
التقاه: عبدالعزيز عيسى
الناس-
في الذكرى الرابعة عشر لثورة السابع عشر من فبراير ارتأت الناس سرد ظروف تأسيس جمعية أبطال ليبيا لفاقدي الأطراف، ومساعي صدور القانون الخاص بذوي الإعاقة المستديمة من مصابي حرب التحرير
وفي هذا الحوار الذي أجرته الصحيفة مع السيد “محمد عمر ساطي” أحد مؤسسي الجمعية ونائب رئيسها تحدث عن الجمعية منذ أن كانت فكرة، وصولاً لوضعها الحالي مؤسسة متكاملة الأركان، تضم مركزاً للأطراف الصناعية هو الأكبر على مستوى شمال أفريقيا..
كما تحدث الرجل الأربعيني -الذي فقد يده اليمنى في خامس أشهر الثورة- عن شريحة ذوي الإعاقة في العموم، ووقوفهم إلى جانبهم دعماً لقضاياهم وصولاً إلى دمجهم في المجتمع، فإلى نص الحوار (…)
حدثنا عن ظروف تأسيس الجمعية التي تحتفي اليوم بمرور 13 عاماً على تأسيسها ويحتفي أبطالها بالذكرى 14 للثورة؟
بداية أهنئ كل الشعب الليبي وخصوصاً مدينتي العزيزة مصراتة بمناسبة حلول الذكرى الرابعة عشر لثورة السابع عشر من فبراير..
لتأسيس لهذه الجمعية كان خلال أحداث الثورة وحتى قبل مقتل القذافي، تعرضت لإصابة في يوليو أدت إلى بتر يدي، ونقلت للعلاج في دولة تونس، وجاءت الفكرة بعد رجوعي لمصراتة ونقاشي مع بعض الأصدقاء، وكانت تلك المرة الأولى التي نناقش فيها أن يكون لنا مؤسسة تضم المبتورين وذوي الإعاقة من مصابي حرب التحرير، وقد شجعنا على ذلك الأستاذ “سالم حمد خليل” أحد رجال الأعمال بمدينة مصراتة، الذي قال في سياق حديثه معنا “أنتم أبطال ودافعتوا على الأرض والعرض” ومن المفترض كنظرة مستقبلية أن تكون لديكم مؤسسة أو هيئة أو نقابة، تجمعكم لتساعدكم مستقبلاً في المطالبة بحقوقكم، فكانت تلك بذرة الفكرة، وأيّد هذه الفكرة أخي المحامي محمود ساطي وشاركنا الحديث هو الآخر، وبعد نقاش عميق، اقترح علينا الأخير أن نتواصل مع المحامي المعروف الأستاذ “الهادي أبو زقية”، وعضو المجلس الأعلى للدولة الأستاذ “عمر أبو ليفة”، لأخد الرأي والمشورة، وقد أرشدنا الأخير إلى ضرورة تأسيس مؤسسة مجتمع مدني لتتولى الضغط على الحكومات المقبلة للمطالبة بحقوقكم، وليس هيئة أو نقابة أو أي جسم يتبع للدولة، واتفق مع هذا الرأي المحامي الأستاذ “الهادي أبو زقية”، حينها عقدنا العزم وتولى أخي محمود كتابة أول نظام أساسي للجمعية، وكل ذلك كان قبل مقتل القذافي، وقبل ذهاب مجموعة من فاقدي الأطراف لتلقي العلاج في سلوفينيا، التي فيها تبلورت الفكرة وتجمعنا هناك وبدأت الخطوات العملية لتأسيس الجمعية عن طريق مجموعة من الزملاء عددهم قرابة 30 شخصا، أذكر منهم “ربيع أبو عود”، عبدالحميد فريفر”، “أشرف سميو”، “علاء التومي”، “مفتاح اللبيدي”، “علي الصيد”، “أشرف المنياوي”، وقد بدأنا في الإجراء القانوني عن طريق المحامي “محمود ساطي”، وتواصلنا في تلك الأيام مع رئيس المجلس المحلي لمدينة مصراتة الأستاذ “خليفة الزواوي” –حفظه الله- الذي منح مؤسستنا مستندا مبدئيّا بأنها معنية برعاية ذوي الإعاقة والمبتورين من مصابي الثورة، حتى يستقر الوضع، لأنه لم تكن في أثناء الثورة جهة تعتمد منظمات المجتمع المدني، لأن وضع البلاد في حرب، ولم يتم إعلان التحرير بعد..
