العربي الجديد-
يمر فصل الشتاء حالياً على ليبيا من دون انقطاع للكهرباء، بعد السير بسياسة “طرح الأحمال” التي انتهجتها الشركة العامة للكهرباء منذ بدء أزمة إنتاج الطاقة قبل 11 عاماً، حيث كان يُتبادَل فصل التيار بين المدن والمناطق، من أجل المحافظة على استقرار الشبكة العامة.
وطوال 11 عاماً، لم تمرّ ذروة الصيف أو الشتاء على كامل البلاد من دون انقطاع للتيار الكهربائي لمدة نصف يوم وأحياناً أكثر، إلا أن هذا العام يعتبر مختلفاً.
وبدأ الوضع بالتحسن خلال العامين الماضيين، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى توقف الحرب وتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في أكتوبر 2020، ما أفسح المجال لإصلاح الكثير من الأعطال، هذا بالإضافة إلى إعادة حكومة الوحدة الوطنية عدة شركات أجنبية للعمل داخل البلاد، من أجل إنشاء 3 محطات طاقة جديدة في طرابلس وطبرق ومصراتة، وإصلاح محطات عاملة، وربط أخرى بالشبكة. وعلى وقع ذلك، تشهد ليبيا حالياً استقرار الشبكة في أثناء الذروة الشتوية، من دون اللجوء إلى طرح الأحمال.
وفي تصريح لـ”العربي الجديد”، أكد المتحدث باسم الشركة العامة للكهرباء، وئام التايب، وفرة الطاقة في الوضع الحالي، بحيث لا تضطر الشركة إلى اعتماد تبادل قطع التيار.
وقال: “هذا ليس نتاج الصدفة، بل بالجهود الحثيثة التي يبذلها فنيو الشركة ومهندسوها، بإشراف مباشر من رئيس مجلس الإدارة، من أجل رفع القدرة الإنتاجية والحفاظ على استقرار الشبكة”.
ويُعَدّ استقرار الشبكة “إنجازاً” بالنسبة إلى الشركة، كما يقول المتحدث باسمها، مذكراً بأن عمليات طرح الأحمال في الأعوام الماضية كانت تبدأ من شهر ديسمبر. وحول أسباب الاستقرار، استبعد التائب فرضية “انخفاض الاستهلاك” بشكل كامل، كاشفاً عن أن تقارير الشركة تؤكد “تزايد الطلب على الطاقة على مدار السنوات العشر الماضية”.
واسترسل بالقول: “منذ تشكيل مجلس إدارة الشركة الحالي، برئاسة محمد المشاي في أغسطس الماضي، أخذت الشركة منحىً آخر نحو إصلاح القطاع والعمل على تطوير المحطات واستئناف العمل في العديد من المشاريع التي كانت الشركة عاجزة عن إكمالها لعدة أسباب، الأمر الذي انعكس إيجاباً على الشبكة الكهربائية”.
وعلى مستوى مشاريع نقل الطاقة “تم الانتهاء من مشروع خط (أوباري ــ الفجيج) بالجنوب الليبي الذي مكن الشركة من إدخال إنتاج محطة أوباري الغازية الجديدة على الشبكة، ونقل وإضافة ما لا يقل عن 350 ميغاوات.
ووفق تصريح المتحدث، فقد نجح الأمر بعد تدخل إدارة الشركة في حل الإشكاليات والاعتراضات التي عرقلت هذا المشروع المتوقف منذ سنوات.
وفي شرق البلاد، استؤنف العمل أيضاً في خط (السرير ــ أجدابيا)، ووصل إلى مراحله النهائية، وفق تأكيد التائب، ملمّحاً إلى أن كل ذلك “أسهم في تحسين أوضاع الكهرباء، وعزز من استقرار الشبكة في البلاد”.
ويبقى التحدي الأقرب تحقيقاً، اجتياز كامل شتاء هذا العام دون انقطاع للكهرباء. وإلى حد ما، فقد ساعدت الظروف الجوية على ذلك حتى الآن. لكن الكل يترقبون حلول الصيف الحار في ليبيا، حين تلامس الحرارة حاجز الخمسين درجة مئوية، وتزداد معدلات الطرح.
ولم يؤكد المتحدث الرسمي باسم الشركة استمرار هذا الاستقرار عند الوصول إلى فترة الذروة في فصل الصيف، إلا أنه أكد أن ظروف الشبكة في الصيف القادم ستكون أفضل بكثير.