في الذكرى الثالثة لمقتل خاشقجي. مظاهرة ووقفة احتجاجية في واشنطن
بي بي سي-
نُظمت مظاهرة خارج السفارة السعودية في واشنطن ووقفة احتجاجية خارج مبنى الكونغرس الأمريكي، لإحياء الذكرى الثالثة لمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وعرضت خطيبته التركية، خديجة جنكيز، صورة له مصنوعة من أعمدة الصحف التي كتبها.
وحثت جنكيز الرئيس الأمريكي جو بايدن على محاسبة المملكة العربية السعودية، والوفاء بالتزامه المعلن بحقوق الإنسان.
وقُتل خاشقجي بوحشية في قنصلية بلاده في إسطنبول في الثاني من أكتوبر عام 2018، بعد أن نشر مقالات في صحيفة واشنطن بوست تنتقد بشدة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
“فرقة اغتيال”
ووفقا لمسؤولين أتراك وأمريكيين عمدت فرقة اغتيال سعودية كانت في انتظاره بمبنى القنصلية -حيث ذهب لاستخراج أوراق رسمية لإتمام معاملة زواجه- إلى خنقه وتقطيع جثته التي لم يعثر عليها حتى الآن.
وهزت الجريمة الرأي العام العالمي، بفضل تحرك تركي واسع لا تزال أصداؤه مستمرة، وحال دون أن يُغلق الملف بأحكام قضائية سعودية نهائية في 2020، كانت محل انتقاد.
ووجهت تركيا اتهامات حينذاك لأكثر من 20 سعودياً، منهم النائب السابق لرئيس المخابرات العامة أحمد عسيري، والمستشار السابق في الديوان الملكي السعودي سعود القحطاني، وقالت إنهما المدبران الرئيسيان لعملية الاغتيال. لكن الرياض رفضت تسليم المتهمين.
وبعد نفي الجريمة في البداية، بدأت الرياض تحقيقات انتهت إلى تأكيد مقتل خاشقجي، وإصدار أحكام بالإعدام على خمسة متهمين، وسجن ثلاثة آخرين ليس من بينهم عسيري ولا القحطاني.
وفي المراسم، طالبت خديجة جنكيز الرئيس الأمريكي بالوفاء بوعده بمعاقبة قتلة جمال.
وأشارت إلى أنه “حينما قتل خاشقجي كان دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، وفي فترته لم يعاقب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، واستمرت مبيعات السلاح إلى السعودية رغم وقوع الجريمة”.
وقالت: “في ذلك الوقت كان بايدن مرشحا لرئاسة البلاد، وقال حينها إن خاشقجي وأقرباءه يستحقون العدالة”.
وناشدت جنكيز بايدن ونائبته كمالا هاريس قائلة “متى ستوفون بوعودكم؟ متى ستضعون كلماتكم موضع التنفيذ؟ وهل ستواصل إدارة بايدن علاقاتها مع السعودية كما كانت دائما رغم الوعود؟”
وأعربت جنكيز عن استيائها من لقاء مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، قبل أيام من ذكرى مقتل خاشقجي مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي تتهمه الاستخبارات الأمريكية بأنه أعطى الأمر بالقتل.
وتساءلت خلال وقفة إضاءة الشموع “هل هذه هي المحاسبة التي تعهد بها بايدن؟”
وشاركت في الوقفة أمام مبنى الكابيتول شقيقة عبد الرحمن السدحان، الموظف في هيئة الهلال الأحمر السعودي الذي اعتقل عام 2018 وحكم عليه بداية العام الحالي بالسجن 20 عاما، بعد استخدامه حساب تويتر وهمي لانتقاد القيادة السعودية.
“سخاء بايدن”
وقالت أريج السدحان التي تعيش في كاليفورنيا بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية “عذبوه وكسروا يده وحطموا أصابعه حتى تشوهت قائلين: هل هذه هي اليد التي كنت تكتب التغريدات بها؟”
وأضافت أنها كانت تأمل بأن تؤدي ضغوط الإدارة الأمريكية الجديدة الى إطلاق سراح شقيقها، لكن ذلك تغير بعد أن ترك بايدن الأمير محمد بن سلمان “يفلت من العقاب”. وقالت “هكذا رد المسؤولون السعوديون على سخاء بايدن بارتكاب المزيد من انتهاكات حقوق الإنسان”.
وما تلبث قضية جمال خاشقجي أن تخفت حتى تعود للأضواء من جديد، مع ظهور أي معلومات جديدة في القضية أو اقتراب ذكرى مقتله، كما أنها حاضرة في منصات الإعلام عند الحديث عن حرية الصحافة.
ولا تزال تركيا تحاكم غيابيا 26 سعوديا مرتبطين بالقضية، لكن المنظمات الحقوقية تتخوّف من تأثير سياسي على القضاء، خصوصاً مع تطور العلاقات التركية-السعودية خلال الفترة الأخيرة.