اجتماعيالرئيسية

في بيتي مراهق

* كتب/ وليد عمران محمد،

المراهقة هي قضية مشكلة قد تكبر مع الأيام، من هنا فقد طرحت نفسها علينا كقضية لابد من إلقاء الضوء عليها.

فمن المعروف أن مرحلة المراهقة تُعد ذات حساسية كبيرة، إذ تعتبر المرحلة الأدق والأكثر حساسية على مستقبل أولادنا ففيها الطاقة والحيوية والقوة وهي من أصعب المراحل التي يمر بها الإنسان في حياته، إذ تشهد هذه المرحلة العمرية العديد من التقلبات المزاجية والنفسية، فهي المرحلة الفاصلة بين الطفولة والنضوج، ومكمن خطر هذه المرحلة التي تنتقل بالإنسان من الطفولة إلى الرشد هي التغيرات التي تبدو في مظاهر النمو المختلفة جسمياً فسيولوجياً وعقلياً واجتماعياً ودينياً وأخلاقياً، ولما يتعرض فيها الإنسان من صرعات داخلية وخارجية، حيث يتفاجأ الأهل بتغير أولادهم فجأة بعد وصولهم لسن المراهقةن فأولادهم الذين كانوا مطيعين دائماً يتحولون إلى أشخاص آخرين يتعاملون بعصبية وحدة، في حال التصادم معهم.

ويشكو أغلب المراهقين من عدم فهم الأهل لهم، فالمراهق لا يتقبل أي سلطة فوقية عليه، فيرفضها بشدة.

ولفظ المراهقة لا أساس له في كلام العرب شعراً ونثراً، ولو بحثنا عن جذور مراهقة في المعجم لوجدنا أن المراهق من رهق وهو العظمة أو العيب أو الظلم، قال تعالى في سورة الجن “فَلا يَخَافُ بَخْسًا وَلا رَهَقًا”.. أي الظلم، ورهق أيضاً من الإرهاق وهو أن يحمّل عليه ما لا يطيقه، وهذا لا أعتقد أن يكون متلائماً لمعني الشاب.
أما المراهق في علم النفس فتعني الاقتراب من النضج الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي، ولكنه ليس النضج نفسه لأن الفرد في هذه المرحلة يبدأ بالنضج العقلي والجسمي والنفسي لكنه لا يصل إلى اكتمال النضج إلا بعد سنوات عديدة قد تصل إلى عشر سنوات.
وفي العادة تبدأ عملية المراهقة في سن الثانية عشرة، وتمتد حتى الحادية والعشرين، وقد تزيد المدة أو تقصر وفقاً لاختلاف البلد واختلاف الجنس، وهي تحتاج من الأبويين حسن الرعاية بالحكمة لضبطها، وفيها المشاعر والأحاسيس المتدفقة، فتحتاج منكم للحنان والاحتضان والاحتواء لهم.

إن هذه الفترة العمرية تتطلب جهداً مضاعفاً من قبل الأبويين في التعامل معها، من حيث المتابعة الصحيحة والتوجيه والإرشاد، والعقاب والثواب وغير ذلك من وسائل التربية النافعة، كذلك على الوالدين تفهم التغيرات التي تحدث مع أبنائهم وتقبلها، كما أن لتقرب الوالدين من أبنائهم أثر إيجابي مهم في تعزيز العلاقة بين الطرفين، فعندما يشعر الوالدان أبناءهم بأنهم أصدقاء لهم فإن ذلك يمنح الأبناء ثقة أكبر لأنفسهم وللوالدين، وهو ما سينعكس بدوره إيجاباً علي العلاقة بينهما، ويجعل الأبناء يلجؤون إلى والديهم عند حدوث مشاكل لديهم، وتلقي النصائح من مصادرها الصحيحة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى