العربي الجديد-
أطلقت أجهزة الأمن الليبية في الآونة الأخيرة حملة واسعة على أوكار المخدرات في البلاد،واعتقلت في عمليات دهم نفذتها عدداً من تجارها ومروجيها، في إطار الجهود التي تبذلها لتطويق الجرائم وأنشطتها، وملاحقة المتورطين فيها.
والأسبوع الماضي، أمر مكتب النائب العام في مدينة بنغازي بسجن 13 شخصاً على ذمة تحقيقات بتهم حيازة مواد مخدرة ومؤثرات عقلية والاتجار بها. وأوضح أن المتهمين أوقفوا خلال حملة نفذها رجال شرطة تابعون للغرفة الأمنية المشتركة في بنغازي، واستهدفت محلات تستعمل لبيع المواد المخدرة والمسكرات في المدينة.
وتعد عملية الدهم التي شملت حيي الوحيشي وبو هديمة في بنغازي في 11 فبراير الماضي بين الأكبر التي نفذتها أجهزة الأمن في ليبيا، واستمرت ساعات عدة، وترافقت مع اقتحام عدد من الأوكار التي كانت تستخدم في صناعة خمور محلية، وتخزين وتوزيع أنواع من المخدرات.
وأفادت مديرية أمن بنغازي بأن العملية أسفرت عن اعتقال عدد من المروجين، في وقت نقل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أنباء عن حصول مقاومة مسلحة من المروجين لدى دهم أوكارهم.
وأوضحت المديرية أنه تم ضبط عدد من مروجي المخدرات من جنسيات أفريقية وأجنبية، وأعلنت أنها نشرت عدداً من حواجز التفتيش المتنقلة داخل حيي الوحيشي وبوهديمة ومحيطهما، ما سمح بضبط كميات من المخدرات مع مروجين كانوا في طريقهم للفرار خارج المنطقة.
وتأتي عملية الدهم في بنغازي ضمن حملة واسعة نفذتها أجهزة الأمن التي تسيطر على المدينة ومناطق أخرى في شرق ليبيا، وترافقت مع إصدار منشورات حول ملاحقة شبكات ترويج وتهريب المخدرات بين بنغازي ومدن أخرى قريبة، وأحدها لجهاز مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية الذي كشف عن اعتقال ما وصفه بأنه “أكبر تاجر أقراص مخدرة في المنطقة الشرقية والذي سبق أن صدر حكم غيابي في حقه شمل الإعدام رمياً بالرصاص في قضايا تهريب أقراص مخدرة من مصر إلى ليبيا، علماً أن إحدى العمليات شملت نقل 37.600 قرص مخدر من نوعي “أرتان وأبتريل” في سيارة عبرت من مصر عبر الطريق البري الحدودي”.
وأعلن الجهاز أيضاً تنفيذ كمين لتاجر مخدرات على صلة بمروجي المخدرات في منطقة بوهديمة، وضبط 4620 قرص مخدرات من نوع “ترامادول” و2.25 كيلوغرام من مخدر الحشيش في حوزته.
مخدرات في الدجاج
وقبل أسبوع من عملية بنغازي، أعلنت مصلحة الجمارك التابعة لحكومة الوحدة الوطنية ضبط كمية من المواد المخدرة وصفتها بأنها “بين أكبر المضبوطات في شمال أفريقيا وتاريخ الجمارك الليبية”، إذ بلغ حجم الكمية المضبوطة 269 كيلوغراماً من الكوكايين بميناء الخمس شرقي طرابلس. وأشارت إلى إتلاف الكمية المصادرة.
وأشارت المصلحة عبر صفحتها على “فيسبوك” إلى أن “العملية جرت بالتنسيق بين قسم مكافحة التهريب والمخدرات التابع لمصلحة الجمارك ومركز جمرك ميناء الخمس البحري، بعد تلقي معلومات عن الاشتباه في وجود ممنوعات داخل حاوية محملة بدجاج مجمد من البرازيل. ثم جرى تتبع الشحنة الموردة عبر الخط الملاحي بين البرازيل وإسبانيا وإيطاليا وصولاً إلى الخمس، وصودرت رغم قلة الإمكانات، وعدم وجود دعم حقيقي للمصلحة منذ سنوات، واعتمادها على الاتفاقات المبرمة مع دول صديقة وشقيقة والتعاون معها لتنفيذ إجراءات تقصّي المعلومات وتتبعها”.
وعقب ضبط الكمية في ميناء الخمس اعتقل جهاز مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية في طرابلس اثنين من تجار المخدرات في العاصمة ومصراتة.
محاولات اغتيال
وفيما أشاد الضابط في مصلحة الجمارك مصطفى عياد بفعّالية أجهزة الأمن في تنفيذ عمليات دهم أوكار المخدرات التي تشهدها عدة مناطق ليبية، دق ناقوس الخطر في شأن كمية الكوكايين المضبوطة في ميناء الخمس. وأوضح أنها من الكوكايين الخام غير المغشوش.
واعتبر عياد أن وصول هذه الكمية إلى ليبيا يشير إلى ارتفاع مستوى خطر المخدرات في البلاد بدرجة تستدعي تكاتف الجميع من أجل السيطرة عليها. وطالب في حديثه لـ”العربي الجديد” بضرورة دعم مؤسسات ضبط ومراقبة حركة المخدرات في البلاد، فجهاز الجمارك ومكاتب وأجهزة ملاحقة المخدرات والمؤثرات العقلية لم تتلقَ أي دعم منذ أكثر من تسع سنوات وتعمل بإمكانات بسيطة، فيما تعرض عناصر في الجمارك ومسؤولون عن المنافذ البحرية والبرية لمحاولات اغتيال للضغط عليهم من أجل تمرير شحنات مخدرات.