الأناضول-
أشاد مواطنون ليبيون بانضمام بلدهم إلى دولة جنوب إفريقيا في قضية الإبادة الجماعية المرفوعة ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية؛ على خلفية الحرب التي تشنها تل أبيب على قطاع غزة منذ 8 شهور.
ودعا المواطنون في أحاديث مع الأناضول، بقية الدول العربية والإسلامية إلى الانضمام للقضية في سبيل لجم الحرب المتواصلة على غزة منذ 7 أكتوبر الماضي.
وفي 5 مايو الجاري أعلنت المحكمة -أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة- أن ليبيا تقدمت بطلب للانضمام إلى جنوب إفريقيا في قضية اتهام إسرائيل بانتهاك اتفاقية منع “الإبادة الجماعية” الموقعة عام 1948.
ومن المقرر أن تعقد المحكمة جلسة اليوم الجمعة، بمقرها في مدينة لاهاي بهولندا، وتصدر قرارا بشأن طلب جنوب إفريقيا اتخاذ تدابير مؤقتة إضافية ضد إسرائيل.
مصدر شرف
نائب عميد كلية أصول الدين بجامعة طرابلس علاء الدين الأسطى، قال إن انضمام بلاده إلى قضية الإبادة المرفوعة ضد إسرائيل “مصدر شرف واعتزاز لي”.
ونهاية ديسمبر 2023 رفعت جنوب إفريقيا دعوى قضائية ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، ولاحقا تقدمت دول، بينها تركيا ونيكاراغوا وكولومبيا، بطلبات للانضمام إلى القضية.
وتابع الأسطى: “محكمة العدل الدولية تقف دائما إلى جانب الأقوياء، وعلى الدول الإسلامية ممارسة المزيد من الضغوط على المحكمة كي تتوقف الهجمات الإسرائيلية”.
وخلفت الحرب على غزة أكثر من 116 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم اعتزام المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير دفاعها يوآف غالانت؛ لمسؤوليتهما عن “جرائم حرب” و”جرائم ضد الإنسانية”، ورغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فورا.
الأسطى أضاف: “يجب على الدول الإسلامية – وخاصة العربية – أن تنضم إلى القضية وتدعم خطوات جنوب إفريقيا وليبيا للضغط على محكمة العدل الدولية”.
ودون جدوى، أمرت المحكمة مرارا منذ يناير/ كانون الثاني الماضي إسرائيل باتخاذ تدابير مؤقتة لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني بقطاع غزة المحاصر منذ 18 عاما، ويسكنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.
ضمير الليبيين
معتز محمد بن زهرة، أحد سكان العاصمة طرابلس، أعرب عن سعادته بانضمام ليبيا إلى قضية الإبادة، معتبرا أنها “خطوة تعبر عن ضمير الليبيين”.
وأشاد ابن زهرة، في حديث للأناضول، بمحاكمة تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية للمرة الأولى منذ إقامة “دولة” إسرائيل عام 1948 على أرض فلسطينية محتلة.
وقال: “لم يكن أحد يتخيل أن إسرائيل ستُحاكم في قضية إبادة جماعية قبل 20 عاما”.
وأردف: “على العالمين الإسلامي والعربي وكافة الشعوب الانضمام إلى القضية؛ لأن القضية الفلسطينية هي العادلة الوحيدة من حيث الدين والإنسانية والأخلاق والقانون”.
ومنذ عقود، يطالب الفلسطينيون بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وهو ما ترفضه إسرائيل المدعومة من الولايات المتحدة.
قضية فلسطين
أما الدكتور سعد علي الطيب، فقال إن ليبيا ساندت الفلسطينيين منذ بداية القضية الفلسطينية.
واعتبر أن “ليبيا تأخرت في الانضمام لقضية الإبادة الجماعية، لكن رغم تأخرها إلا أن الخطوة أفضل من عدم الانضمام”، ودعا الدول الإسلامية والعربية كافة للانضمام إلى القضية.
وعن النتائج المرتقبة من المحكمة، أعرب الطيب عن اعتقاده بأن “محكمة العدل الدولية لن تصدر قرارا عادلا”.
لكنه رأى أن انضمام العديد من الدول إلى القضية قد يمهدا لاتخاذ بعض الإجراءات لصالح القضية الفلسطينية.