(رويترز) – انهارت علاقة جوزيه مورينيو مع مانشستر يونايتد بطريقة يتعذر إصلاحها منذ فترة طويلة لكن كلمة النهاية كتبت يوم الثلاثاء وأقال أكبر أندية العالم المدرب الأكثر شهرة في كرة القدم.
وجاء القرار بعد أسوأ بداية ليونايتد في 28 عاما قدم خلالها كرة قدم مملة ودفاعية، ليظهر مورينيو وجها غاضبا بعد كل انتكاسة، لكن الهزيمة 3-1 أمام ليفربول يوم الأحد كانت الأكثر إذلالا.
وبعد عقود من الهيمنة على كرة القدم الإنجليزية، كان يونايتد على وشك تقبل حقيقة أن الأموال اللا نهائية وراء تشيلسي ثم مانشستر سيتي أزاحته من موقعه على صعيد قوة الإنفاق وإحراز الألقاب.
لكن عندما جاء ليفربول، الذي توارى يونايتد في ظله طويلا جدا قبل أن يأتي اليكس فيرجسون أخيرا ”وينزع عنه كبريائه“، ليسحقه يوم الأحد مثل فريق متواضع في وسط الجدول، كانت هذه نقطة النهاية بالنسبة لمورينيو.
وقال يونايتد بطل إنجلترا 20 مرة في بيان مقتضب ”يعلن مانشستر يونايتد أن المدرب جوزيه مورينيو ترك النادي بأثر فوري“.
وجاء ذلك بعد هزيمة الأحد التي تركت يونايتد في المركز السادس متأخرا بفارق 19 نقطة وراء ليفربول بقيادة المدرب يورجن كلوب و11 نقطة خلف المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا. والأهداف 29 التي استقبلتها شباكه هي أسوأ حصيلة له في هذه المرحلة من الموسم منذ 56 عاما.
محتوى دعائيوبالنسبة للجيل الحالي من جماهير يونايتد ومسؤوليه الذين استمتعوا بالنجاح خلال عهد فيرجسون الذي استمر 26 عاما فإن هذا غير مقبول.
وسيشير مورينيو إلى حقيقة أنه بعد تعيينه خلفا للهولندي لويس فان جال في مايو أيار 2016 فاز بالدوري الأوروبي وكأس رابطة الأندية الإنجليزية في موسمه الأول قبل أن يقود يونايتد للمركز الثاني في الدوري والتأهل لنهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، حيث خسر أمام تشيلسي، في موسمه الثاني.
ونسبة فوزه التي تبلغ 58.33 بالمئة أفضل بشكل ملحوظ من ديفيد مويز (52.94 بالمئة) وفان جال (52.43 بالمئة) وتقل بفارق بسيط فقط عن فيرجسون (59.67 بالمئة).
لكن هذه الأرقام تخفي حقيقة أنه كان سيئا أمام الفرق الكبرى الأخرى، بينما صرف عنه نهجه الخططي كل من في النادي.
ومع كل هزيمة كان يجد طرقا جديدة لإلقاء اللوم على لاعبيه مع الاستمرار في تذكير منتقديه بنجاحاته السابقة في بورتو وتشيلسي وإنترناسيونالي وريال مدريد.
وإذا كان فشل وهو يحاول الفوز بأسلوب يونايتد المألوف ربما كان بقي في منصبه لفترة أطول.
لكن بينما كان سيتي وليفربول وحتى توتنهام هوتسبير يمتعون الجماهير بأسلوب لعبهم الهجومي، أصبح مورينيو مشهورا بعبارة ”إيقاف الحافلة“ التي قدمها إلى معجم كرة القدم عندما كان يشتكي من اتباع منافسيه لأساليب دفاعية من أجل التصدي لفريقه الرائع تشيلسي.
ولخص خلافه مع لاعب الوسط الفرنسي بول بوجبا الذي يبلغ ثمنه 90 مليون جنيه استرليني (114.17 مليون دولار) إخفاقه.
وأمضى بوجبا، وهو لاعب جيد بما يكفي لقيادة فرنسا للفوز بكأس العالم هذا الصيف، الأسبوعين الماضيين على مقاعد البدلاء، في عقاب عملي على تجرأه في التلميح بأن الفريق يجب أن يتبع أسلوبا هجوميا ويلعب مثل ولفرهامبتون واندرارز الذي تعادل 1-1 باستاد أولد ترافورد.
وبدلا من ذلك اختار مورينيو لاعبين أكثر قوة من الناحية البدنية مثل نيمانيا ماتيتش ومروان فيلايني.
وكان مورينيو معارضا لاتجاه ”تحمل المسؤولية“ وكان منتقدا بشكل دائم للاعبيه، واتهمهم بالافتقار للخبرة الفنية والثبات الذهني والمرونة البدنية.
وتحول مورينيو من رجل يمتلك شخصية ساحرة ووصف نفسه بأنه ”استثنائي“ حين جاء إلى تشيلسي قبل 14 عاما إلى شخص مكفهر الوجه يرفض أي أسئلة عن مسؤوليته الشخصية.
* نفوذ لاعب
لكن مصدرا مطلعا على القرار أبلغ رويترز يوم الثلاثاء بأن أي تصور عن أن ”نفوذ لاعب“ لعب دورا في إقالته غير صحيح.
وقال المصدر الذي زعم أيضا أن مورينيو كان أبدى التزامه بمبادئ كرة القدم السريعة والهجومية التي ميزت النادي لفترة طويلة ”القرار يعود بالكامل إلى الطريقة التي كان يلعب بها الفريق“.
وقال مورينيو مرارا إن لا يمكنه التنافس مع القوة الشرائية لسيتي وليفربول، متجاهلا حقيقة أنه أنفق 400 مليون جنيه استرليني على ضم لاعبين جدد على مدار الموسمين الماضيين.
وأنفق ببذخ ليتعاقد مع بوجبا لكنه واجه صعوبات في العثور على طريقة للاستفادة منه بأفضل طريقة. وانضم روميلو لوكاكو من إيفرتون وتألق بين حين وآخر لكن اليكسيس سانشيز، الذي تقول تقارير صحفية إنه يجني 400 ألف جنيه استرليني في الأسبوع، كان كارثة تامة.
وتتحدث الأرقام الدفاعية أيضا عن نفسها ويغير مورينيو بشكل دائم رباعي الدفاع. وحتى الحارس متذبذب المستوى ديفيد دي خيا لم ينجح في سد الفجوات.
وتسببت اختيارته وأسلوبه الخططي في عاصفة من الانتقادات من لاعبين سابقين تحولوا لنقاد وأصبح السؤال في نهاية المطاف هو متى سيرحل.
وقال جاري نيفيل قائد يونايتد السابق والناقد الحالي بعد هزيمة الأحد ”ليفربول يتقدم بفارق كبير. الأمر صاعق. يونايتد كان سيئا… إنه ليس جيدا بما يكفي“.
واستمتع مشجعو ليفربول دون شك بذلك وكان هتافهم ”لا تقيلوا مورينيو“ مؤلما بالتأكيد بالنسبة لإدارة يونايتد.
وقال يونايتد، الذي أوقعته القرعة يوم الاثنين ضد باريس سان جيرمان في دور الستة عشر لدوري الأبطال، إنه سيعين مدربا مؤقتا خلال 48 ساعة بينما يحاول على ما يبدو الحصول على وقت لإغراء مدرب كبير بترك وظيفته.
وضمن الترشيحات المبكرة لمكاتب المراهنات زين الدين زيدان وماوريسيو بوكيتينو وأنطونيو كونتي.