اخبارالرئيسيةفضاءات

في ذكرى فبراير. الناس تلتقي الدكتور المجدوب عضو أول لجنة تسييرية لجامعة مصراتة بعد ثورة فبراير

بعد انتخابه رئيسا للجنة التسييرية المؤقتة. المجدوب: تنازلت عن رئاسة الجامعة للدكتور طاهر بن طاهر لرمزيته في ثورة فبراير

حاوره/ محمد اللديد،

 

ونحن على مقربة أيام من الاحتفال بالذكرى الرابعة عشر لثورة السابع عشر من فبراير، كان التركيز على أهم المحطات التي عاشتها مدينة مصراتة في تلك الحقبة من تاريخها، ونستذكر معاً مراحل مرّت على هذه المدينة ففي ساحات القتال كان على الجهة الأخرى شخصيات تهيئ مرافق المدينة لما بعد تحرير البلاد من حكم القذافي.

في هذا اللقاء من صحيفة النّاس رأينا أن يكون لقاؤنا مع اللجنة التسييرية لجامعة مصراتة لنتعرف على طبيعة عمل اللجنة وظروف تشكيلها.

هذه المرحلة التاريخية في تهيئة الجامعة وكليتاها للدراسة بذل فيها الكثير من الجهد والوقت والتضحيات حتى من بين أبنائها أنفسهم بمختلف مسمياتهم.

صحيفة الناس كان لها لقاء مع نائب رئيس اللجنة التأسيسية لجامعة مصراتة والمعاهد العليا خلال العامين 2011 و2012 الدكتور محمد عمر المجدوب.

الناس/ نبدأ معك حديثنا عن قرار تشكيل لجنة تسييرية مؤقتة لتسيير جامعة مصراتة والمعاهد العليا إبان حرب التحرير باعتبارك نائباً لرئيس اللجنة؟

تشكلت اللجنة بقرار حمل رقم 17 لسنة 2011 من قبل رئيس المجلس المحلي المؤقت لتسيير مدينة مصراتة خليفة الزواوي، في 26 مايو 2011 بعد اجتماعين عقدا بهذا الصدد لبحث إنشاء لجنة تسييرية لجامعة مصراتة والمعاهد العليا في المدينة ونجم عنهما إقامة انتخابات لاختيار لجنة لتسيير الأعمال مؤقتاً، والتي تعتبر أول انتخابات تجرى في ليبيا، وقد تنادي عدد من أعضاء هيئة التدريس في جامعة مصراتة بالمعهد العالي للسياحة والفندقة بشهر مايو ونتج عن الاجتماعيين في 25 مايو انتخاب اللجنة المكونة من ستة اشخاص.

انتخابات اللجنة التسييرية والتي تعتبرها أول انتخابات تجري في ليبيا خلال ترك الفترة. لو تحدثنا عن كيفية إجرائها، ومن أشرف على سير العملية الانتخابية لها؟

شكلت لجنة من قبل رئيس المجلس المحلي المؤقت آنذاك، وكان عددها أربعة أشخاص من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة، وكان من بينهم الرئيس الأسبق لجامعة مصراتة الدكتور محمد بن حميدة، وعدد من أعضاء هيئة التدريس الذين لا تحضرني أسماؤهم، لإجراء عملية الانتخابات، ولم يكتمل النصاب في الاجتماع الأول، فتم تأجيل الاجتماع حتى 25 مايو، حيث تم اختيار اللجنة الخاصة بتسيير جامعة مصراتة والمعاهد العليا، بعد عملية انتخاب داخلي بين أعضاء هيئة التدريس الجامعة والمعاهد العليا في المدينة، وقد كان لهذه الانتخابات رمزية خاصة، فالمدينة وقتها كانت الجبهات مشتعلة في ثلاثة محاور، ونحن أخذنا على عاتقنا مهمة تهيئة الجامعة ومرافقها لاستقبال أبنائنا الطلبة العائدين من الجبهات بعد التحرير.

تحصلت على 64 صوتاً من إجمالي عدد المقترعين في حين تحصل الدكتور الطاهر بن طاهر على 62 صوتاً. لو نتحدث لماذا تنازل محمد المجدوب عن رئاسة اللجنة التسييرية؟

نعم صحيح رغم الفارق البسيط إلا أنني كنت أومن بأن الهدف الأسمى لمصلحة الجامعة والمعاهد العليا، ورأيت من هذا التنازل أنّ دور الدكتور الطاهر بن طاهر البارز في الثورة يستوجب تقديم مثل هذه الشخصية لهذا المكان، إضافة إلى كونه أكبر مني سناً، وهذا التنازل يعزز من وحدة الصف بين أعضاء هيئة التدريس، ويخلق جواً من التفاعل بين الجميع، إضافة إلى أنّ الجبهات كانت مشتعلة في تلك الفترة ومن غير الجيد التشبث بالمناصب والكراسي، خصوصاً وأنّ الناس في تلك الفترة تفقد فلذات أكبادها، ولا ضير من أنّ أتنازل عن الرئاسة لشخصية مثل الدكتور الطاهر بن طاهر.

