قادة عرب يبحثون ملفات حساسة.. ما المتوقع من قمة العلمين؟
الحرة-
لم تتضح بعد تفاصيل جدول أعمال قمة العلمين رسميا، التي يحضرها زعماء دول مصر والأردن والبحرين والإمارات والعراق في منطقة العلمين بمحافظة مطروح في مصر، لكن البيانات الرسمية الأولية للعراق ومصر أشارت إلى أن القمة ستناقش مواضيع مثل ” مثل القضية الفلسطينية، والأوضاع في اليمن وليبيا، فضلا عن مناقشة تبعات الحرب الروسية الأوكرانية على المنطقة”، وفقا لبيان مصري و “الأمن الاقليمي، والتعاون المشترك، والتكامل الصناعي”، وفقا لبيان عراقي.
واكتفت الإمارات والأردن والبحرين بإعلان وصول زعمائها إلى القمة بدون عرض للملفات التي سيتم مناقشتها.
وهذه هي الزيارة الرسمية الأولى لمحمد بن زايد إلى مصر بعد تنصيبه رئيسا لدولة الإمارات في مايو.
وتحدث خبراء لموقع “الحرة” عن أن التحديات التي تواجه المنطقة، وخاصة الأمن الغذائي، قد تكون في مقدمة الملفات التي نوقشت في القمة.
وتوقعت وكالة فرانس برس أن يكون الأمن الغذائي والمائي من بين الملفات التي ستناقشها القمة.
وقال رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية، خالد شنيكات، إن “التحديات التي تواجه دول المنطقة هي تحديات مشتركة سواء ما يتعلق بالأمن أو أجندة الأردن بما يخص القضية الفلسطينية، وبالتالي فإن التعاون المشترك بين الدول يشكل مدخلا لحل ومواجهة هذه التحديات التي هي قوية وخطيرة ولا تستطيع دولة بمفردها حلها”.
وأضاف شنيكات لموقع “الحرة أن “من المتوقع أن يطرح الأردن موضوع الأمن والقضية الفلسطينية وربما التجارة وتعزيز العلاقات البينية بين الدول ومسألة الأمن الغذائي التي ازدادت أهميتها بعد الغزو الروسي لأوكرانيا”.
ويقول شنيكات إن “التحديات تتعاظم وهي تتعلق بالأمن القومي لهذه الدول” ودول أخرى مثل ليبيا واليمن.
ويربط شنيكات القمة الحالية بالقمة الثلاثية التي جمعت الأردن ومصر والعراق، حيث يقول إن المشاريع الضخمة التي نوقشت في تلك القمة، مثل أنبوب النفط العراقي إلى مصر عبر الأردن كلها تحتاج مزيدا من التنسيق.
ويقول النائب السابق في البرلمان الأردني، هايل ودعان الدعجة، إن “ما كان يصرح به الملك عبد الله الثاني مؤخرا حول ما ستشهده الساحة العربية من لقاءات عقدت وستعقد بين زعامات عربية تعكس وجود تطورات وتحولات في المشهد العربي أساسها الاعتماد على الذات في مواجهة التحديات والمخاطر الاقليمية التي تهددها من خلال ايجاد الحلول الذاتية، بدلا من الاعتماد على الآخرين”.
والتقى زعماء العراق ومصر والأردن عدة مرات خلال الأعوام الماضية، وعقد أول لقاء ثلاثي بين الزعماء عام 2019.
وأضاف الدعجة لموقع “الحرة” إنه يتوقع أن تكون ملفات الأمن الغذائي والطاقة والتضخم، إضافة إلى ملف القضية الفلسطينية حاضرة على جدول أعمال القمة “كذلك يتوقع أن يطرح الأردن ملف اللاجئين السوريين الذي شكل ضغطا كبيرا على موارده الشحيحة أصلا وقطاعاته الخدمية والصحية والتعليمية والطاقة والمياه والبنى التحتية وما يتبع ذلك من ملف مالية باهظة في بلد يعاني أوضاعا مالية واقتصادية واجتماعية صعبة جدا”، وفقا للنائب السابق.
وقال إن القمة الخماسية قد تدفع إلى تهيئة الظروف المناسبة أمام الدول العربية من خلال “التفكير بإيجاد حالة من التوازن مع القوى الإقليمية في المنطقة، كتركيا وإيران وإسرائيل، وأن تعطي لنفسها هامش حركة ومناورة وحرية أوسع في علاقاتها مع الأطراف الدولية عبر التنوع في تحالفاتها وعلاقاتها ومصادر تسليحها، وأن تستثمر أجواء المنافسة العالمية بين كل من أميركا وروسيا والصين على الزعامة العالمية والتي قد تكون من أهم نتائج الحرب الروسية الأوكرانية، بما يدفع بالدول العربية إلى التفكير بإعادة ترتيب حساباتها وأولوياتها”.
