الناس–
ودعت ليبيا شاعرها الكبير “عبدالمولى البغدادي” عن عمر ناهز 82 عاما، ووري الثرى بمدينة طرابلس.
وأعلنت أسرة فقيد الأدب والثقافة عن وفاته الجمعة (20 نوفمبر 2020م) بعد إصابته بكورونا.
نشر المرحوم على صفحته على فيس بوك السبت الماضي آخر منشوراته قال فيه: ” أحبتي الأعزاء علي: يؤسفني أن أبلغكم بأنني الآن في صراع – غير متكافئ – مع جائحة الكورونا، وها أنا الآن أقبع في إحدى محتجزاتها بمستشفى امعيتيقة بطرابلس
مع الأمل في الله وفي دعواتكم الصادقة أن يعجل بالشفاء”.
وقد نشرت مواقع وصحف عديدة سيرته وجاء فيها:
((الدكتور عبد المولى محمد البغدادي (7 مارس 1938، طرابلس – 20 نوفمبر 2020، طرابلس)، شاعر وكاتب وأستاذ جامعي ليبي. له ديوان شعري اسمه “على جناح نورس” بالإضافة إلى مجموعة قصائد أخرى متفرقة.
ولد بقرية شط الهنشير بطرابلس في فترة الاحتلال الإيطالي، وعاش والده محمد البغدادي محنة اليتم بعد أسر أبيه وترحيله إلى إيطاليا وترك أولاده لكفالة الأقارب وفي هذا قال عبد المولى:
إنّ شــط الهنشيـر لازال يروي بعـض أحداثـي التي سبقتني
قصةُ الفارس الذي مات عشقاً في اغتراب ٍعن ليبياه وسجن
تلقى عبد المولى تعليمه الأول في معهد أحمد باشا الديني حيث نال منه الشهادة الثانوية، ثم حصل على درجة الليسانس من كلية اللغة العربية بمدينة البيضاء عام 1965. وفي عام 1971 حصل على درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف الأولى من جامعة الأزهر.
منذ عودته إلى طرابلس شغل عبد المولى عدة مناصب في التدريس الجامعي وكوكيل التربية ثم أمين لجنتها الشعبية ثم نائب أمين اللجنة الشعبية لجامعة الفاتح سابقا.
سافر إلى روما في عام 1981 للعمل في النشر ثم أوفد إلى الحبشة لتدريس اللغة العربية في جامعة أديس بابا إلى أن غادرها في عام 1989. انتدب إلى مالطا لتدريس العربية أيضاً وعمل في جامعتها. ويعمل حالياً أستاذاً بقسم اللغة العربية بكلية الآداب في جامعة طرابلس.
شارك في عدة مهرجانات ومنتديات شعرية وأدبية منها مهرجان الشعر العربي الفرنسي، وعكاظية الشعر العربي بالجزائر سنة 2010.
أصدر عبد المولى ديوان “على جناح نورس” في عام 1999. وتضمن قصائد منها “أشواق عربية مهاجرة إلى الحبشة”، التي يصفها الشاعر والناقد المصري فاروق شوشة بـ “انجاز شعري يحسب لصاحبها، وصفحة بديعة من صفحات الشعر الليبي” وفيها:
سَلي جفونكِ يا سمراءُ ما فعلتْ بنازح غرَّه في دربكِ السفرُ
صادي الجوانحِ في محراب غربتهِ ما هزّه الشوقُ إلا بات يستعر
تناول شعره أيضاً عدداً من القضايا العربية كما في قصيدتي “غزة تحت النار” و”هكذا موت الرجال”. وتناول الناقد والباحث الأكاديمي عبد الإله الصايغ تحليلاً نصياً لرائية البغدادي في كتاب “بكائيات على مقام العشق النزاري”، ومن قصائده التي عرضت نقداً “اللامية” التي بلغت أبياتها 231 بيتاً وقد تم تناولها تحليلاً كمعارضة لبردة البوصيري.
في يناير 2012 نشر الشارع قصيدة نثرية بعنوان “الصلح والحياة” في مناجاة لوطنه ليبيا بعد ثورة 17 فبراير.
مؤلفاته:
– الشعر الليبي الحديث، مذاهبه وأهدافه (أطروحة دكتوراة في جامعة الأزهر).
– رسالة الماجستير حول (شعر أحمد رفيق المهدوي) سنة 1968 من جامعة الأزهر قسم اللغة العربية بمرتبة الشرف الأولى.
– ديوان “على جناح نورس” 1999.
– مولاي عبدك بين اليأس والأمل، 2000.
– بكائيات على مقام العشق النزاري، تقديم دكتور سعدون السويح، تعقيب دكتور عبدالإله الصائغ سنة 1998.
– (عودة الحب)، مجموعة، صدرت سنة 2018 عن دار إمكان للنشر.
– مخطوط شعري بعنوان (الراية البيضاء) تحت الاتجاز.
وفاته
أصيب بمرض فيروس كورونا 2019 وتوفي يوم الجمعة 20 نوفمبر 2020))
لقد جعل البغدادي من المصالحة الوطنية ووأد الفتن قضيته، نلمس ذلك جليا في كثير من قصائده في العشرية الأخيرة، وقد جعل الراية البيضاء شعارا له في ملتقياته وعلى صفحته الشخصية على فيس بوك، إلى جانب بيتين من الشعر يقول فيهما:
راية بيضاء في كف الوطن
تتحدى كل أنواع الفتن
ولتكن رمز سلام بيننا
إن أردنا العيش في هذا الوطن..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
** جميع الصور المرفقة التقطت من صفحته على فيس بوك