اخبارالرئيسيةفضاءاتليبيا

عشر سنوات للوصول لساعة الافتتاح ثم اشتغل عامين وتوقف جزئيا. قسم القلب بمركز مصراتة الطبي**

لماذا توقف إجراء عمليات القسطرة القلبية (غير المستعجلة) بمركز مصراتة الطبي؟ ومتى ينطلق العمل بمركز مصراتة للقلب؟

الناس-

عام 2012م كانت اللجنة الطبية بمصراتة تسعى لافتتاح قسم للقسطرة القلبية وأقسام أخرى لمواجهة الصعوبات التي تواجهها في ملف العلاج بالخارج.

أثمرت تلك الجهود مع جهود آخرين في افتتاح قسم القلب بمركز مصراتة الطبي في العام 2022. وكان يوما مشهودا. لكن المحبط في الأمر أن العمليات متوقفة حاليا بالقسم. وألجأ المرضى إلى العلاج بالخارج، وما يصاحبه من تكاليف، أو الالتجاء للمستشفيات الخاصة وما يصاحبها أيضا مما يضيق المقام بتذكره.

السؤال الذي يطرح نفسه اليوم. لماذا توقفت علميات القسطرة القلبية بمركز مصراتة الطبي؟ ولماذا لم يشغّل جهاز القلب والرئة الصناعية الذي يستخدم في عمليات القلب المفتوح؟

أيضا لا ننسى أن الحكومة قد تعاقدت مؤخرا مع شركة “إليغانسيا” القطرية لإدارة ستة مرافق صحية بليبيا لمدة 15 عاما، من بينها مركز جراحة القلب الذي افتتح حديثا بمصراتة بسعة 120 سريرا.

ونفس السؤال نطرحه، لماذا لم يشرع العمل في القسم حتى الآن؟

أسئلة حاضرة وإجابات مؤجلة

سنؤجل الأسئلة والأقاويل، وما يثار من إشاعات مؤقتا، وستسعى الصحيفة لاستضافة مدير عام مركز مصراتة الطبي، للبحث عن إجابات، عن هذه الأسئلة وغيرها، وسنسرد في هذا التقرير، رحلة تأسيس قسم القلب بمصراتة، والذي بذرت بذرته في العام 2012م، وواجه الصعوبات والعراقيل قبل أن يعلن عن افتتاحه في 2022، ثم يتوقف في 2024م!

سيكون دليلنا في رحلة التأسيس الدكتور أيمن أبوشحمة رئيس اللجنة الطبية بمصراتة في 2011- 2013، والذي كان تولى لاحقا رئاسة قسم الشؤون الطبية بمركز مصراتة الطبية في الفترة التي افتتح فيها القسم في 2022م.

البذرة الأولى للتأسيس

أخبرنا ضيفنا أن الفكرة انبثقت داخل اللجنة الطبية مصراتة، حيث لم يكن بمصراتة قسم للقسطرة القلبية، ولم يكن في ليبيا كلها سوى ثلاثة أقسام، بطرابلس وبنغازي وطبرق.

تواصلت اللجنة الطبية مع وزارة الصحة وكانت تشغلها وقتها “د.فاطمة الحمروش” وطرحت عليها الفكرة فوافقت، وتعاقدت مع شركة أمريكية معروفة عالميا عن طريق وكيلها في العاصمة طرابلس “شركة ألفا”، لتوريد وتأسيس القسم وفق شروط تعاقدية واضحة، حيث بلغت قيمة العقد (1.7) مليون دينار ليبي.

ولاحقا ستتولى نفس الشركة التعاقد مع أطباء وأطقم تمريض. وفق عقد آخر مع وزارة الصحة، هو المبين في الصورة المرفقة، حيث ستجري وفق العقد ألف (1000) عملية، منها 600 استكشافية، 200 زرع دعامات، و200 زراعة بطاريات، بعقد مع وزارة الصحة بلغت قيمته حوالي (4.9) مليون دينار.

عقبة أولى وتوقف المشروع 2013

وحتى لا نستبق الأحداث، نعود للعام 2012، إذ قامت اللجنة الطبية مصراتة بتجهيز مبنى “مستشفى المعاقين” بكرزاز ليكون مقرّا لقسم القلب. لكن كل شيء توقف بعد ذلك.

ففي العام 2013 أعيد تشكيل اللجنة الطبية مصراتة بوجوه جديدة، لم تعط الأولوية للمشروع، فبقيت التجهيزات في المخازن دون أي خطوة للأمام.

