ضغوط مصرية لإضافة ملفي سدّ النهضة والتدخلات التركية في ليبيا إلى أجندة القمة العربية
العربي الجديد-
تكشف مصادر دبلوماسية لـ”العربي الجديد”، أن مصر مارست ضغوطاً كبيرة خلال المشاورات التمهيدية للقمة العربية، بهدف دفع الجزائر والدول العربية إلى تبني صيغة تخصّ ملفين أساسيَّين تبدي القاهرة تركيزاً بالغاً بشأنهما، وهما ملف أزمة سد النهضة، والموقف من التدخلات التركية في ليبيا، بشكل خاص.
وأرسلت السلطات المصرية إشارات قوية تفيد برغبتها في تضمين أجندة القمة العربية، نقطة تخصّ الحديث عن أزمة النيل والتدخلات التركية في المنطقة العربية، والحصول على موقف يشدد على حقوقها المائية في مياه النيل، ودعم سياسي عربي في أزمة سدّ النهضة مع إثيوبيا، خصوصاً وأنها أزمة تعني أيضاً بلداً عربياً ثانياً مشاركاً في القمة، وهو السودان.
ووصف دبلوماسيون عرب مشاركون في قمة الجزائر، في تصريحات لـ”العربي الجديد”، مساعي القاهرة بشأن ذلك بـ”الملحة والقوية”، وقال مصدر دبلوماسي عربي مشارك في القمة، إن “اللقاءات التي عقدها وزير الخارجية المصري سامح شكري مع نظرائه العرب، ركزت بشكل خاص على موضوع أزمة السدّ وحقوق مصر في النيل، ومسألة التدخل التركي في ليبيا خاصة”، مشيراً إلى أن “هناك محاولة مصرية لتضمين إعلان الجزائر الختامي للقمة ما يدعم الموقف المصري في الأزمة مع إثيوبيا خاصة”.
وتأمل القاهرة في أن تلعب الجزائر دوراً إيجابياً في ترجمة تطلعاتها، وإسناد الجهود المصرية بشأن مناقشة جدية لأزمة سدّ النهضة على وجه التحديد، وإزاء تركيا وتدخلها في أزمات عربية، باعتبار الجزائر البلد المستضيف وتتولّى الرئاسة الجديدة للقمة، لكن ذلك يستدعي البحث عن صيغة لا تؤثر في الوقت نفسه على العلاقات الجزائرية التركية من جهة، وعلى العلاقات الجزائرية الإثيوبية التي تعتبر التقديرات السياسية الجزائرية، أنها “يمكن أن تعطي للجزائر دور الوسيط المحتمل لحلّ الأزمة، وقد عبّرت الجزائر عن استعدادها لذلك في وقت سابق”، حيث كان وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة قد زار العواصم الثلاث المعنية بأزمة السدّ، الخرطوم والقاهرة وأديس أبابا، خلال الفترة السابقة لجسّ النبض بشأن الوساطة في الملف.
وترى المصادر أن مشاركة السيسي في القمة العربية، تعد فرصة للقاء الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، لبحث العلاقات الثنائية والأزمة الليبية بوجه خاص، حيث تبرز خلافات وتباين حاد في المواقف بين البلدين منذ قيام القاهرة بدعم مساعي تشكيل حكومة فتحي باشاغا، بينما كان الرئيس تبون قد أبدى انزعاجاً معلناً بشأن الخطوة المصرية في ليبيا.
وسيكون اللقاء بين تبون والسيسي اليوم، واحداً من ثلاث لقاءات ستتم بين الرئيسين، إذ تليه لقاءات مرتقبة خلال قمة المناخ في شرم الشيخ، ثم أخرى في الدوحة، عندما يشاركان في افتتاح كأس العالم في 20 نوفمبر الحالي.