العراقيل التي واجهتكم في تلك الفترة الحساسة والصعبة للغاية؟

بعد صدور القرار استأنفت اللجنة العمل في مقرها المؤقت الكائن بالمعهد العالي للسياحة والضيافة، قمنا بحصر الكليات المتضررة، خصوصا وأن بعض الكليات مثل العلوم وكلية التقنية الطبية قد دمرتا والجثث لا تزال فيهما، إضافة إلى تواجد بعض كتائب التحرير في بعض مقرات الكليات، بدأنا التواصل معها لاستلام هذه المقار، وأيضا كان من الصعب الحديث عن الدراسة وإرجاع الموظفين إلى مقر الجامعة والكليات للتجهيز، كان أمرا مرهقا وصعبا جداً، وقد بحثنا في كيفية إقناع الناس بالرجوع للعمل وتقديم الدعم النفسي للطلاب في الجبهات، ومع هذا نجحنا في التواصل، واسترداد حتى بعض الملفات والأجهزة المفقودة، واستطعنا تهيئة الكليات لاستقبال الطلاب، وبالفعل بدأت الكليات في الإعلانات لطلابها لتجديد القيد، وبالفعل اتخذنا حينها قرارات سريعة وجريئة لعودة كليات الجامعة لاستقبال الطلاب، وبدء عملية الدراسة خصوصا مع التحديات الأمنية الحساسة في تلك المرحلة والتي تعتبر أصعب من مرحلة التأسيس.

لو نعود للخلف ونتحدث عن أبرز ما قامت به اللجنة من أعمال في تلك المرحلة الحساسة للغاية؟

قمنا بداية بإجراء تعيينات لعمداء الكليات والمعاهد العليا، وتوفير السكن الجامعي للمحتاجين من قطاع التعليم العالي، خصوصا ممن تضررت منازلهم أو هجروا منها من أعضاء هيئة تدريس وموظفين، ومكنا المبتعثين للدراسة بالخارج الذين انقطعت بهم السبل للعودة لأعمالهم، كما كان هناك تناغم حدث بين الإدارة المالية والمراقب المالي لحفظ أرصدة الجامعة بالمصارف، وتم صرف الرواتب في مواعيدها، ومنح بعض السلف المالية للعائدين لأعمالهم بالجامعة والمعاهد العليا.

من بين اختصاصات اللجنة التسييرية كانت تتعلق بتجميع المستندات وصيانة بعض المقار المتضررة وأبرزها كليات العلوم والصيدلة والتقنية الطبية كيف عالجتم هذا الأمر؟

قمنا بتنفيذ بعض المشروعات الاستعجالية وفقاً لعطاءات الترسية وتنظيف بعض المقار الأخرى غير المتضررة، وترتيب الملفات وجمع شتاتها، وركزنا من خلال اللجنة على التركيز على البنية لكل الكليات وإصلاح المتضرر لاستئناف الدراسة من جديد، ونجحنا فيها بشكل كبير عبر الداعمين والمتطوعين والجهات الخيرية.

ولكن من أصعب المشاكل لكليات جامعة مصراتة كانت كلية طب وجراحة الفم والأسنان، كلية لا يوجد لديها مقر ولا يوجد لديها تجهيزات، قمنا باستحداث مبنى خاص بالكلية داخل كلية تقنية المعلومات، وتجهيز وتوريد وتركيب 23 كرسي أسنان، كما قامت اللجنة باستئجار مبنى متكامل قريب من الكلية ليكون عيادة تدريبية للطلاب، ومكنّا طلاب كلية الأسنان من إجراء المرحلة السريرية في مصر.

كيف تجاوزت اللجنة العراقيل المالية الخاصة بالجامعة في تلك الفترة؟

الوضع المالي كان صعبا جداً، واعتمدنا على الموارد المالية المتاحة، إضافة إلى تقديم الدعم العيني من قبل بعض الجهات الخيرية في الصيانة الاستعجالية، والمجلس المحلي قام بمساعدتنا لصرف مرتبات العاملين بالجامعة.

قامت اللجنة الفترة الماضية بتقديم مذكرة احتجاج إلى إدارة جامعة مصراتة بشأن تجاهل تكريم أعضاء اللجنة خلال ذكرى تأسيس الجامعة الذي كان في 28 ديسمبر 2024 كيف كان رد الإدارة عليكم؟

لم يكن الرد بالمستوى الذي نأمله، نتيجة اعتبارات عديدة، ومع هذا وعدنا رئيس الجامعة بإقامة حفل لتكريم عديد الشخصيات الأكاديمية والتي من بينها أعضاء اللجنة التسييرية، ولهذا قمنا بتقديم مذكرة احتجاج لرد اعتبار أعضاء اللجنة والتي سلمت مهام عملها إلى الرئيس الأسبق الدكتور المرحوم الطاهر الحبقي، كما كنا نأمل من إدارة الجامعة أنّ تجد مذكرتنا الاحتجاجية التقدير للمجهودات التي بذلت لأشخاص أسهموا في بناء الجامعة في وقت عصيب للغاية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى