتهم في تحقيق بشأن مقتل خاشقجي.
وسبق أن قال التلفزيون إن 20 من موظفي القنصلية بينهم سائق القنصل أدلوا بشهاداتهم أمام المدعين فيما له صلة بالواقعة الأسبوع الماضي.
وأفادت قناة (سي.إن.إن ترك) بأن المدعين يسعون للحصول على شهادات 45 موظفا إجمالا.