الحرة-
كشفت منظمة الصحة العالمية، عن أن حالات الإصابة بفيروس كورونا والوفيات، بارتفاع في جميع أنحاء العالم، ويعود ذلك بشكل أساسي إلى تخفيف إجراءات الحد من انتقال الفيروس في العديد من الأماكن. وتمثل أوروبا تقريبا نصف جميع الحالات الجديدة على مستوى العالم.
وفي المؤتمر الصحفي من جنيف، قالت المتحدثة باسم المنظمة، مارغريت هاريس الثلاثاء (19 يوليو 2022م) إن “منظمة الصحة العالمية تحث الحكومات في جميع أنحاء العالم على مواصلة إجراء اختبارات PCR (…) حتى يتسنى تتبع تطور المتغيرات الجديدة بشكل أفضل”.
وردا على أسئلة الصحفيين، أشارت هاريس إلى أن منظمة الصحة العالمية تولي اهتماما كبيرا لمعدلات التطعيم المنخفضة في أفريقيا. “على الرغم من أن التطعيم متاح الآن في معظم الأماكن، إلا أن انتظار الحصول عليه مخيب للآمال، مما يجعل الناس أقل إقبالا على التطعيم”.
شتاء صعب ينتظر أوروبا
وفي مثل هذا الوقت من العام الماضي، تحدثت منظمة الصحة العالمية/الإقليم الأوروبي عن موجة جديدة من كورونا تجتاح الإقليم، مدفوعة بمتحور دلتا، وسط رفع القيود وزيادة الاختلاط الاجتماعي.
وفي بيان، قال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا، د. هانس هنري كلوغ، إنه من الواضح الآن أن الوضع مشابه لما حدث في صيف العام الماضي، “فقط هذه المرة تستمر موجة كورونا وتدفعها سلالات فرعية لمتغير أوميكرون، وخاصة BA.2 وBA.5، وتظهر كل سلالة فرعية سائدة من أوميكرون مزايا انتقال تتفوق على الفيروسات المتداولة سابقا”.
وتشهد المنطقة أيضا ارتفاعا في عدد حالات دخول المستشفيات، والتي من المقرر أن تزداد أكثر في فصلي الخريف والشتاء، مع إعادة فتح المدارس، وعودة الناس من العطلات حيث ينتقل الاختلاط الاجتماعي إلى الأماكن المغلقة مع بداية الطقس البارد.
وأضاف كلوغ: “تمثل هذه التوقعات تحديا كبيرا للقوى العاملة الصحية في دولة تلو الأخرى، والتي تتعرض بالفعل لضغوط هائلة نتيجة التعامل مع الأزمات المستمرة منذ عام 2020”.
وشهدت المنطقة الأوروبية 3 أضعاف حالات الإصابة الجديدة بكورونا خلال الأسابيع الستة الماضية، مع الإبلاغ عما يقرب من ثلاثة ملايين حالة جديدة الأسبوع الماضي، وهو ما يمثل حوالي نصف جميع الحالات الجديدة على مستوى العالم.
وبينما تضاعفت معدلات دخول المستشفيات بسبب كورونا في نفس الفترة، ظلت حالات الدخول إلى وحدة العناية المركزة منخفضة نسبيا حتى الآن. غير أن ارتفاع معدلات الإصابة لدى الفئات الأكبر سنا مستمر، وتشهد أوروبا وفاة ما يقرب من 3,000 شخص بسبب كورونا كل أسبوع.
استراتيجية للتعامل مع التحدي المقبل
وأصدرت منظمة الصحة العالمية/الإقليم الأوروبي استراتيجيتها لفصلي الخريف والشتاء للتصدي لكورونا وغيره من فيروسات الجهاز التنفسي، والمساعدة في الاستعداد لموجات العدوى المقبلة.
وتدعو الاستراتيجية البلدان إلى “الاستعداد لمواجهة العبء المتزايد على أنظمة الرعاية الصحية لديها (…) وحماية الناس في الخريف والشتاء”.
ويشمل ذلك السعي لـ”زيادة الإقبال على التطعيم بين عامة السكان، وإعطاء جرعة معززة ثانية للأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة من سن 5 سنوات فما فوق ومن هم على اتصال وثيق بهم، والنظر في تقديم جرعات معززة ثانية لمجموعات محددة معرضة للخطر، على الأقل ثلاثة أشهر بعد آخر جرعة”.
كما تدعو الاستراتيجية إلى “التشجيع على ارتداء الكمامات في الأماكن المغلقة وفي وسائل النقل العام، وتهوية الأماكن المزدحمة والعامة (مثل المدارس والمكاتب ووسائل النقل العام)، وتطبيق بروتوكولات علاجية صارمة لأولئك المعرضين لخطر الإصابة بأمراض خطيرة”.
ودعا المسؤول الأممي إلى تعزيز القدرات المختبرية لضمان التشخيص السريع الموثوق به للكشف عن كورونا وتتبع المتغيرات، وإلى “استخدام السكان لاختبارات التشخيص السريع”. كما حث على إعطاء الأولوية لتتبع المخالطين والحجر بناء على توصيات منظمة الصحة العالمية.
وأشار كلوغ إلى أن الإصابة المتكررة بالمرض تشير إلى التطور المستمر للفيروس، ويمكن أن تؤدي كل إصابة جديدة إلى كوفيد طويل الأمد.
وقال: “في المملكة المتحدة وحدها، على سبيل المثال، يعاني ما يقدر بنحو مليوني شخص – 3 في المئة من السكان – من مرض كوفيد الطويل”.
ودعا جميع الدول إلى “الاعتراف بوجود مشكلة والاستثمار في البحث اللازم للاستجابة لجائحة كورونا”. وأضاف: “أكرر رسالتي إلى الحكومات والسلطات الصحية هي العمل الآن للاستعداد للأشهر المقبلة”.
وأكد على “ضرورة أن تقوم البلدان بتعزيز مراقبة كورونا كجزء من عمليات الرصد الأوسع لفيروسات الجهاز التنفسي والاستعداد لفصل الخريف”.