عربي 21-
كشفت صحيفة مالطا توداي تفاصيل حول توقيف الشرطة لعدد من العسكريين البريطانيين المتقاعدين، في أحد المطارات قبل توجههم إلى ليبيا جوا عبر طائرة خاصة، من أجل العمل مرتزقة.
وقالت الصحيفة في تقرير لها ترجمته “عربي21″، إن عدد الموقوفين على متن الرحلة المشبوهة كانوا 14 شخصا، وكلهم عسكريون بريطانيون سابقون يقودهم “جاك مان” صديق الأمير هاري.
ووصل جاك مان ومجموعته كل منهم على حدة إلى مالطا، وكان من المقرر أن يلتقوا في مطار مالطا الدولي للحاق برحلة طائرة خاصة إلى ليبيا، لكن الشرطة المالطية اعترضت العسكريين بعد شكوك حامت حول هويتهم وما إن كانوا متعاقدين عسكريين خاصين أو مرتزقة، وأبدت مخاوف جدية بشأن أنشطتهم، ليتم على إثرها إلغاء الرحلة.
وقالت الصحيفة إن جاك مان البالغ 40 عامًا هو المؤسس المشارك لشركة أمنية خاصة باسم “ألما يسك” تعمل على تطوير وتوفير الحلول الأمنية في جميع أنحاء العالم، والشركة مقرها في لندن وتقدم عددا من الخدمات الأمنية لعملائها، ويتمتع أعضاء فريقها بخلفيات قادمة من الجيش البريطاني والشرطة والوكالات الحكومية المتخصصة الأخرى.
تدريبات في ليبيا
ولفتت الصحيفة إلى أن الرحلة جرى تنسيقها من قبل متعهد خاص قيل له إن المجموعة كانت مسافرة إلى ليبيا لإلقاء محاضرات وتدريب، حيث تم إبلاغ المتعهد أيضًا بأن التدريب سيتم على استخدام المسدسات والبنادق المُقلدة المستعملة في الألعاب الرياضية والمصنوعة من البلاستيك، إلى جانب تقديم المجموعة تدريبات طبية أخرى في ليبيا، ولكن بعد تحريات الشرطة، تبين أن مزاعم المرتزقة بالتخطيط لإجراء تدريبات في ليبيا لم تكن صحيحة لاسيما بعد العثور على شهادات تدريب مزورة.
وعلى إثر ذلك، صادرت السلطات مؤقتا جوازات سفر المجموعة، وتمت مطالبتهم بمغادرة مالطا ومنعوا من استخدام المجال الجوي للذهاب إلى ليبيا، لكن لم يتم توجيه أي اتهامات ضد المشتبه بهم.
من هو جاك مان؟
ويعد جاك مان صديقا مقربا من الأمير هاري، وعمل في العراق وأفغانستان قبل الانتقال إلى قطاع الأمن الخاص، وتشير بعض التقارير إلى أنه كان “أفضل رجل” غير رسمي للدوق في يوم زفافه في مايو 2018، ويتم رصد الاثنين معًا بشكل منتظم
وجاك مان نجل عسكري بريطاني متقاعد من الجيش، سايمون مان، وهو أرستقراطي وضابط سابق في القوات الجوية البريطانية الخاصة، وتحول إلى مرتزق وكان العقل المدبر وراء انقلاب “وونغا” سيئ السمعة في غينيا الاستوائية.
وفي مارس 2004، اعتقلت الشرطة الزيمبابوية “مان” الأب في مطار هراري مع 64 من المرتزقة الآخرين. وفي نهاية المطاف قضى ثلاث سنوات من عقوبة السجن في زمبابوي، وحكم غيابيا لمدة 34 عامًا في غينيا الاستوائية بسبب محاولة الانقلاب الفاشلة.
وفقًا لسيرة جاك مان الذاتية على موقع شركته، كان يعمل في شركة “ايجيس لخدمات الدفاع” كمدير لها في ليبيا، وقبل ذلك كان الرئيس التنفيذي لشركة أمنية مقرها لندن تقدم الاستشارات في شرق وشمال إفريقيا.
وهذه ليست المرة الأولى التي يجري الحديث فيها عن توجه مرتزقة بريطانيين إلى ليبيا، ففي يوليو2021، كشفت السلطات المالطية عن قيام اثنين من مشاة البحرية البريطانية بالسفر إلى سواحل شرق ليبيا عبر زورقين مطاطيين انطلقا من مالطا، وقيل حينها إن هذين المرتزقين يعملان لصالح حفتر.