عربي 21-
تقود بريطانيا مساعي حثيثة للحيلولة دون ترشح سيف الإسلام القذافي في الانتخابات الرئاسية القادمة في ليبيا، يدفعها في ذلك أسباب عدة، لعل أبرزها قربه من روسيا التي توفر له الدعم والحماية.
وكشفت صحيفة The antidiplomat الإيطالية عن خطط تقودها بريطانيا للقضاء على المستقبل السياسي لسيف القذافي.
ولفتت الصحيفة إلى أن بقاء سيف الإسلام حيا ويستطيع من الناحية القانونية أن يخوض الانتخابات الرئاسية القادمة، يثير غضب البريطانيين والأمريكيين على حد سواء، ولذلك يسعون إلى تسوية الأمر على طريقتهم.
ما الأسباب؟
وفي تعليق له، قال الكاتب الصحفي، عبد الله الكبير، إن هناك أكثر من سبب لرفض ترشح سيف القذافي، لعل أهمها قربه من روسيا، وقد راج نبأ غير مؤكد عن زيارة سرية قام بها إلى روسيا خلال عام سابق والتقى بالرئيس الروسي بوتين.
ولفت في حديث خاص لـ”عربي21″ إلى أن قرب القذافي من روسيا تؤكده حماية قوات فاغنر له حين ظهر علنا وهو يقدم أوراق ترشحه للانتخابات.
أما السبب الآخر فيقول الكبير عنه، إنه “ربما يتعلق بالدور الذي لعبه مع بعض ساسة ومؤسسات الدول الغربية إبان توليه تسوية الملفات العالقة بين نظام والده وبعض الدول الغربية”، وذلك رغم أن السبب المعلن هو أن القذافي مطلوب للجنائية الدولية، ومن ثم لا يمكن لها التعامل معه إذا تمكن من خوض الانتخابات وظفر بمنصب الرئاسة.
وذكر الكبير أنه في بعض الحوارات السياسية الخاصة يتردد أن القوة القاهرة التي أجهضت الانتخابات في موعدها السابق هي بعض الدول الغربية وذلك بعد ترشح سيف.
وحول أساليب بريطانيا لمنع القذافي قال الكبير: “من الصعب التكهن بالطرق التي ستسلكها بريطانيا لمنع ترشحه. إذا كان لها نفوذ واسع في المؤسسات التشريعية الليبية فسيتم منعه عبر قوانين الانتخابات، أو تأجيل الانتخابات الرئاسية والاكتفاء بالبرلمانية”.
“كذلك يمكن أن تجدد الجنائية الدولية مطالبتها السلطات الليبية بتسليمه، فإذا ما جدت السلطات في طلبه ربما يحجم عن الظهور”.
وعاد سيف إلى الواجهة السياسية بعد نحو 11 عاما من مقتل والده العقيد معمر القذافي على يد محتجين إبان ثورة 2011، التي أنهت نظام حكمه (1969-2011).
وترشح سيف القذافي للانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة في 24 ديسمبر 2021، بعد أن أكدت “المفوضية الوطنية العليا للانتخابات” في ليبيا، تسلمها ملف ترشحه رسميا.
ويقول مراقبون إن نجل القذافي المتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، اتخذ خطوة الترشح مستغلا شعور بعض الليبيين بالحنين إلى حالة الاستقرار النسبي في عهد والده، بعد عقد صعب شهد الكثير من الصراعات السياسية والمسلحة.
وجراء خلافات بين المؤسسات الرسمية الليبية حول قانون الانتخاب، ودور القضاء في العملية الانتخابية، تعذر إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية كانت مزمعة في 24 ديسمبر 2021 وحتى الآن لم يتم الاتفاق على تاريخ جديد للانتخابات.