وقال بيان للحكومة العراقية إن القمة ستناقش مجموعة من الموضوعات التي تهم المنطقة منها والتعاون المشترك، والتكامل الصناعي وملفات الطاقة، والاستثمار، والتغيرات المناخية.
ويقول المحلل السياسي العراقي، محمد نعناع، إن القمة هي استمرار للاجتماعات السابقة التي تأسست من نهاية عام 2019.
ويضيف نعناع أن هذا هو “اللقاء السادس، وهي لقاءات تأسيسية لم ينتج عنها إعلان كامل بعد”.
ويضيف لموقع “الحرة” أن “التأسيس كان عبر مصر والعراق والأردن، والآن يبدو أن الإمارات والبحرين قد انضمتا إلى المجموعة”.
ويعتقد نعناع أن العراق يركز على ملفين رئيسين، أولهما ملف الإرهاب والجماعات الإرهابية حيث أن “هذه الدول كانت تنطلق منها إما مجاميع من إرهابيين أو انطلق تمويل لهم من تلك الدول”، كما يقول مضيفا أن “العراق يحقق تقدما كبيرا جدا مع جهازي المخابرات في مصر والأردن واستطاع أن يقتل الكثير من الإرهابيين بالتعاون مع هذين الجهازين”.
أما المسألة الثانية بالنسبة للعراق، وفقا لنعناع، هو تحقيق توازن مع النفوذ الإيراني والتركي في العراق، وهذا “مهم أن يملأه العرب باعتبار أن لديهم مناوئات مع النفوذين التركي والإيراني”.
ويقول نعناع إن من المهم أن يوازن العراق بين هذه التأثيرات وأن لا “يستبدل نفوذا بنفوذ آخر”.
واصطحب الرئيس المصري قادة الدول الزائرين لافتتاح مشاريع اقتصادية في منطقة العلمين، من بينها افتتاح فندق استثماري.
وقال عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أيمن سلامة، إن القمة تهدف إلى “تحقيق الأمن الاقتصادي والإنساني، لشعوب ودول المنطقة العربية سواء كان كل الدول العربية أو الدول الخمس التي تشارك في قمة العلمين، وتأمين دعائم وركائز وأسس الأمن العربي المشترك”.
كما قال سلامة لموقع “الحرة” إن هناك “آلية الشراكة الجديدة الصناعية التكاملية للتنمية الاقتصادية المستدامة التي تشترك فيها الدول الخمسة هي الدليل الدامغ على الآليات الفاعلة”، وليس “الشعارات والمطالبات” وغيرها، وهي “إحدى آليات تأمين الأمن القومي العربي في نهاية المطاف”.
وقال إن القمة “ترسخ ركائز الأمن القومي العربي” بشكل حقيقي، وتواجه “التحديات القُطرية والدولية” الراهنة وتشكيل نسق عربي متوافق تجاه القضايا العالمية المرتبطة بالأمن الإقليمي في القمة العربية التي ستستضيفها الجزائر”، كما “ستوحد الدول الخمس مواقفها ورؤاها بشأن جدول أعمال القمة”.
وأضاف أن تداعيات الحرب الأوكرانية، خاصة بما يخص الطاقة والغذاء، هي أحد المحاور التي سيتناولها القادة “لتخفيف الآثار السلبية الكارثية لتداعيات الحرب الأوكرانية”، كما قال إن من “المؤكد أن يبدي القادة تأييدهم المطلق للعراق في مواجهة الأزمة السياسية”، وقال إن المجتمعين “سيدعون الأطياف العراقية لنبذ الفتنة والالتزام بالحوار”.
وقال إن القادة سيؤيدون الجهود المصرية لوقف إطلاق النار في غزة، وأيضا تأييد مصر والسودان بخصوص النزاع بشأن سد النهضة.
مع هذا قال سلامة إنه لا يرى أن “البيانات ستقدم أي ثمار بشأن سد النهضة، ولكن يجب تطوير آليات مشتركة لحث أثيوبيا على الاهتمام وإبداء حسن النية في المطالب المشروعة لمصر والسودان”.
وسبق هذه القمة اجتماعات أخرى للزعماء العرب.
وفي مارس الماضي، عقد السيسي لقاء ثلاثيا جمعه بمحمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي، آنذاك، ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، نفتالي بينيت، في منتجع شرم الشيخ، تناول تداعيات الحرب في أوكرانيا.