قمة بايدن وبوتين.. حدث ينتظره العالم بـ “حذر”
الحرة-
العلاقة بين واشنطن وموسكو ليست على ما يرام، وهناك ملفات عالقة بين الطرفين، وهذا أمر أشار إليه الرئيس الأميركي، جو بايدن، الذي أكد، الأحد، اتفاقه مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن العلاقة “في أدنى نقطة”، لكن يجب إيجاد حلول لعدد من القضايا.
ويسود الحذر، وليس التفاؤل، أفكار المحللين والمتابعين لما يمكن أن تأتي به قمة بايدن بوتين، فجملة فورين بوليسي الأميركية، تقول إن على العالم “إلا يحبس أنفاسه” في انتظار اتفاق كبير بين القطبين المتصارعين.
وتقول المجلة إن “على الزعيمين مناقشة الكثير” بدءا من الهجمات الإلكترونية وانتهاء بالحرب الأوكرانية، ومرورا بخط الغاز الروسي والتدخل في الانتخابات.
الهجمات الإلكترونية
لم يدخر المسؤولون الأميركيون جهدا في تبيان مدى حزمهم تجاه روسيا، خاصة بعد عدة هجمات إلكترونية طالت مصالح أميركية.
ويقول المسؤولون الأميركيون صراحة إن هذه الهجمات تقوم بها مجموعات تتخذ من روسيا مقرا لها.
وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، لشبكة ABC news الأميركية، السبت، إن “الهجمات لن تتسبب في إلغاء اللقاء”، مضيفا “على العكس من ذلك، الرئيس يريد لقاء بوتين بسببها (الهجمات) على وجه التحديد، لتكون قادرا على التحدث إليه مباشرة، بوضوح حول هذه الاختلافات العميقة، وأيضا لمعرفة ما إذا كان بإمكاننا الحصول على استقرار أكثر ووضع يمكن التنبؤ به”.
وختم بلينكن كلامه “لكن وبنفس القدر نوضح أنه إذا اختارت روسيا الاستمرار في التصرف بتهور، فسنرد بقوة”.
بوتين استجاب لهذه التصريحات بالقول إنه لا يمانع عقد اتفاقية لتسليم المهاجمين الإلكترونيين إلى الولايات المتحدة، لكن فقط إذا فعلت أميركا المثل.
وتسببت آخر موجة هجمات إلكترونية استهدفت شركة مشتقات نفطية أميركية، وشركة لحوم تعمل من الولايات المتحدة بخسائر بملايين الدولارات وتعطيلا لتجهيز الخدمة.
ملف التسلح
وتقول وكالة فرانس برس إن مجموعات الحد من الأسلحة النووية تحاول الضغط على موسكو وواشنطن للعودة إلى معاهدة الأسلحة النووية متوسطة المدى، التي انسحبت منها الولايات المتحدة عام 2019 وتبعتها موسكو.
وتحاول هذه المجموعات منح دفعة لإجراء محادثات “الاستقرار الاستراتيجي”، وهي سلسلة من المناقشات بين الحكومات تهدف إلى تسوية العديد من مجالات الخلاف والتوتر على المستوى الوطني.
وتقول الوكالة إن الدعوات تشمل لتوسيع المحادثات لتشمل تغطية مجموعة واسعة من القضايا بما في ذلك التهديدات السيبرانية والعمليات الفضائية والدفاعات الصاروخية، بالإضافة إلى الأسلحة النووية.
مع ذلك لا يتوقع المحللون حدوث اختراق كبير في هذا الملف، خاصة أن إدارة بايدن أبلغت موسكو إنها لن تعود إلى اتفاقية “السماوات المفتوحة” التي تسمح برحلات المراقبة الجوية فوق المنشآت العسكرية لكلا البلدين.. قبل أن تنسحب منها موسكو أيضا.
مع هذا، ينظر البعض من المحللين بتفاؤل إلى تصريحات بايدن وبوتين بشأن هذا الموضوع، إذ رحب الاثنان بفكرة العودة إلى المحادثات الاستراتيجية التي قطعها تدخل روسيا العسكري في أوكرانيا عام 2014.
الاقتصاد
ونقلت فورين بوليسي انتقادات السناتور الجمهوري، بن ساسي، للقاء بين بايدن وبوتين حيث قال: “بدلا من معاملة بوتين مثل رجل عصابات يخشى شعبه، سنعطيه خط أنابيب نورد ستريم 2 الثمين ونضفي الشرعية على تصرفاته من خلال قمة”.
وأضاف السيناتور وهو عضو لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ إن “هذا يعبر عن ضعف”.
وفي منتدى اقتصادي في سانت بطرسبرغ قبل أسابيع، أعرب بوتين عن مخاوفه من أن “الولايات المتحدة حاولت التأثير على السياسات المحلية لروسيا بالقيود الاقتصادية”، وكشف أيضًا عن أنه وبايدن سيناقشان قضايا مثل الحد من التسلح وفيروس كوفيد -19 وتغير المناخ والصراعات العالمية عندما يجتمعان في جنيف في 16 يونيو.
وقال بوتين وقتها “نحن بحاجة إلى إيجاد سبل للبحث عن تسوية في علاقاتنا، والتي هي الآن عند مستوى منخفض للغاية”.
والأحد، اتفق الرئيس بايدن مع بوتين في توصيفه لمستوى العلاقات بين البلدين بـ”المنخفض”.
وقال في ختام قمة مجموعة الدول السبع G-7 إن الولايات المتحدة “لا تتطلع لنزاع مع روسيا”، وأنها تريد “حلولا لقضايا عالقة”، مضيفا “أكدنا على القيم الديمقراطية التي تدعم كل شيء نريد تحقيقه”.
حقوق الإنسان
وعلى الرغم من أن المتحدث باسم الكرملين قال في مؤتمر صحفي قبل فترة إن الرئيسين لن يناقشا موضوع المعارض الروسي، أليكسي نافالني، إلا أن المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، قالت لـ CNN إن “بايدن لن يتراجع عن إثارة الموضوع” في اللقاء.
وأضافت ساكي أن “هذا قد لا يكون على جدول الأعمال، لكن بالتأكيد الرئيس لديه كل النية لإثارة انتهاكات حقوق الإنسان، وسجن المعارضين والناشطين والانتهاك لما نشعر أنه يجب أن يكون عرفا في جميع أنحاء العالم”.
وقالت ساكي أن التدخل الروسي في أوكرانيا، والمحادثات مع إيران، وملفات التسلح وغيرها ستكون كلها على أجندة اللقاء.
خلاصة
وتقول فورين بوليسي إن القمة قد تسهم على الأقل في ترسيم “الخطوط الحمر” لكلا البلدين، ومعرفة أين يجب أن يتوقف الصراع.
وقد توترت العلاقات الدبلوماسية من خلال سلسلة من عمليات طرد الدبلوماسيين، وفى وقت سابق من هذا العام، استدعى البلدان سفيريهما للتشاور.
وقال بوتين في لقاء مع وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء أنه “يتوقع أن يساعد لقاؤه هذا الأسبوع مع بايدن في إقامة حوار بين البلدين وعودة الاتصالات الشخصية”.
ويقول محللون إن هذه التصريحات، ومثلها من الإدارة الأميركية تركز على الملفات “التي يمكن التعاون فيها” مثل الملف النووي الإيراني وملفات الحد من التسلح النووي وغيرها “قد تجعل القمة ناجحة بعد كل شيء”