متى بدأتم العمل ومن تولى رئاسة الجمعية عقب تأسيسها والحصول على الموافقات اللازمة؟
تم تكليف السيد “عبدالحميد فريفر” كأول رئيس لجمعية أبطال ليبيا لفاقد الأطراف، كان هذا العمل في شهر نوفمبر 2011م على ما أعتقد، جاء ذلك خلال أول جلسة للجمعية، وانطلقنا في العمل وتجمعنا وحصلنا على مقر مؤقت في جهاز تنمية وتطوير المراكز الإدارية سابقاً في منطقة رأس علي، وباشرنا العمل في جمع بيانات عن ذوي الإعاقة والمبتورين وانطلقت المؤسسة وباشرت عملها بمجموعة من الأوراق وحقيبة، يعني لا شيء، ونحن الآن والحمد لله نفتخر بما أنجز، ولله الحمد والمنة، أن هذا العمل الجماعي المتكامل الذي شارك فيه نخبة من فاقدي الأطراف من ذوي الإعاقة على مستوى البلاد، الجمعية اليوم تضم أكبر مركز أطراف صناعية على مستوى شمال أفريقيا، بما يضمه من مقر للعلاج الطبيعي، وصالات ترفيهية، وقاعة اجتماعات، أي أن نواة المؤسسة قد اكتملت وأصبحت متكاملة الأركان، وأصبح لديها الدورة المستندية والمالية وشهدت 4 عمليات انتخابية، وهذا العمل يحسب لشريحة المقعدين من حرب التحرير،
أنتهز هذه الفرصة لأشكر عبر صحيفتكم كل من ساهم في دعم المؤسسة والوقوف معها، وللتاريخ الدكتور “يوسف الغويل” هو من أوائل من دعموا الجمعية بمبلغ مالي، وكذلك السيد “علي بادي” كانت له لمسته في البداية، ولا أنسى كل الرفاق المكافحين في جمعية أبطال ليبيا لفاقدي الأطراف، أذكر منهم الأستاذ “محمد الخراز”، والأستاذ “عادل الأشلم”، والأستاذ “أشرف سميو” والتحق بنا العديد من المبتورين وفاقدي الأطراف ممن كانوا يتلقون العلاج في الخارج.
هل أنتم راضون عما أنجز حتى الآن بشأن مبتوري ومقعدي الثورة؟
بالنسبة لإنجازات جمعية أبطال ليبيا لفاقدي الأطراف فهي عديدة، ولكن نحاول سرد الأهم، منها إنشاء قانون خاص بذوي الإعاقة المستديمة من مصابي حرب التحرير، وقد دعمنا في هذا مجلس أعيان مصراتة وعلى رأسهم الشيخ “سليمان الفقيه” بثلاث ورش عمل برئاسة السيد “محمد الخراز”، والشهيد “عبدالرحمن الكيسة” بمشاركة عدة مدن ليبية، وتم إصدار القانون رقم 4 لسنة 2013م المتضمن لبعض الأحكام المتعلقة بذوي الإعاقة المستديمة من مصابي حرب التحرير.
بالإجماع وبإجمالي 146 صوتا، وهذا القانون نجح في ضمان حقوق كل المصابين من حرب التحرير في العام 2011م وما بعدها، أما على صعيد العلاج فكانت لدينا فكرة توطين العلاج في الداخل، وإنشاء مركز للأطراف الصناعية والعلاج الطبيعي الذي كان حلما وأصبح حقيقة، بفضل العمل الجماعي والنية الخالصة لله ثم للوطن، وبدعم عديد الجهات والأشخاص.
هل فُعّل القانون رقم 4 لسنة 2013م الخاص بذوي الإعاقة المستديمة من مصابي حرب التحرير؟
تم تفعيل 2 من المنافع المقررة للفئة في المادة الثالثة من القرار، وهي المنحة الشهرية التي تتراوح قيمتها بين ثلاثة آلاف وثلاثمائة وخمسين دينارا وخمسة آلاف ديناراً، وفقاً لنسبة الإعاقة، وحصة محددة سنوية في أفواج الحجيج لأداء الحج تشمل أفراد الفئة ولمرة واحدة.
تبرز بين الحين والآخر معاناة شريحة ذوي الإعاقة “ذوي الهمم” هل المنتسبون لجمعيتكم يعانون ما تعانيه الشريحة أم وضع منتسبيكم أفضل حالاً؟
بالنسبة لشريحة ذوي الإعاقة فنحن جزء من هذه الشريحة، سواء من مصابي حرب التحرير أو غيرهم، ونحن أيضاً جزء من هذه المعاناة، وندعم أيضاً قضايا ذوي الإعاقة في تفعيل قوانيننا وانتزاع حقوقنا، ونسعى دائماً بأن نكون كوادر فعالة في دمجهم في المجتمع، بل وليكونوا في المناصب السيادية والقيادية داخل الدولة الليبية.
ساطي: نطالب كل الجهات للسعي لتحقيق الهدف السامي لثورة 17 فبراير المجيدة التي سالت من أجلها الدماء وارتقى لأجلها الشهداء وتقطعت الأشلاء
ألا ترى أن تعدد الجمعيات والمؤسسات المعنية بخدمة ذوي الإعاقة من مصابي حرب التحرير وداعش وغيرها يضيع الجهود ولا يوحدها؟
تعدد الجمعيات سواء كان جمعية أبطال ليبيا أو فجر ليبيا أو أبطال البنيان أو البركان أمر محمود، كل مرحلة من مراحل الحروب ما بعد الثورة لها خصوصية تاريخية معينة، وخصوصاً ثورة السابع عشر من فبراير، ومقاتلة الإرهاب وصد العدوان على العاصمة طرابلس، فقد تم في الآونة الأخيرة إنشاء اتحاد جمعيات ذوي الإعاقة المستديمة من مصابي الحروب، في إطار يجمع الكل للوصول لغاية واحدة، وهي انتزاع حقوق ذوي الإعاقة والمبتورين.
ما هي مطالبكم اليوم؟
باختصار نطالب كل الجهات التشريعية والحكومات والمؤسسات العسكرية للسعي بكل مصداقية لتحقيق الهدف السامي لثورة 17 فبراير المجيدة التي سالت من أجلها الدماء، وارتقى لأجلها الشهداء وتقطعت الأشلاء، لتحقيق التداول السلمي على السلطة، ولكي ينعم الليبيون بدولة القانون والعدل والمؤسسات، ونحن على يقين بأن كل هذه التضحيات سوف تصل إلى الغاية وإن طال النضال..