*كتب/ أسامة وريث،
لمن يرغب في معرفة (الوضع الذي كانت عليه ليبيــا) قبيـل الاستقـلال،
وخصوصا من يشكك في حقيقة تدني الوضع، أو يلقي باللائمة في تدني حياة الكثيرين على عاتق رجالات الاستقلال! فلا يقنع بالتالي بمسألة أن المملكة الليبية قامت من عدم!
من فراغ..
وأن بلادنا لم تكن تملك الموارد ولا النفط والغاز، ولا المصانع ولا المتاجر، والتي تعطلت بسبب أعوام القحط/الشر، طيلة سنوات 1940م.
ولم تنهض كل هذه المناشط وغيرها وتبعث للحياة مجددا إلا في مطلع 1960م فقط. بعد أن تعطلت الحياة المدنية وتوقف الإنتاج وانتشر البؤس والشقاء طيلة الأربعينات بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية، والتي شهدت الأراضي الليبية جزءا من مراحلها.
مما ترك أثرا سلبيا على حياة الساكنة وواقع البلد عشية الاستقلال. وتردي الوضع الاقتصادي هو الأمر الذي دفع بعملية تأجير القواعد العسكرية للدول العظمى، والتي وفرت الأمان والسيولة لبلد منهك وضعيف.
(مجلـة التايـم TIME الأمريكيـة) تنشر تحقيقا كاملا عن الحالة الليبية بعد الاستقلال بأسبوع واحد. وجاء بتاريخ 31 ديسمبر 1951 التحقيق الصحفي الشهير الذي غطى الحالة الليبية من الناحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية ..
وهو تقرير مطول من بين أهم ما فيه:-
(إن ليبيا بلد يتكون من ثلاثة أقاليم، تفصل بينهما صحراء شاسعة، وانعدام الثقة متبادل تحت برلمان ذي طراز أوروبي، ودستور مستمد من تشريعات اثني عشر بلدا آخر.
هي أول بلد ولد بقرار من الأمم المتحدة دون أي عمل آخر. إن ليبيا ليس أمامها أي فرصة لتبلغ سن الرشد، وسكان ليبيا البالغ عددهم المليون وخمسين ألف نسمة، بينهم 800 ألف نسمة بطرابلس الغرب و 300 ألف نسمة ببرقة و40 ألف نسمة بفزان .
يعرفون كلمة استقلال ولا يملكون إلا إرثا قليلا لتفعيله!. ليس بهذا البلد كليات جامعية. ولديهم فقط 18 شخصا يحملون مؤهلا جامعيا، وثلاثة محامين، وليس هناك طبيب واحد أو مهندس أو مساح أو صيدلي!
فقط 250 ألف مواطن قادر على كتابة اسمه! أما الباقون فيستعملون البصمة للتوقيع!
أمراض العيون وخاصة التراكوما منتشرة جدا لدرجة أن 10% من السكان مصابون بالعمى. متوسط دخل الفرد 35 دولار تقريبا، وهو أقل من أي قطر عربي آخر باستثناء اليمن، وأن ثمانية أعشار الليبيين هم مزارعون أو رعاة ماشية.
علاوة على ذلك، يذكر مسح غير مشجع للأمم المتحدة؛ أن هذه البلاد يصعب عليها توفير الطعام لسكانها. كما إنه ليس هناك خطوط هاتف أو تلغراف أو اتصالات راديو).
انتهى أفضل ما يمكن تلخيصه في تقديري من نقاط وملاحظات، حول الوضع الليبي في التقرير المطول، والصور، ومن سنوات تاريخية مختلفة، بعضها في 1950s ولأماكن ليبية مختلفة، بطرابلس وتاجوراء والخمس ومصراتة وغريان ويفرن وخليج سرت وغدامس وغات وغيرها، توضح الوضع الإثنوغرافي لعامة الشعب قبيل الاستقلال.