لافروف في الجزائر… أوكرانيا وليبيا ومالي أبرز الملفات
العربي الجديد-
وصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إلى الجزائر، في زيارة لم يعلن عنها من قبل، ويُتوقع أن يلتقي خلالها كبار المسؤولين الجزائريين، للتباحث حول أزمات المنطقة أبرزها الأزمة الليبية والتطورات في مالي.
واستهل لافروف زيارته إلى الجزائر الثلاثاء (10 مايو 2022م) بوضع إكليل من الزهور في مقام الشهداء في العاصمة الجزائرية تكريماً لضحايا حرب التحرير، بحسب الإعلام المحلي.
وعقد الوزير الروسي مع نظيره الجزائري رمطان لعمامرة، الذي كان في استقباله بالمطار، مباحثات سياسية حول عدد من المسائل والملفات السياسية.
ومن المتوقع أن يلتقي لافروف في وقت لاحق، الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، في مقر الرئاسة، لإجراء مباحثات ثنائية.
وبحسب دبلوماسيين جزائريين تحدثت إليهم “العربي الجديد”، فإن الأزمة الليبية والأزمة في مالي، تعدان من أبرز الملفات السياسية التي توليها الجزائر اهتماماً بالغاً على صعيد العلاقة مع موسكو، بسبب التدخل والتأثير الروسي في البلدين.
ويرى الدبلوماسيون أن الجزائر تسعى لإقناع موسكو، خلال زيارة لافروف، بإعادة تقدير الموقف والضغط على حليفها الليبي حفتر، لعدم تعطيل مسار الانتخابات، علماً بأن الموقف الجزائري والروسي بشأن ليبيا متباين.
وكانت القناة الرسمية الجزائرية قد ذكرت، صباح الثلاثاء، أن “زيارة لافروف تأتي بمناسبة الذكرى الـ60 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر وروسيا” بدون تفاصيل إضافية.
وكان وزير الخارجية الروسي قد أعلن قبل شهر خلال لقائه لعمامرة في موسكو، أنه يعتزم زيارة الجزائر قريباً، دون أن يحدد موعداً لهذه الزيارة. وحينها، قال لافروف للعمامرة “أتوقع أن أزور الجزائر قريباً، سأصر على أن تستقبلوني، يقال عندنا أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً”.
غير أنه لا الخارجية الروسية ولا الجزائرية قد أعلنتا عن الزيارة من قبل كما أن أجندة لافروف لهذا الأسبوع لم تتضمن أي زيارة للجزائر ولا لأي بلد آخر في منطقة المغرب العربي.
توقيت الزيارة وعدم الإعلان عنها، دفع مراقبين للقول، لـ”العربي الجديد”، إنها تأتي في سياق تطور لافت للعلاقات بين الجزائر وموسكو، ومؤشر على رضا الأخيرة على مواقف الجزائر المتفهمة للغزو الروسي لأوكرانيا.
وكانت الجزائر قد رفضت مرتين متتاليتين التصويت لصالح قرارات تدين الحرب الروسية على أوكرانيا، تجنباً للإضرار بعلاقات الشراكة السياسية والعسكرية الخاصة التي تجمعها مع موسكو.
كذلك رفضت الجزائر، أن تلعب دور البديل للغاز الروسي لصالح أوروبا.
وتعود آخر زيارة لوزير الخارجية الروسي للجزائر إلى يناير 2019 أي قبل أكثر من شهرين من استقالة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة تحت ضغط الجيش واحتجاجات شعبية غير مسبوقة.
وكان الرئيس الجزائري تحدث هاتفياً مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين الشهر الفائت و”اتفق الرئيسان على أهمية تبادل الزيارات رفيعة المستوى بين مسؤولي البلدين، والاجتماع القادم للجنة المشتركة، للتعاون الاقتصادي”، التي تأجلت بسبب جائحة كورونا، بحسب ما أفادت به الرئاسة الجزائرية.
وتربط الجزائر وموسكو علاقات تاريخية، سواء على المستوى الاقتصادي بحجم تبادلات وصل الى 4,5 مليارات دولار كما أعلن لافروف في آخر زيارة له للجزائر قبل وصول الرئيس تبون للسلطة في ديسمبر 2019.
كما تنسق الجزائر مع روسيا في إطار منتدى الدول المصدرة للغاز وكذلك في اجتماعات الدول المصدرة للنفط “أوبك+”.