عربي 21-
أثارت الأنباء التي كشفتها وسائل إعلام فرنسية عن اتفاق تم بالفعل بين نائب وزير الدفاع الروسي، يونس بك يفكيروف وحفتر حول قاعدة روسية، بعض الأسئلة عن دلالة الخطوة ومكاسب حفتر منها الآن سياسيا وعسكريا.
وكشف “راديو فرنسا الدولي FRI” أن “المسؤول العسكري الروسي ناقش بالفعل في زيارته الثالثة إلى ليبيا، السبت المنصرم خلال لقائه حفتر، تفاصيل إبرام اتفاقية إنشاء قاعدة بحرية روسية في مدينة طبرق، لكن دون توقيع الاتفاقية ورقيا خوفا من ردود الفعل”.
وفي وقت سابق، كشفت وكالة “نوفا” الإيطالية، أن “السلطات الروسية قاربت على الاتفاق مع حفتر لإنشاء فيلق عسكري روسي في أفريقيا لواجهة النفوذ الغربي في القارة السمراء، وأن الخطوة جادة بين حفتر وموسكو كون مهمة “إيفكوروف” الرئيسية هي التنفيذ العملي للاتفاقيات الروسية الليبية، التي تم التوصل إليها في إطار مؤتمر موسكو الدولي الحادي عشر، الذي انعقد في روسيا أغسطس الماضي وحضره حفتر”.
مكاسب حفتر
وفي محاولة لكشف بعض بنود الاتفاق ومكاسب حفتر منه، أكدت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية أن “موسكو تسعى لإبرام اتفاق دفاعي في ضوء لقاء بوتين وحفتر، في موسكو أواخر سبتمبر الماضي؛ كون الأخير يبحث عن أنظمة دفاع جوي لحمايته من القوات المنافسة في طرابلس، التي تدعمها تركيا”.
وأضافت الوكالة أن “حفتر أيضا يحتاج من روسيا تدريب طياري القوات الجوية والقوات الخاصة التابعة له على يد فنيين روس، مقابل ترقية بعض القواعد الجوية التي تحتلها حاليا مرتزقة “فاغنر” لاستضافة القوات الروسية الرسمية، وفق الوكالة.
وكان مصدر عسكري في قوات “حفتر” قد نفى سابقا اتجاه القيادة العامة (حفتر) لإبرام اتفاق رسمي مع روسيا لمنحها قاعدة عسكرية شرق البلاد، لكنه استدرك بقوله؛ إن اتفاقيات التعاون العسكرية مع روسيا لا تشمل منحها أي تسهيلات لإقامة قواعد عسكرية”، وفق تصريحه لصحيفة “الشرق الأوسط”.
فهل أصبح إنشاء قاعدة عسكرية روسية في الشرق الليبي وشيكا؟ وما مكاسب حفتر منه سياسيا وعسكريا؟
مواجهة تركيا
من جهتها، قالت عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب الليبي، ربيعة بوراص؛ إن “الجميع الآن محليا ودوليا يعيش حالة التوقعات والمنافسة واستغلال الظروف التي تمر بها ليبيا، لذا جاءت المعلومات والتصريحات وكشف ما دار بين حفتر ووزارة الدفاع الروسية من اتفاقات حول إقامة قاعدة عسكرية في مدينة طبرق”.
وأوضحت في تصريحات لـ”عربي21″ أنه “لا يُستبعد أن يحصل مثل هذا الاتفاق بين حفتر وروسيا، لكن لا نستطيع التأكيد والجزم بالأمر، طالما لم نر أي تنفيذ حقيقي ومادي على الأرض يؤكد حدوث هذا الاتفاق، كله يدخل في إطار التكهنات القابلة للتنفيذ نظرا لحالة الانقسام المؤسسي في ليبيا”، وفق قولها.
وتابعت: “بعد تمديد وجود القوات العسكرية التركية غرب البلاد، نتوقع أن تتنافس بعض الدول على الدخول في المواقع العسكرية، خاصة أن هناك صراعا كبيرا على الطاقة في العالم، والاتفاقات النووية الأخيرة ستدفع بالعديد من الدول إلى التوسع الجيوسياسي والعسكري، وليبيا ليست بالبعيدة عن كل هذه التحركات”، كما قالت.
رفض أمريكي وموافقة برلمانية
في حين، أكد عضو اللجنة السياسية وأحد أعضاء وفد مجلس الدولة الليبي الذي زار روسيا مؤخرا، أحمد همومة، أنه “تم طرح الموضوع في شكل طلب، ولكن لم يتلق نائب وزير الدفاع إجابة من حفتر حول طلبه؛ لأن روسيا تعلم جيدا أن الاستجابة لمثل هذا الطلب يحتاج موافقة برلمانية ودراسة معمقة”.
وأضاف في تصريح لـ”عربي21″، أن “الأمر أيضا يحتاج لموافقة حلفاء حفتر من الدول الغربية، وعلى الخصوص أمريكا التي يحمل جنسيتها الثانية، ولهذا بقي الطلب شفويا ولم يحرر على ورق كاتفاقية عسكرية موقعة بين الطرفين”، حسب توقعه.
وحول مصالح حفتر من الخطوة، قال همومة: “يعتقد حفتر أنه يحتاج لقوى عظمى غير الغرب تسانده في الوصول للسلطة، وذلك لعدم ثقته في الغرب الذين لم يدعموه بشكل صريح في حربه على العاصمة طرابلس”، وفق تقديره.
دعم عسكري وتدريبي
عضو القوى السياسية لإقليم فزان في “الجنوب الليبي”، وسام عبدالكبير قال من جانبه؛ إن “الزيارات المتكررة في الفترة الأخيرة لنائب وزير الدفاع الروسي تؤكد أن الصفقة في تفاصيلها الأخيرة، وأن عامل الوقت مهم بالنسبة لروسيا لتسابق الزمن، في خضم توسع صراع روسيا مع الغرب في مواقع متعددة من أوكرانيا إلى دول الساحل الإفريقي”.
وأضاف: “كل ما سبق يجعل إقامة القاعدة الروسية مسألة وقت، وأن تفاصيل الصفقة كافة تم الاتفاق عليها، واستغل الروس تخبط الإدارة الأمريكية وعدم تبنيها لاستراتيجية واضحة تجاه الملف الليبي، رغم الإعلان عن رغبتها في أكثر من مناسبة لإخراج “فاغنر” من مناطق شرق وجنوب ليبيا، ومقابل هذه الاتفاقية، سيتحصل حفتر على دعم عسكري متنوع من التدريب إلى التسليح ونحو ذلك”، وفق تصريحه لـ”عربي21″.