* كتب/ أحمد نصر
عندما ينجز الكاتب عملا أنفق فيه كثيرا من وقته وجهده يستشعر الفرحة ثلاث مرات:
المرة الأولى عندما ينتهي من كتابته.. والثانية عندما يجد من ينشره ويراه مطبوعا في كتاب.. والثالثة عندما ينجح العمل ويراه الكاتب في استحسان القراء والنقاد والتعليقات في الصحافة.
وعندما انتهيت من سيرتي الذاتية (المراحل.. حياتي أرويها) في العام 2014 ظهرت فرحتي الأولى فوجدتني أخرجها في آخر صفحة من آخر الكتاب.
وإليكم هذه الصفحة:
.. والأهم من ذلك كله أن ثورة “17 فبراير” أعادت لي- ولغيري- كرامتي وأخرجتني من الحالة المعتمة التي فرضها النظام الدكتاتوري الإرهابي الاحتكاري على غير المتعاملين معه، من منظور من ليس معي فهو ضدي طيلة الأربعين عاما، وهي الفترة التي التهمت مني زهرة العمر وأطفأت فيّ جذوة الطموح.
والآن بفضل الله وبفضل هذه الثورة المباركة صرت أكتب بحرية وأطبع مخطوطاتي بلا رقيب، والصحف تعرف بكتبي، والنقاد والدارسون في مجال الأدب والثقافة يتناولون إنتاجي، والقراء يسألون عن كتاباتي ويصافحونني بيدين اثنتين، والجهات الرسمية تكرمني بالشهادات والاحتفاءات؛ فماذا أريد وقد أتممت مراحلي وفيها كل ذكريات عمري أكثر مما أنا فيه إلا الصحة والعفو من الله تعالى، وإذا كنت قد قدمت في كتاباتي الأدبية والاجتماعية شيئا وجد فيه القارئ أو الدارس ما ينفعه، أو يبعث في نفسه المتعة الأدبية والراحة القلبية فهذا ما قصدت ووفقني فيه الله، وإلا فالمعذرة؛ فهذه طاقتي وإمكانياتي وما توفيقي إلا بالله العلي العظيم..
وختاما أقول:
ختمتُ مراحلي وعزمت أمري
فلا تسألنِ عن باقٍ بعمري
فعمري كله جزر ومد
وقد سطرته سطرا بسطر
حمدت الله أن تمت أخيرا
وقد أودعتها علني وسري
وكان تمامها فرجا وفرحا
فيا الله كم أثلجت صدري!!.