محاولات إحياء المشروع 2017

ثلاث سنوات مرت، وفي العام 2016 أعيد فتح الموضوع من جديد، بتكليف إدارة جديدة لمستشفى مصراتة المركزي الذي كان تحت الصيانة، فنقلت المعدات بالكامل إليه، (كانت التجهيزات بحمولة ثلاث شاحنات تقريبا). ووضعت بمخازن المستشفى. بانتظار استكمال الصيانة. وافتتاح أقسام المستشفى مجددا.

أرادت الإدارة الجديدة تشغيل القسم بتجهيزاته، فتواصلت مع الشركة الموردة مجددا، وفي 2017م سلم لها المكان الذي تم تجهيزه، فركّبت معداتها كاملة تقريبا، ولم يتأخر سوى منظومة التكييف.. وكان الدكتور أيمن حاضرا أيضا، رفقة الدكتور غسان الحداد الذي يتولى رئاسة القسم حاليا.

لكن –وفي سيناريو مكرر- بتغير الإدارة مرة أخرى، تجمد المشروع، وتوقف كل شيء، بانتظار ما سيكون.

افتتاح القسم 2022

ومع كل تغيير إداري، يبرز العنوان مجددا..

في العام 2020 انطلق العمل مجددا بالمشروع، يقول الدكتور أيمن صاحب بذرة المشروع إن الإدارة الجديدة التي تولت إدارة مركز مصراتة الطبي تواصلت معه، ليلتحق بالعمل به، فكان أن طلب –وفق كلامه- استئناف العمل لافتتاح قسم القلب.

هذه المرة نجح الأمر، فقد أعيد افتتاح مبنى المركز الطبي الذي ظل خارج الخدمة بكامل طاقته الاستيعابية لأكثر من عشر سنوات، تحول في الأثناء من “مستشفى تعليمي” إلى “مركز مصراتة الطبي”، رغم أن جل أقسامه موزعة على مرافق صحية قروية.

قسم القلب تعاقد مع اختصاصي وكادر تمريض من طرابلس، قبل أن يلتحق بالعمل اختصاصيان رسميا، تدرب أحدهما بالهند والآخر في ألمانيا، وكلا منهما يحمل درجة الماجستير في تخصصه.

الدخول في مرحلة التطوير

تعاقد المركز على شراء جهاز القلب والرئة الصناعية، والذي يستخدم في إجراء عمليات القلب المفتوح، كما تعاقد على شراء جهاز قسطرة جديد يضاف لسابقه. والتحق بالقسم اختصاصي للقسطرة الطرفية كان عمل بمستشفيات ألمانيا ليشكل إضافة للقسم.

كانت الأمور تسير نحو التطوير بعد التأسيس، فبعد أن كانت شركة ألفا تتولى التعاقد مع الأطباء وجلب المستلزمات، ثم تتقاضى حقوقها من الوزارة وفق عقود رسمية، صار القسم شيئا فشيئا يعتمد على كوادره في التشغيل.

وحتى بتغيير الإدارة لم يتوقف العمل بالقسم هذه المرة.

لكن تطورا مهما قد حصل، وهو انتهاء عقد التوريد مع شركة ألفا، فقام جهاز دعم وتطوير الخدمات العلاجية (المستحدث مؤخرا) بالتعاقد من جديد، ولأمر ما اتجه لشركة أخرى..

ما يثير التساؤل أن العمليات توقفت مؤخرا بشكل كامل (إلا لإنقاذ الحياة) داخل مركز مصراتة الطبي منذ شهور؟!

وبالتزامن مع ذلك، لم يباشر مركز القلب مصراتة الذي تعاقد مع الشركة القطرية عمله بعد.. وبالنتيجة عدنا إلى ما قبل 2022، وعاد المرضى إلى تحمل مصاريف علاجهم في العيادات الخاصة أو خارج البلاد..

لا نريد أن نستبق الأحداث ولا أن نردد ما يشاع دون دليل، سنسعى كصحيفة تبحث عن الحقيقة لمقابلة المدير العام لمركز مصراتة الطبي، لتوضيح بعض الأمور. فالمواطن معني بخدمات العلاج، خاصة في ظل التكاليف الباهظة في المرافق الصحية الخاصة بالداخل، فما بالك بالخارج.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

**تنويه/ سيكون لإدارة مركز مصراتة الطبي رد. سننشره في أوانه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى