العربي الجديد-
أجرت مساعدة وزير الدفاع الأميركي للشؤون الأمنية الدولية سيليست والاندر، برفقة وفد رفيع، مساء الاثنين (23 سبتمبر 2024م) لقاءات في طرابلس وبنغازي لبحث مستجدات الوضع الليبي الأمني والسياسي.
وفي العاصمة طرابلس التقت والاندر، برفقة نائب قائد القيادة الأميركية في أفريقيا (أفريكوم)، جون برينان، والقائم بأعمال السفارة الأميركية لدى ليبيا جيريمي برنت، رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، وناقشت معه عدة ملفات، من بينها إغلاق الحقول النفطية، وتعزيز قدرات ليبيا لمراقبة الحدود والقضايا المتعلقة بالأمن والاستقرار في شمال أفريقيا، ومكافحة الإرهاب، بحسب بيان للمكتب الإعلامي للحكومة في طرابلس.
وأضاف البيان أن اللقاء ناقش “دعم برامج التدريب العسكري الليبي، وتطوير أنظمة مراقبة الحدود، بما يعزز من قدرات ليبيا في مواجهة التهديدات الأمنية”، وأيضاً عدة قضايا إقليمية متعلقة بالاستقرار والأمن في شمال أفريقيا، وأكد الجانبان “التزامهما بتعزيز التعاون الأمني، بما يحقق المصالح المشتركة ويساهم في دعم استقرار المنطقة”. وذكر البيان أيضًا أن اللقاء ناقش إغلاق الحقول النفطية وخطورته على الموارد الحيوية، وشددا على الحاجة إلى “حماية هذه الموارد وضمان استمرار تدفقها بما يحقق مصالح الشعب الليبي ويعزز استقرار الاقتصاد”.
وفي بنغازي التقت والاندر قائد مليشيا شرق ليبيا حفتر لبحث “آفاق التعاون والتنسيق المُشترك لدعم جهود القوات المُسلحة للقضاء على الإرهاب والتطرف ومكافحة الهجرة غير الشرعية”، وفق بيان لمكتب إعلام مليشيا حفتر. وبحسب البيان، فإن اللقاء ناقش أيضا “آخر تطورات الأزمة الليبية والتأكيد على أهمية إحراز تقدم في العملية السياسية بهدف تهيئة الظروف المناسبة لإجراء الانتخابات في ليبيا”.
وفي الآونة الأخيرة كثف مسؤولون أميركيون زياراتهم الى ليبيا، آخرها زيارة أجراها قائد (أفريكوم)، الجنرال مايكل لانغلي، في نهاية أغسطس الماضي. وتأتي زيارة الوفد الأميركي، الاثنين، تزامنا مع تفجر أزمة جديدة في المشهد السياسي الليبي حول المصرف المركزي بعدما أصدر المجلس الرئاسي في طرابلس، في منتصف أغسطس الماضي، قرارا بتغيير إدارة المصرف وتعيين محافظ بديل عن المحافظ المعين من مجلس النواب، ما حدا بالأخير إلى رفض هذه الخطوة، وأعلن عن وقف تدفق النفط في خطوة تصعيدية مقابلة.
وسبق أن عبرت واشنطن في عديد المناسبات عن قلقها إزاء العلاقة بين حفتر ومجموعات فاغنر الروسية التي تسيطر على عدد من المعسكرات في الأراضي الخاضعة له، وذلك مع تصاعد الأنباء عن رغبة روسيا في بناء فيلق عسكري يتخذ من ليبيا قاعدة للانطلاق نحو العمق الأفريقي في الدول التي تنشط فيها فاغنر، خاصة في النيجر ومالي وبوركينا فاسو التي دعمت فيها موسكو أنظمة تمرد عسكري سيطرت على الحكم في بلدانها في الآونة الأخيرة.