في الذاكرة- الذكــرى 103 لملحــمة القرضــابية الكبــرى والفاصــلة
28 إبريل 1915
الذكــرى 103 لملحــمة القرضــابية الكبــرى والفاصــلة
كتب/ أسامة وريث
وتعد ( أكـبـر ملحـمة وطنيـة عرفتها بلادنـا تحت اسم معركـة الوحـدة الوطنـية )
تليها من حيث القوة والأهمية والنتائج معارك الهاني والمرقب .
ملاحم من هذا النوع شارك فيها عدد كبير من رجالات ليبيا؛ القرضابية قسمت ظهر إيطاليا مدة 7 سنوات وأخرجتهم باندلاع الثورة في مختلف نواحي الأرض الليبية عدا الخمس وطرابلس ظلتا تحت السيطرة حتى صلح سواني بنيادم 1919
( مجاهـدي المنطقـة الشـرقية بقيادة: صفي الدين السنوسي ) ويعاونه شيخ قبيلة المغاربة: صالح لاطيوش ..
وكان ( مجاهدي المنطـقة الجنـوبية تحت قيادة: أحمد بيّ سيف النصر ) زعيم فزان وأولاد سليمان .
( من الجـهات الغربيـــة خرج المجاهدون – الذين قاتلوا إيطاليا سابقا في 1911 ثم انخرطوا في هدنة أوشي لوزان، فاعترفوا بالحكم الإيطالي 3 سنوات 1912 – 1915 مقابل حصولهم على الأسلحة والتمويل – في فـرق تـزودت بالأسلحة الإيطالية الحـديثة، على أن تظل تابعة لإيطاليا وتقاتل أي قوات تعاديها، بما فيها المجموعات المحلية التي تمركزت في جنوبي سرت.
( هـذه الفـرق الثائرة السابقة التي دخلت في الاتفاق الجديد، كانت برئاســة كـل من ) : رمضان بك السويحلي على مصراتة، ومحمود عزيز على زليتن، وأحمد بك المريّض والساعدي بن سلطان على ترهونة، وعبد النبي بلخير على ورفلة، ومحمد القاضي على مسلاتة، ومحمد بن مسعود على قماطة، وعمر العوراني على الساحل، وعليّ صهيب على الزاوية .
( في صـباح 29 أبريـل سنة 1915 صـدر الأمر بالهجـوم ) وما هي إلا لحظات حتى التقت طلائع المجاهدين بقيادة صفي الدين السنوسي من الأمام وهاجم رجال سيف النصر الميمنة ، وفتحت الفرق التي يتقدمها رمضان السويحلي النار على مؤخرة الجيش الإيطالي وعربات الذخيرة والوقود والتموين .
من أصل 9000 جندي و 250 فرسان وعربات، خسرت إيطاليا ما لم تخسره في حروبها في أوربا، نجى فقط 500 جندي هربوا إلى سرت مع قائدهم الكولونيل الجريح – أمياني – شخصياً.
اختلف الكتاب والمؤرخون والمحللون في قضية ترجيح كفة النصر؛ متناسين أن ( تحقيق النصر هو الأهم وليست طريقته ) لكن ( غراتســياني اعتبر في شهـــادته ) أن الخدعة التي نفذها رمضان الشتيوي، هي الضربة التي قسمت ظهر القوات الإيطالية ، قائلاً :
” خاننا رمضـان الشتـيوي، وغدر بنا مع جميع الفرق التي كانت معه، والتي سُلّحت من طرفنا .. وأكتسح بقواته قافلة الذخيرة والتموين، وفتح النار علي قواتنا … وخلال أيام حكمه وجّه جميع تصرفاته دون هوادة ضد كل من يذكر الإيطاليين علي لسانه أو يفكر بهم .. كان يملك بشكل ممتاز صفة القائد البربري المقدام؛ كان موته مبكراً من صالحنا، فلو ظل حياً لكان أمامنا عملٌ كبير لمواجهته) .
المصادر :
نحو فزان : الكولونيل رودولفو غراتيساني
ما بعد القرضابية / مجموعة نصوص وشهادات وروايات ووثائق إيطالية مترجمة .
جهاد الأبطال : الطاهر الزاوي .