أشار إلى إمكانية وجود قوات أممية لتأمين الانتخابات
مبعوث الجامعة العربية إلى ليبيا: نسعى لإبعاد ملف إعادة النازحين عن التجاذبات السياسية
(الناس)- قال مبعوث الجامعة العربية إلى ليبيا صلاح الدين الجمالي إنه يسعى لإبعاد ملف إعادة النازحين في ليبيا عن التجاذبات السياسية، مشير إلى أنه يجب إعادة اللحمة بين الليبيين لأنهم أبناء ارض واحدة من أجل بناء المستقبل.
وأضاف الجمالي في مقابلة صحفية إن الجامعة مهتمة بالوضع الإنساني الخطير في ليبيا: “وأنا شخصيا كممثل للأمين العام، قابلت جماعة تاورغاء واستقبلت وفدا نسائيا منهم وهدفنا هو عملية الجمع، وان نجد حلا لهذا الجانب لأننا نتحدث هنا عن معاناة لعائلات تعيش تحت الخيام وفي ظروف صحية ومناخية صعبة، وهناك أطفال من غير مدارس”.
وفي معرض حديثه عن دور بعثة الأمم المتحدة في ليبيا قال الجمالي إنه لم يكن بالإمكان أفضل مما كان: “لا أقول ان اتفاق الصخيرات ممتاز، ولكن لنسأل أنفسنا لو لم يكن هناك اتفاق الصخيرات كيف كان سيكون الوضع في ليبيا؟ اتفاق الصخيرات هو اليوم أشبه بدستور وتنظيم سياسي مؤقت في ليبيا في انتظار التنظيم النهائي الذي يقوم به الشعب عن طريق مؤسساته الدستورية. الأمم المتحدة بذلت مجهودا وهي مشكورة عليه، وفعلا غسان سلامة من ميزاته انه يسمع كل الليبيين”.
وأشاد مبعوث الجامعة بالمبعوث الأممي غسان سلامة، حيث نوه إلى إشكالية التواصل التي كانت لدى سلفه كوبلر “المخلص والنشيط”، إلا أن سلامة –حسب وصفه- خلق حركية جديدة عبر اتصاله بكل الأطراف، وعرف الملف الليبي بتفاصيله في فترة وجيزة.
وأوضح الجمالي أن “ليبيا تحتاج إلى جيش وأمن وحكومة موحدة وبرلمان غير منقسم ومسؤولين يفكرون في مستقبل ومصالح دولتهم” وأضاف: “مشكلة ليبيا أن التجاذبات السياسية أخرت الحل وإعادة الوضع المستقر إلى البلاد”.
وحول الانتخابات المزمع عقدها في وقت لاحق لم يحدد بعد أشار المبعوث العربي إلى إمكانية وجود قوات أممية لتأمين الانتخابات إلى جانب القوات الليبية، وجميع السياسيين يجب أن يلتزموا بقبول نتائج الانتخابات وهذا أهم شيء لكي لا يستمر الانقسام. فالانتخابات تعوض الأجهزة التشريعية والتنفيذية الموجودة حاليا لأنها ستؤدي إلى قيام حكومة واحدة وبرلمان واحد وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة، وتجعل الليبيين يقبلون على إعادة الإعمار وتوحيد الأمن والجيش لكي تصبح ليبيا دولة قوية وتخرج من مرحلة الضعف الذي تعيشه.
ونوه الجمالي إلى خطورة الفراغ الأمني في البلاد، وكيف استغلته ميليشيات وعصابات إجرامية دولية: “ليبيا ضحية التحرك من قبل العصابات خاصة في الجنوب، حيث أن حدودها متاخمة لدول ضعيفة مثل تشاد وغيرها من الدول غير القادرة على السيطرة على حدودها. يقع تجريم ليبيا وتحميلها مسؤولية بشأن المهاجرين وهي ضحية، هناك اليوم 750 ألف مهاجر أفريقي يهيمون دون أوراق جاؤوا هاربين من دولهم باحثين عن عمل وكانوا يتطلعون للمرور إلى أوروبا ولكن مع الإجراءات الجديدة في البحر والرقابة القوية، صار هناك تكدس لهؤلاء البشر في ليبيا. والبلاد أمام أزمة اقتصادية بسبب العصابات الإجرامية الدولية الافريقية وحتى الأوروبية لتهريب البشر مقابل المال، وحتى المافيا الإيطالية متورطة فيها، وإذا كان هناك ليبيون متورطون فهؤلاء خارجون عن القانون ضمن جنسيات متعددة”.