
الناس-
قال المركز الليبية للدراسات الأمنية والعسكرية إن هناك ثلاث تحديات ميدانية تواجه العمل في مكافحة الهجرة غير الشرعية عبر ليبيا.
وأمام دعوات متنامية لمعالجة هذا الملف أوضح المركز أن المكافحة “تتطلب المعالجة الأمنية والمقاربة التنموية، وتعزيز قدرات الدولة الليبية والتنسيق مع الشركاء الدوليين والإقليميين، لضبط الحدود والتصدي لشبكات التهريب”.
وفي ورقة قدمها المركز، توقف فيها أولا على واقع الهجرة، بين فيها أن عدد المهاجرين المقيمين في ليبيا حاليا تجاوز (867) ألف مهاجر، من جنسيات السودان والنيجر ومصر بالذات، حيث تبلغ نسبة هذه الجنسيات الثلاث وحدها قرابة (78%).
وحتى تتمكن الدولة من مكافحتها فإن عليها التحسب لثلاث تحديات أمامها:
أولها ضعف التنسيق الدولي/ الإقليمي/ المحلي. الفرق الدولية غالبا ما تجد نفسها مضطرة للتعامل مع سلطات متنازعة وتشكيلات مسلحة تمتلك السيطرة الفعلية على الأرض، وهو ما يضعها أمام شبكة متشابكة من المصالح المتعارضة.
فليبيا ليست طرفا في اتفاقية اللاجئين لعام 1951 ولا تمتلك قوانين وطنية منظمة للجوء، وتواجه المنظمة الدولية للهجرة عراقيل تحول دون تنفيذ برامجها بشكل متكامل.
وثاني التحديات هو الجغرافيا الشاسعة وشبكات التهريب المعقدة. إذ تعمل شبكات التهريب عبر الصحراء وفق منظومة معقدة من المسارات البرية التي تتوزع بين تشاد والنيجر ومالي وبقية بلدان غرب أفريقيا. كما أن المساحات الشاسعة تتطلب وجود فرق متعددة موزعة على نقاط مختلفة مع قدرات مراقبة متقدمة، بما في ذلك الطائرات المسيرة والأقمار الصناعية وأنظمة التتبع الميدانية، تعدد المسارات يجعل من الصعب التنبؤ بحركة المهاجرين أو السيطرة على النقاط الحدودية، ولا يمكن إغفال أن الانقسام المؤسسي في ليبيا يعيق إنشاء آلية موحدة وفعالة لمكافحة التهريب.
والتحدي الثالث –وفق المركز- هو استغلال ملف الهجرة بين الدور الوظيفي والتربح المالي، فقد تحول الملف إلى أداة بيد الحكومتين الشرقية والغربية، ما يعرقل بشكل مباشر عمل الفرق الميدانية الأجنبية المكلفة بمكافحة الهجرة وضبط شبكات التهريب.
وتتابع الورقة: في الشرق تركز قوات طارق بن زياد التابعة لصدام حفتر على استخدام الملف كورقة ضغط في تعاملها مع أوروبا، كما شكلت عمليات التهريب مصدر دخل للجماعات المرتبطة بصدام.
وفي الغرب، تبنت حكومة الدبيبة نهجا أكثر دبلوماسية تمثلت في الترويج لنفسها كشريك أمني موثوق للاتحاد الأوروبي. عبر استضافة مؤتمرات دولية مثل منتدى الهجرة المتوسطية.